7 أبريل، 2024 12:38 ص
Search
Close this search box.

السعودية تخلع عباءة السلفية والتشدد والدخول إلى عصر جديد قد لا يطول…..”

Facebook
Twitter
LinkedIn

من المعروف أن السعودية كانت ولا زالت تحظى بالدعم الأمريكي وكانت هي الدولة الوحيدة التي لا ينقلب المزاج الأمريكي عليها على مر العقود السابقة ، ولكن السياسة المرنة الأمريكية وسياستها الخبيثة قلبت كيان الدولة السعودية وخاصة مع مع نهاية السبعينيات، وللحديث عن هذا الموضوع نحتاج إلى العودة إلى جذور الدولة السعودية وايدولجيتها قبل المضي بما وصلت إليه في الوقت الحالي…

قبل حوالي القرنين من الآن تأسست الدولة السعودية الأولى على يد الملك محمد بن سعود وبدعم من محمد عبد الوهاب التي سميت ” الوهابية ” نسبة اليه وهي ردة فعل متطرفة لما كانت عليه الحجاز من خزعبلات ، وكبرت هذه الدولة وأصبحت تشكل خطرا على الدولة العثمانية الأمر الذي حدا بالسلطان العثماني ان يطلب من والي وحاكم مصر شبه المستقبل محمد علي باشا ان يقضي على هذه الحركة إذ كانت الدولة العثمانية في بداية ضعفها وأرادوا ان يكسبوا محمد علي لا ان ينقلب عليهم ببعض المكاسب، أرسل محمد علي ابنه ابراهيم باشا وقضى على الحركة ضمن أحداث تاريخية طويلة يطول الحديث عنها ويخرجنا عن سياق موضوعنا، ولكن أتى بعدها الدولة السعودية الثانية والثالثة، حتى قيام سلطنة نجد بقيادة الأمير عبد العزيز آل سعود حتى عام ١٩٣٢ م ليلعن عن قيام المملكة العربية السعودية على ما عليها الان من أراضي موحدة، ولقد أعطى الملك عبد العزيز نتيجة لحالة الفقر المدقع ، حق التنقيب للشركات الأمريكية في إلاراضي السعودية للحصول على النفط والتي على أساسها تأسست ” Arabian American oil company ” اي الشركة العربية الأمريكية للنفط والغاز والتي تم تأميمها منذ حوالي ٣٠ سنة واصبح اسمها Saudi Aramco ولقد لعبت السياسة الأمريكية الاقتصادية الدور المهم و الفعال في ايدولوجية السعودية، وخاصة بعد صعود الاتحاد السوفيتي ومعاداة روسيا إذ أن الفكر الشيوعي هو ضد الأيديولوجية الإسلامية في السعودية وكانت اشبه بعدو وهذا يصب في المصلحة الأمريكية إذ أن السعودية هي ارض الإسلام و قبلة المسلمين وان قرارتها هي بمثابة النطق بالأغلبية عن المسلمين، لذلك فإن الفكر الشيوعي أصبح في البلاد العربية من الأحزاب المحرمة وبالتالي تأمين الشرق الأوسط من السقوط في المعسكر الاشتراكي الذي تحاربه امريكا نيابة عن العالم الرأس مالي ، وكذلك أضعفت حركات الخط القومي الوحدوي الذي كان اشتراكيا والذي نادى به الزعيم القومي جمال عبد الناصر ، وعلى الرغم من أن السعودية كانت تدعم الفكر القومي إلا أنها لا تؤيده بالمجمل لكي لا تعزل عن العالم العربي وهذه السياسة الأمريكية الخبيثة أدت إلى تفكك المجتمع العربي بين أفكار قومية ودينية ، وبالتالي خسرنا ديننا وكياننا على بلداننا وما نراه الان من أحداث الخريف العربي وليس الربيع هي نتيجة لانكشاف الأمن القومي العربي .
وبعد أحداث عام ١٩٧٩ م ووصول الخميني إلى السلطة و صعود الإسلام السياسي بعد كسر الإخوان المسلمين في مصر وإعدام سيد قطب ، نادت إيران بسيادة الولي الفقيه والحكم باسم الشيعة ولما كان هنالك معسكرين من الطوائف الشيعة والسنة كان لابد على الغرب ان يلعب على هذا الوتر الحساس الذي لطالما كان السكين المثلم على رقبة الأمة الإسلامية، فظهرت السعودية هي المتحدثة باسم السنة وبدأت المعركة الأيديولوجية الدينية من جديد، رغم أن المنطقة لم تكن في حال رخاء إذ كان العراق في حالة حرب ولبنان في حرب أهلية والمنطقة تؤهل للمرحلة الجديدة من الانقسامات والتشتت السياسي الذي نراه الان .
