22 ديسمبر، 2024 11:01 م

السعودية تفقد ورقة علي عبد الله صالح

السعودية تفقد ورقة علي عبد الله صالح

انتفاضة شعبية انحازت للوطن وتوحدت فيها القوى السياسية والشعبية لتعلن انكشاف المخطط السعوديه المذهبي الجديد، وأن الحركة علي عبد الله صالح ما هي إلا طابور خامس ينفذ أجندة نظام ال سعود..
هبة شعبية في صنعاء.. ماذا يعني؟ ببساطة يعني تحرر عاصمة عربية من عملاء السعودية، يبدو أن الأخبار القادمة من اليمن لم تكن مريحة للبعض، بعد قتل صالح ويأتي في مقدمة هؤلاء محمد ابن سلمان وتحالف الشر العبرية، فقد انكشف الغطاء ضربة موجعة تلقاها التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، بمقتل حليفهم الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، أثناء محاولته الفرار من العاصمة صنعاء.
إعلان الحوثيين مقتل صالح وبث فيديوهات لمقتله قصم ظهر التحالف، الذي كان يعتبر صالح طوق نجاة له، وتشبث بإعلانه حرب على الحوثيين، وحاول استرضاء صالح بمختلف الطرق، فأصدر التحالف بيانا أعلن فيه مباركته تحركات حزب المؤتمر ضد الحوثيين، وعلى الفور اختفى لقب المخلوع الذي لطالما وصف به الإعلام السعودي صالح على مدار سنوات، وحل محله وصف الرئيس السابق، ورفع التحالف سقف توقعاته بشأن قوة صالح، إلى حد أن تركوه وحيدا يقاتل الحوثيين، فيما كان يعول هو على نجدتهم لهم، فلقى حتفه خلال محاولة هروبه.

قتل صالح، الذي يكان يراه التحالف طوق نجاة، له بعد أن غرق في مستنقع اليمن، دون أن يحقق أي انتصارات ، سوى إغراق اليمن في بحار من المآسي والانتهاكات الإنسانية والحقوقية فضلا عن تدمير بينته التحتية وإعادة البلاد قرون إلى الوراء، لا شك إن من شأنه إعادة حسابات التحالف في حرب اليمن برمتها.

وثمة عدة سيناريوهات لتأثير مقتل صالح في هذا التوقيت على مسار الحرب في اليمن:

السيناريو الأول :

الاستمرار في الحرب العبثية بتداعياتها على المنطقة وبخسائرها التي تتكبدها الدول المشاركة فيها، وخصوصا شعب اليمن الذي يدفع الثمن الأكبر.

السيناريو الثاني:

إتاحة فرصة حقيقية للمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ احمد للبدء في وساطة حقيقية تنهي هذه الحرب ، والاستماع إلى أصوات العقل والحكمة التي تنطلق من بعض دول المنطق لوقف هذه الحرب العبثية.

السيناريو الثالث:

انسحاب التحالف بشكل كامل من اليمن وهو سيناريو مستعبد.

السيناريو الرابع:

انفراط عقد التحالف بإعلان عدة دول انسحابها منه بعد تيقنهم بعدم جدوى الأهداف الذي دخلوا من اجلها التحالف، وهو السيناريو الراجح.
وتبين الحال بعد معاناة سنوات عانى فيها أهل صنعاء الويل والثبور وواجهوا القهر والظلم والاستبداد والتعذيب والعزل والتمييز والانتقام، تحرك أهل اليمن متمسكين بعروبتهم وهويتهم رافضين ممارسات تحالف الشر و علي عبد الله صالح وواقفين صفاً واحداً ضد الأطماع السعودية كما في جبهات جيزان وتعز.

انتفاضة شعبية انحازت للوطن وتوحدت فيها القوى السياسية والشعبية لتعلن انكشاف المخطط السعوديةالمذهبي الجديد ، وأن حركة المؤتمر الشعبي ما هي إلا طابور خامس ينفذ أجندة نظام السعودية ، ويبدو أننا نعيش بشائر سقوط المشروع السعودية في اليمن بدليل الحماسة اللافتة للشعب اليمني في رفض السيطرة المليشياوية علي عبد الله صالح على صنعاء و مقتله بذلك السعودية تفقد ورقة علي عبد الله صالح.بعد الانتفاضة الجديدة رحب العالم من شرفاء بوقفة الشعب اليمني والوقوف معه ضد النفوذ ال سعود الذي يهدف لتغيير الصورة الديموغرافية والهوية الثقافية والدينية لليمن السعيد، فحماية وبقاء اليمن موحداً هو مطلب إستراتيجي، كونه مرتبطاً بمنظومة أمن دول العربية.

اليمن الذي تشكل مشهده السياسي في العقد الماضي من أزمة سياسية بين السلطة والمعارضة وتدخلات السعودية، فضلاً عن تدهور الاقتصاد، ناهيك عن الحراك الجنوبي، والسعودية، والقاعدة، أذكر أنني قبل بضع سنوات قلت إن علي عبدالله صالح والقاعدة هما أخطر ما يهدد استقرار وأمن اليمن مستقبلاً، وذكرت أن اليمن بحاجة إلى قراءة جديدة لمعالجة مخاطر التقسيم، كأن يتم التفكير أو دراسة الانتقال إلى الفيدرالية كحكم محلي واسع الصلاحيات، يحقق الاستقلالية للمحافظات، ويحافظ على وحدة البلاد بشمالها وجنوبها في ذات الوقت، ، وأن أمن اليمن و محور المقاومة كل لا يتجزأ، وبالتالي فإن كل المكونات السياسية اليمنية عليها مسؤولية تاريخية لإنقاذ بلادها من البقاء تحت الهيمنة السعودية عبر ذراعها هادي عبد رب، وتغليب المصلحة الوطنية وعدم السماح للطرف الدخيل باللعب بمقدرات اليمنيين. القلق الذي يسيطر على اليمنيين له مبرراته خاصة بعد انهيار اليمن كدولة ونظام ومؤسسات، ودقة المرحلة تقتضي منهم البحث عن حلول توفيقية بين القوى السياسية لاسيما بعد الهبة الشعبية في رفض المشروع علي عبدالله صالح، وذلك من عبر الارتهان للحوار لإنقاذ بلادهم. اليمن الآن أحوج ما يكون إلى العقلاء أكثر من أي وقت مضى لا سيما وأن البديل هو الضياع. يتزامن هذا الحديث مع ما بات ملحوظاً أن هناك استشعاراً للمجتمع الدولي بخطورة ما تفعله السعودية وعلي عبد الله صالح، وهو ما قد يدفع باتجاه اتفاق دولي لأجل تعزيز السلام في العالم، وذلك باللجوء إلى مواجهة أذرع السعودية المنتشرة في عالمنا العربي بقطع كل الامدادات وتجفيف منابع التمويل وضمها لقوائم الإرهاب. قواعد اللعبة قد تغيرت، ولم يعد هناك قبول بهيمنة مليشيات السعودية على دول، وتنفذ أجندة ال سعود؛ كونه يتعارض مع السيادة ومبادئ القانون الدولي.
صفوة القول: الجلوس على طاولة الحوار الوطني، وتغليب مصلحة الوطن، ورفض التدخل الخارجي، هو ما يحتاجه اليمن الآن، لاسيما بعد الانتفاضة الشعبية ضد المشروع السعودي وفشل مشروع علي عبدالله صالح ومن يروج له، والمؤمل أن تلتزم كل الأطراف والقوى السياسية بما يخدم مصالح اليمن دولة وشعباً