23 ديسمبر، 2024 5:00 ص

السعلوة..والعدو الوهمي..!!

السعلوة..والعدو الوهمي..!!

قصص” السعلوة ” أو حكايات الأمهات قبل عقود من الزمان ربما كانت هي احدى الطرق المسلية أو المرعبة ، لكي يكون بمقدور الامهات تنويم أطفالهن” مغناطيسيا، وما ان تلحظ وجوه الاطفال حتى ترى ألوان وجوههم قد تبدلت بين حين وآخر بفعل عوامل الرعب التي يبثها حديث الأمهات بين الاطفال، عندها تتيقن الامهات انهن قد بلغن المراد لاطفالهن بنوم هاديء.
قصص “السعلوة تناقلتها العوائل العراقية ” جيلا بعد جيل ، وهي وسيلة ترغم بها الأم اطفالها للخلود الى النوم ، ومع هذا تبقى “السعلوة ” حيوانا خرافيا لم يره الكثيرون، لكنهم يتناقلون اخباره، وهم يرون متعة في سرد سيناريوهات هذا الحيوان الخرافي المرعب.
لكن بعض الدول الكبرى وبخاصة الولايات المتحدة وجدت انه من الممكن استخدام ” السعلوة ” كـ “عدو وهمي ” في حالة  عدم وجود عدو حقيقي يمكن ان تواجهه الولايات المتحدة، فأختلقت ” القاعدة ” كوسيلة يمكن ان تحارب بها بلاد العرب والمسلمين، لانه ليس لديها مسوغ قانون أو اخلاقي لاحتلال الدول واسقاط الحكومات الا عبر إختلاق عدو وهمي، تسلط الانظار بإتجاهه، بعد ان تكون هي من أحضرته الى الواجهة، أو دربته، ليكون عميلا لها، وما ان تنتفي الحاجة اليه، تلقية كورقة الكلينكس، ثم تختلق الذرائع فيما بعد ليكون عدوها ، تحت تبريرات وسيناريوهات تشبه قصة ” السعلوة” يوم تستخدمها الامهات”  وسيلة لإرهاب أطفالها، كي يخلدوا رغما عنهم الى النوم.
وقلدت حكومات المنطقة من تلك التي توالي الولايات المتحدة او تلتقي معها في الرؤى انه بالامكان اختلاق ” عدو وهمي ، لارهاب الشعوب الاخرى وترويض شعوب دول المنطقة من اجل التهامها  والانقضاض عليها..
وكانت قصة ” داعش ” احدى “السعلوات ” التي وجدت فيها الحكومة العراقية انها الخطوة الأمثل لترويض محافظات معينة ومحاربتها بكل السبل والوسائل لتشريد وقتل اهلها عبر شن حروب على محافظاتها، فكانت الانبار احدى ضحايا الحرب الوهمية، التي تشبه قصص ” السعلوة ” التي ذكرنا بها العلامة الجليل الشيخ أحمد الكبيسي خلال لقائه بإحدى القنوات الفضائية للتعقيب على قضية “داعش ” والتي عدها “العدو الوهمي” الذي اختلقته الحكومة لمحاربة أهل الأنبار وسعيها لكسر شوكة هذه المحافظة، والحاقها بإحدى دول الجوار، ومن ثم تكريس السيطرة الايرانية على دول المنطقة.
لقد وجدت ايران في إقامة “وحدة” بين العراق وسوريا ، في الوقت الحاضر هي أفضل خطوة لالحاق” العراق وبلاد الشام” ، أي تلك التي تسمى الان ” داعش ” وهي الحلم الذي كان يجمع “العروبيون” في أيام خلت بأن وحدة العراق وسوريا، أفضل طريقة لتحقيق الوحدة العربية، وكان كل من العراق وسوريا لايسعيان حقيقة الى وحدة البلدين، بل لالحاق أي بلد بالاخر، بطريقة الضم، لهذا تجنب كلا الطرفين السعي باتجاه “الوحدة “لأن كلا النظامين القائمين يدرك انه عن طريق الوحدة يريد ابتلاع الآخر والانقضاض عليه، لهذا وجدت ايران ان العودة الى هذا الحلم بطريق آخر، يحقق لها ماعجزت عنه السنون ، كي يكون بإمكانها السيطرة على مقدرات العراق ويكون بوسع ايران السيطرة على مقدرات العراق وسوريا، تحت العباءة الطائفية ، لالحاقها ضمن امبراطورية فارس، الحلم الإيراني الذي إختفى هذه المرة تحت عباءة الإسلام، والمشكلة اننا نحن العرب ، أغبياء ، نسلم مقدراتنا للآخرين، بأموالنا وثروتنا ودولنا بل وببشرنا.