14 نوفمبر، 2024 9:31 ص
Search
Close this search box.

السراب الامريكي في الشرق الأوسط

السراب الامريكي في الشرق الأوسط

يبدو لنا نحن في منطقة الشرق الأوسط ،أن السراب الامريكي قد ابتلع السيناريو الامريكي في المنطقة ،ولم يعد هناك من رهط اوباما من يذكر أو يتذكر مشروعها إقامة الشرق الأوسط الكبير، الذي نظرت له إدارة المجرم بوش الأب والابن، وطبلت له الصحافة الأمريكية ،ومروجو ومخططو السياسة الأمريكية على شاكلة كونداليزا رايس وولفويتز وتشيني وريتشارد بيرل وباول الغبي و مدمن الزهايمر هنري كيسنجر عراب مهندس السياسة الأمريكية الاستيراتيجية منذ أكثر من خمسين سنة ،هذا المشروع قبره العراقيون إلى الأبد بفضل المقاومة العراقية الباسلة ،التي أذلت الأمريكان في العراق ،و(هججتهم بليلة ظلماء)،كما يقول المثل العراقي، وبفضل تضحيات شهداء العراق قرة عين العراقيين وبطولة ابناؤه الاشاوس،ممن تصدوا ببسالة لأعتى جيوش العالم ،،واحدث أسلحته التدميرية، بصدور عارية إلا من الإيمان بالله والوطن ،قلنا هذا بمقال قبل أن يهرب الجيش الامريكي من العراق ،ويسلم العراق لعدوه التاريخي إيران ،بناء على صفقة مفضوحة وهي ما سمي ب(الهروب الأمن للجيش الامريكي المنهار في العراق ) ،وتنفيذا لاتفاقية اوباما-احمدي نجاد ملء الفراغ بعد رحيل الأمريكان ،وهذا معروف للجميع ،وليس هذا هو موضوعنا الآن ،موضوعنا هو كيف فشلت السياسة الأمريكية في المنطقة وتحول مشروعها إلى سراب ليس له نهاية في المنطقة ،من خلال جملة معطيات سياسية وعسكرية على الأرض ،أولها وأهمها هو اندحار أمريكا عسكريا في العراق ،وثانيا فشل جميع مخططاتها في المنطقة (في مصر وتونس والعراق وليبيا وسوريا)،والتي بنيت على افتراضات وأوهام وتضليل وغباء إداراتها المتعاقبة ،وعدم فهم واقع المنطقة العربية جيوسياسيا ،وظل هاجس ووهم القوة الغاشمة يسيطر على عقل الإدارات الأمريكية ،في مواجهة الشعوب الحية ،وهكذا اندحرت سيناريوهات غزو العراق والربيع العربي المزعوم ،والحرب على سوريا وإيهام الآخرين بأنها مع الثورة (رفضت الجبهة الإسلامية السورية التفاوض مع إدارة اوباما الآن ) ،ودعم التيارات الإسلامية الشيعية والسنية في المنطقة ولو بالخفاء لإضعاف المنطقة وإحداث الفوضى الخلاقة التي رفع شعارها الملعون بوش ،وما يجري في اليمن والبحرين ولبنان والعراق وسوريا ومصر وتونس وليبيا ،إلا دليل واضح على ما تمارسه إدارة اوباما الغبية والجبانة ،من تخبط سياسي اضر بسمعة أمريكا ،وبهيبتها وبسطوتها وبقوتها الغاشمة وسيفها المسلط على الشعوب الفقيرة ،مما أوقعها في شر عملها ،انظروا ماذا فعلت بها عمائم وملالي طهران ،ودهاؤهم الفارسي في معالجة أزمة النووي الإيراني العسكري منذ عشرة أعوام ،لقد (قشمروهم )، وهم يسوفون الأزمة ويبتكرون المفاوضات تلو المفاوضات، حتى تمكنوا من الوصول إلى أهدافهم وفرض شروطهم على أمريكا والغرب المتخاذل وراء أمريكا ،بالرغم من ما واجهه الإيرانيون من ويلات الحصار ،لكنهم انتصروا في النهاية ،نتيجة فشل سياسة وغباء وجبن إدارة اوباما في المنطقة،والتي وصفها الإعلام الامريكي والمراقبون السياسيون بأنها