المتابع لرغبة المملكة العربية السعودية في درء الخطر الايراني عنها وعن دول المنطقة يجد تلك الدوافع تفتقر الى التخطيط والقراءة الدقيقة التي تساعدها على كيفية التعامل مع الملف العراقي والذي يعد اهم ملف يساعد على ردع وكف ايران وغطرستها واطماعها فمن خلال العراق استطاعت ايران تفرض نفسها ومشاريعها ومن خلال العراق استطاعت ايران ان تعقد صفقاتها وتعزز علاقاتها الدولية وعن طريق ادواتها وعملاؤها من الشيعة والسنة سياسيا
ولأن الثقافة السياسية السائدة على ان ايجاد العميل والمنافق من طرف الخصم هي المعمول فيها فتجد دول الخليج وعلى رأسها السعودية تحاول العمل بنفس تلك الثقافة والالية المتبعة من قبل ايران في العراق حين اوجدت لنفسها عملاء من ساسة السنة كرئيس البرلمان الحالي سليم الجبوري وزعامات الصحوات لذا تحاول السعودية ان تتبع نفس المنهجية من خلال ايجاد عملاء سياسيين وزعامات وواجهات اجتماعية ودينية سياسية تحسب على الطرف الشيعي السياسي لتحقيق الاهداف المرجوة في تقليل واضعاف ايران ودرء مخاطرها وههذه الثقافة والستراتيجية والالية وان كانت الى حد ما يتقبلها المتخصصون الا انها في بعض الاحيان تأتي بنتائج عكسية وسلبية وكارثية الى حد ما فيما لو كان ذلك الطرف المحسوب على الخصم يتظاهر العمالة وهو في الواقع لازال عميلا للاخر او الدولة الاخرى محل المشكلة والخلاف ايران من هنا يتبين حجم الاخطاء الكارثية التي ستقع فيها بعض الدول ومنها السعودية فيما لو اعتمدت هذه الطريقة لأنها لم تأخذ بنظر الاعتبار اولا: ان ايران انما استغلت الجانب السني السياسي كون الحكم والسيطرة والنفوذ شيعي موالي لأيران وبالتالي تكون السيطرة على العميل السياسي السني سهل التحكم ولايستطيع ان يخرج عن دائرة اللعبة التي تخطها ايران وهو غير متحقق للجانب السعودي ثانيا : ان ايران سيطرت على المؤسسة الدينية النجفية المتمثلة بالسيستاني وأي زعامة دينية سياسية تظهر على الساحة فأنما هي خاضعة لمؤسسة السيستاني الايرانية مع استبدال الادوار في الظهور الاعلامي ومقتدى الصدر انموذجا لذلك فهو غير قادر بالنتيجة عن الخروج عن تلك الدائرة واللعبة الايرانية مهما اظهر جانبا اعلاميا وسياسيا متمردا فهو بالنتيجة يسلم الامور على طبق من ذهب لأيران وهو ما تعجز عن تحقيقه السعودية لأنها افتقدت الى البعد والعمق الديني المؤثر فلا تستطيع ان تؤثر دينيا في الشارع السني ولا تستطيع دعم واستقطاب اطراف شيعية عروبية تمتلك رؤية وقاعدة تمكنها من مواجهة المؤسسة الدينية السيستانية النجفية الايرانية وتقليل تأثيرها فتخيل ان المرجعية العراقية الشيعية العروبية بأقل الامكانات استطاعت ان تجبر ايران على استبدال دور السيستاني بمقتدى وهي حالة ليس من السهل ان تضطر ايران لها الا بعد انعدام تأثير السيسستاني وممثليه ووكلائه ومعتمديه في خطب الجمعة وذلك لما استطاعت المرجعية الشيعية العروبية وانصارها من لعب دور كبير في توجيه الشارع من خلال التظاهرات المدنية الداعية الى حكم مدني لا ديني حيث رفعت في هذه التظاهرات شعارات ما كانت ايران تتوقع يوما ما انها سترفع وهي التي تحكمت بكل مفاصل الحياة في العراق ابتداءا من الحكومة والبرلمان والمؤسسات الى الشارع ورفع صور خامنئي والخميني فمن يتوقع ان ترفع شعارات “ايران بره بره بغداد تبقى حرة ” ومن يتوقع ان ترفع شعارات (بأسم الدين باكونه الحرامية ” سرقونا الحرامية ” )ومن يتوقع ان ترفع شعارات (الشمعة طركاعة علينه “بمعنى مصيبة علينا ” ) في اشارة الى القائمة الشيعية الانتخابية 169 التي اوجبت مرجعية السيستاني انتخابها بداعي نصرة المذهب الشيعي فصارت الشعارات الكثيرة تحمل اللوم مرجعية السيستاني وفشله وفساد الساسة اللذين اوجب انتخابهم وكذا تحميل ايران مسؤولية ما مر ويمر به العراق هذا الدور لا يخفى على الجميع انما هو من تأثير المرجعية العراقية الشيعية العروبية في تحريك الشارع منذ سنوات عديده وهي تمهد لأن ينتفض الشارع العراقي على الواقع المرير ومن خلال وقفات احتجاجية وتظاهرات تندد بالفشل السياسي والديني والاجرام المليشياوي الطائفي والتدخل الايراني بالشأن العراقي وواصلت دورها اي المرجعية العراقية في مواكبة التظاهرات المدنية مؤخرا وبحضور لافت لأنصارها وشعاراتها المميزة والمنسقة في توجيه الخطابات واللافتات بصورة تشخص اسباب الخلل الحقيقي في تحميل ايران اولا والمؤسسة الدينية السيستانية الكهنوتية ثانيا فهل تفهم المملكة السعودية ان الملف العراقي كيف يمكن له ان يدار لتحقيق الاهداف المرجوة في انقاذ العراق كبلد مسلم عربي ودرء ودفع مخاطر ايران التي بات تهديدها وخطرها جليا للسعودية والمنطقة عموما فلا يعقل ولا يصح ان تلجأ السعودية لأطراف شيعية سياسية او دينية واجتماعية سياسية هي منقادة بالاصل لايران وكذا اطراف سنية عميلة هي الاخرى لايران للتعامل معها وهي طريقة ماعادت تنفع في فرض الستراتيجيات والنفوذ ودرء الخطر الايراني كون ايران اسبق بالتعامل وفقها فالاصح ا ن يتم التعامل مع اطراف ماكانت في يوم من الايام لها تواصل وارتباط بأيران فكيف اذا
كانت تقف ندا بوجه ايران ومشاريعها وتفشلها بين الحين والاخر
المجرم وحيد عبود العيساوي النجفي الذراع القوي للمالكي واحد قادة الميليشيات الاجرامية ضمن الوفد الذي ترأسه رئيس مجلس النهاب سليم الجبوري عميل ايران ايضا الى السعودية وقابل فيه جلالة الملك سلمان !!!!!!!!