23 ديسمبر، 2024 12:13 ص

قبل كل شيء أتمنى أن تكوني هادئة ومرتاحه من أي ضغط نفسي من ضغوط العمل أو البيت – حينما تطالعي هذه الرسالة – وإلا فأنكِ ستكونين في حال مزعج. ترددتُ كثيراً قبل أن أعقد العزم على خوض صراع كبير يجرني الى هلاك مؤكد. ستقولين أشياء  كثيرة وكثيرة أعرفها مقدماً وأنا مستعد لها ولصدمتها .  من خلال الفترة التي ربما إمتدتْ سنة أو أكثر عشتُ معك – رغم البعد في كل لحظة من لحظات اليوم الذي أحياه-  لحظات لايمكن أن تذوب مع الريح  مهما كانت الرياح شديدة . أعرف أنك ستسخرين لابل ستضحكين  لكل كلمة أسطرها ألآن  بَيْدَ أن هذا ألأمر لايعنيني لأنني أشن هجوم في معركة غير متكافئة من كافة النواحي. حينما يؤمن ألأنسان بقضية ويقاتل من أجلها لايفكر بمدى الخسائر التي ستكون من خلال ذلك الصراع المميت..يكون هناك هدف واحد لاغير أمامه – الموت أو تحقيق الهدف الذي كان قد رسمه في خارطة الصراع. حاولتُ تجنب كتابة هذه الكلمات إلا أن الرغبة المتفجرة في داخلي تأمرني بعنف أن أخوض هذه التجربة الجميلة المأساوية في نفس الوقت. لاأريد أن أحتقر ذاتي يوماً ما وأصفها بالجبن لأنني لم أتمكن من إختراق خوفي من التقدم نحو ميدان… النتيجة فيه محسومة منذ  البداية وهي الموت جوعاً أو عطشاً لرغبة روحية تفجرت يوماً ما. من خلال نثرك عرفتُ – وأقول ربما عرفت – لأن المعنى الذي يفهمه القاريء أحياناً ربما يسير في إتجاه آخر للشخص الذي خاض  غمار تلك الكلمات – أقصد التي سطرها يوماً عن تجربة قد تكون سعيدة أو عكس ذلك . من خلال فهمي شعرت أنك ربما مررتِ بتجربة جعلتك تكرهين عالم الذكور بكل أصنافهم وعنوانيهم لأن روحكِ كانت قد تمزقت يوماً ما بسبب شخص كنتِ قد شيدتِ له أحلاماً وقصوراً في قلاع روحكِ الفتية وإذا به ينساب في جنح الدهشة الى مكانٍ آخر. 
ربما لازالت تلك الذكرى تغذيك بأشياء وأشياء عن أي حكاية وهمية إسمها الحب أو الميل لشخص ما. إذا كنتِ قد مررت بحالةٍ كهذه فأنني أتفهم الوضع لأنني مرت بحالةٍ كهذه في الجامعة وكانت الفتاة معدمة فقيرة من أفقر أحياء بغداد وتعلقت بها حد الموت إلا أنها غادرت الى عالم الثراء مع شخص لاتكن له ذرة من ذرات الحب – حسب قولها- كنا  قد عقدنا العزم على ألأرتباط وكان هذا في الصف الثاني من كلية ألآداب عام 1979 وإذا بمدرس الرياضة في نفس الكلية يختطفها بكلامه وسيارته الفارهه ويتركني أجر أذيال الحزن حتى هذه اللحظة. كنتُ أرقى منها من الناحية المادية بكثير إلا أنها أصرت على الزواج في نفس اللحظة أو تذهب مع الريح. توسلتُ إليها أن تنتظر لحين التخرج لكنها كانت هائمة في شيء إسمهُ المادة. شاهدتها بعد عشر سنوات تحمل طفلاً في سوقٍ ما. بكت وقالت – لقد ضعيتُ نفسي وضيعتك-  قبلتني على خدي وهي تقول – كم أنا غبية –  قررتُ منذ تلك اللحظة أن لاأتزوج عن حب لأنه سراب في سراب. الغريب أنها تزورني في المنام بين فترة وأخرى…كانت رياضية تلعب رمي القرص.   عرفتُ عندها أن  الحب شيء جميل لايفرق بين كبيرٍ أو صغير..بين غني أو فقير . كلما أشاهد شيئاً من  نثرك أطالعه عشرات المرات وأحلل كل كلمة في مجهرٍ خاص إسمه  الضمير أو العقل. أحياناً    أحزن حينما أجد عبارة تشير الى الجفاء والغضب أو ألأحتقار ..وحينهاً أحلق في عالمٍ غريب إسمه عشقٌ من طرفٍ واحد وأظل أرسم صوراً لاتنتهي لسعادةٍ مرمية في فضاء ضبابي ليس  له وجود. لايهم طالما أنا لاأسبب أي ضرر لأي طرف من أطراف النزاع والضرر الوحيد هو أنني أقاتل نفسي مع نفسي وأتلقى الطعنات من نفسي لجسدي . ..الضرر محدود لايتعدى الذات. أحياناً أظل ساعات أنظر الى كل صورة من صورك أخاطبها في عزلةٍ تامة لايسمعها إلا من خلقنا.. ” ..كم أنتِ  جميلة في نظري..كم أنتِ فاتنة في نظري..كم أنني أتوق إليكِ ..أعشق كل شيء فيك..” أنا لاأنظر الى جمال جسدك وإنما أنظر الى روحك… كم أنتِ جميلة في نظري. حتى لا أطيل عليك أجد نفسي  واقعٌ في حبك الى درجة تفوق التصور. 
أحببتك منذ زمن طويل وحاولت أن أصارحك بهذا الحب لكنكِ لاتفسحين لي أي مجال للسؤال عن  حياتك الشخصية. أنا لاأعرف عنكِ أي شيء ومع هذا أجد نفسي عاشقاً لكِ من طرف  واحد. إذا كنتِ متزوجة أو مرتبطة فأن هذه الرسالة ليس لها أي قيمة ..أما إذا كنتِ وحيدة بلا أي إرتباط  فأنني أقولها لكِ بكل صدق أنني أحببتكِ منذ زمن طويل ولازلت أحبك من طرف  واحد..أنت رائعة في كل شيء. أعرف أنكِ أغنى مني وأكثر قوة لكن صدقي أنني أحبك بطريقة لايحبكِ فيها أحد. أعرف أنك تتمنين شخص بمستواك وتتمنين أن تتفتخري به بين زميلاتك وماشابه ذلك..لايهم أعرض عليك حبي الصادق وٍاحبك وأن كرهتينني أو حذفتينني من قائمة أصدقائك. الحب لايعرف الفروقات مهما كانت. أعرف أنكِ ستقولين من أنت وماذا تعرف عني؟  اذا كنت هذه الرسالة سببت لك ضيق أرجو المعذرة لأنني لم أعد أتحمل الصبر. أعتقد أنك ستقولين ..أنا لاأحب ولا أريد أن احب…حسناً ستكون آخر رسالة لك..وسأحذفك من قائمة أصدقائي وينتهي ألأمر ..وسأبقى أحبك من بعيد. مع التقدير.