أغبى واجبن إدارة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية ،إذن السراب الامريكي يتواصل في المنطقة ،ومن علاماته ،المتغيرات الاستيراتيجية في السياسة الخليجية الأخيرة ،والتي تقودها المملكة العربية السعودية ،من خلال التغيير الجوهري في التوجه العربي في مواجهة الأخطاء الأمريكية القاتلة في المنطقة، وتخاذلها إزاء القضايا العربية المصيرية وخذلانها للعرب أمام الغول الإيراني وبرنامجه النووي العسكري ،الذي (يهدد  الأمن في العالم حسب وصف الصحافة الأمريكية ) فالدعوة إلى توحيد الجيوش الخليجية وتوحيد المواقف الخليجية والتوجه إلى روسيا في التسليح العسكري والمواقف السياسية واعتمادها على الغرب المناوئ لإيران هو ما تمخض عنه بيان مجلس التعاون الخليجي الأخير ،وكذلك دعوة السعودية لأخذ زمام المبادرة في حسم الأزمة السورية ومواجهة كل الاحتمالات العسكرية والسياسية وردود الأفعال العالمية هو المفاجأة بالنسبة للتحول السعودي الخطير في معالجة الأزمة السورية بعد ،فشل إدارة اوباما وجبنها وتخاذلها في حلها أمام التهديد الإيراني وحزب الله في سوريا  ومباركة روسيا لهذا التحالف المشبوه بنظر العرب والذي يهدد مستقبل الأمة العربية ويدخلها في حرب طائفية عالمية مع إيران وسوريا وحزب الله طائفيا ،هذا التحول الخليجي الذي تقوده السعودية له ما يبرره على الأرض ،وهو تأخر حسم الملف السوري وتصاعد العنف الطائفي الذي تقوده إيران وميليشياتها في العراق ،وتصعيده في اليمن والبحرين ولبنان  وسوريا ،اضطر الدول الخليجية في إشارة إلى استشعار الخطر الإيراني وتوسع نفوذه في المنطقة دينيا وعسكريا وسياسيا وطائفيا ،انطلاقا من نفوذه الواسع في العراق وسوريا ،هو من اجبر السعودية لاتخاذ هذا القرار المصيري،والذي لا نعرف مداه ألتدميري للمنطقة والعالم فهل ستنفذ السعودية وعدها ،وعلى ماذا استندت في قرارها هذا ،هل على أموالها وقوتها العسكرية أم على دول الناتو وروسيا والغرب ،خاصة وان زيارات رئيس المخابرات السعودية إلى روسيا قد أفصحت عن جزء من هذا التعاون ،كما لا يفوتنا أن نركز على ،عامل جديد ظهر في المنطقة وقوة موازنة بجانب العرب (تصوروا )وهي إسرائيل حيث تسربت الكثير من التصريحات السعودية والخليجية عن اتفاقات معها لمواجهة الخطر الإيراني المحدق بالمنطقة كلها وفي مقدمتها إسرائيل (حسب التصورات الخليجية )رغم تحفظنا على هذا لأننا ندرك التخادم الإسرائيلي-الإيراني منذ الحرب الإيرانية على العراق وضرب مفاعل تموز العراقي بتواطؤ إيراني معلن ،ولكن المصالح هي من تجمع الأضداد وتفرقهم أيضا ،لذلك كان تبرير العرب بالوقوف مع إسرائيل ضد إيران النووية واقعيا الآن على اقل تقدير،والتي تريد إشعال المنطقة طائفيا ،وتعلن عن (حرب عالمية طائفية على العرب)،بدعم وتواطؤ وتخاذل وتخادم أمريكي واضح ،هو السيناريو الأقرب في المنطقة ،خاصة بعد أن ابتلع إدارة اوباما السراب الامريكي في المنطقة ،وخرجت  مدحورة في العراق من المولد بلا حمص ،كما عبر السيناتورالامريكي  المتصهين جون ماكين يوما ما ..انه السراب الامريكي .فهل تشتعل حرب عالمية طائفية أخرى …….

أحدث المقالات