وبعد دخول الاتحاد السوفيتي إلى أفغانستان وإحتلالها ، أرادت امريكا اللا تفوت الفرصة وأنتزاعها من ايد السوفييت ولكن من سيحارب نيابة عنها، إذ ليس من المعقول أن تدخل في حرب طاحنة مع الروس والدخول إلى حرب نووية قد تؤدي إلى مسح البلدين من الخارطة، لذلك التجات إلى السعودية التي دع علمائها إلى الجهاد العالمي والذي على أساسها تشكل خط تيار القاعدة والمنظمات الجهادية التي يعاني منها العالم الإسلامي إلى الآن، إذ كان نواته المتطرفين والمغسولة ادمغتهم وأعضاء من حزب الإخوان بعد انكسارهم واقصائهم.
لذلك ساهم علماء السعودية ومنهم سلمان العودة وغيرهم في الحث إلى السفر الى أفغانستان وتجميع أكبر عدد من المقاتلين للقتال نيابة عن امريكا في مشهد سياسي وعقائدي، وصورت امريكا أسامة بن لادن على انه شيخ المسلمين وقائدهم خلال فترة الثمانيات وحتى خروج السوفييت وسيطرة طالبان على السلطة .
وعند الدخول إلى عقد التسعينات كانت السعودية قد تغيرت في الأيديولوجية إذ أصبحت أفكار التشدد قد انتشرت في جسدها أكثر مما كان نتيجة السياسة الأمريكية ، ولذلك كان على السعودية الان الحرب على هؤلاء العلماء إذ انتهت مهمتهم بالنسبة لها وهم الان يهيمنون على الشارع السعودي وخاصة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وبدأ التقارب الأمريكي مع روسيا ، إذ بدأت المظاهرات الاحتجاجية من قبل العودة واتباعه ما سميوا بالصحوة ، حيث سجن العودة في منتصف العقد التسعيني وحتى عام ١٩٩٩م وقد خرج كتاب بعنوان الصحوة الإسلامية في السعودية للكاتب سعود القحطاني ولا تكاد تقلب الصفحة تلو الأخرى إلا واسم العودة موجود، خرج اتباع الصحوة بعد ذلك وفكرهم ودعواهم متغيرة وبدت سياستهم أقرب إلى اللين!
نتيجة لذلك حصلنا على القاعدة وأخواتها وما ولد عنهم وما نراه الان هو نتاج لذلك ولقد ظهر أبنائهم أيضا بعد أحداث سوريا يدعون إلى الجهاد وذهب الكثير من الشباب بلا عودة وهم جالسون، هذه السياسات لم تدمر السعودية فقط وإنما دمرت مجتمعات العالم الإسلامي، إذ كانت هي سياسة امريكية أكثر مما هي ايدولوجية دينية ، وعندما أرادت الولايات المتحدة التخلي عن السعودية إذ أرادت أن تدفعها ثمن المتطرفين الذين خرجوا من تحت عباءتها وبإشراف وامر منها ولكن بمشهد كوميدي أمام العالم، أمام من هو غير مطلع إذ أرادت امريكا ان تفضحها، بما فعلت بالعالم الإسلامي وكأن امريكا ليست المسؤولة وهي من امرتها بذلك لضرب المجتمع الإسلامي الضربة القاضية ، وكانت هذه الدولة تحوي الأراضي الإسلامية المقدسة والتي عند كل مسلم هي اقدس البقاع واشرفها.
لذلك عندما جاء ولي العهد الذي يسمى لأول مرة والملك على قيد الحياة اذ كانت المملكة قد سميت لاولاد معينين من أبناء عبد العزيز ولكنهم قد ماتوا كلهم لذلك كان عليهم اختيار ولي العهد الجديد الذي هو الحاكم الفعلى وبامر من الولايات المتحدة اذ ساهم في دفع السعودية إلى الحضيض وبشكل أكثر، حيث سمح بمشاهد العري والحفلات الغير محترمة على انها مشاهد للحرية وتخيل بلاد كانت متشددة،ويظهر انفلات بعدها كيف ستكون النتيجة انه الانفلات اللا محدود وهي الفوضى الخلاقة التي تنادي بها امريكا منذ القدم أ، الأمر الذي دفع حتى من كانوا يعارضون سياسات التشدد في السعودية إلى نكرانه والنساء قبل الرجال، كل هذا لأجل الحفاظ على العرش مهما كلف الثمن ، لنستنتج من ذلك ان الدولة التي سيطرت على العالم الإسلامي قد ضحكت عليه ودمرته من خلال هذه الأفعال ومن الجدير بالذكر أن كثيرا من العلماء الان غيروا فكرهم وكثيرا زجوا في السجون ممن خدعوا من الذين كانوا يتوقعون انهم خدموا الإسلام وليس الولايات المتحدة، ويطول الحديث ولكن هل من متعض …
رحم الله الأمة الإسلامية واتقذها الله من تلك الحملات الصهيونية التي يراد بها تمزيق أوطاننا وتقسيمنا وتفتيت أراضينا…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب