الأخبار المسربة عن طريق الدائرة الضيقة المحيطة بعرّاب السياسة في المنطقة الخضراء ، تشير الى أنّ أشد مايزعج هؤلاء في المظاهرات الجارية في العراق التي دخلت منتصف شهرها الرابع ، الشعارات التي أطلقها الناشطون المتظاهرون ، وخاصة عبارات السخرية والتهكم التي تترجم حقيقة السلوك غير المهني لمتصدي العملية السياسية الذين إستباحوا العراق وجعلوه هيكلا خاويا في طريقه الى التداعي .
هذه المساحة الجديدة من التهكم هي بمثابة احتجاج و رسائل تحذيرسريعة لأصحاب القرار الغارقين بالفساد .
وحسب ناشطين مدنيين فإن أكثر ما يثير إشمئزاز الحاكمين بإسم الدين الشعار الأشهر ” بإسم الدين باكونه الحرامية ” ، مبينين أنّ سلسلة إجتماعات عقدت برئاسة أطراف نافذه في الأحزاب الدينية ، إنتقدت بشدة سكوت رئيس الوزراء حيدر العبادي على مثل هذا الشعار وطالبته بإتخاذ الإجراءات الرادعة لمنع رفع مثل هذا الشعار ، وأن الأخير طلب خلال لقاءاته المتكررة مع منسقي التظاهرات ضرورة الإبتعاد عن هذه الشعارات مبررا طلبه بأنها تسيئ الى الدين ، الاّ معظم التنسيقيات رفضت طلبه ، موضحة أنّ هذه الاشارات موجهة الى الحاكمين بإسم الدين وليس الدين الحنيف بعينه ، وأنها محاولة للتنفيس عن سخط الجماهير ضد رموز السلطة.
مراقبون قريبون من الدائرة الضيقة يدركون أن سخرية الشارع الثائرلم تأت من فراغ ولا هي وليدة ساعة محددة بل هي تراكمات بسبب إصرار حيتان الفساد ،موضحين أن المخطوطات الحادة من الشعارات هي الوسيلة الأمضى للتعبير عن الغضب إزاء تسويف الأحزاب الحاكمة للإصلاحات التي تحدثت هي عنها ، وأن نصائح مجانية قدمت من قبل ” فاعلي خير ” الى السلطة الحاكمة على ضرورة الاستجابه الى مطالب المتظاهرين قبل أن تتحول الى إعتصامات ، وبالتالي الى ثورة شعبية قد تهدد كيانه ، لكن لا حياة لمن تنادي ” حسب قولهم ” .
وأكدت الشعارات الساخرة حالة من عدم ثقة المتظاهرين من ادعاء السياسيين ، بل هي تشير الى اليأس من العملية السياسية برمتها .
متظاهرون غاضبون يرون أن السخرية هي طريقة صريحة لمواجهة طريق الفساد الذي شاءت الحكومة السير عليه .
مجلس النواب ، هو المتهم الآخربحماية الفساد ، ولم يكن ببعيد عن تهكم المتظاهرين الذين وصفه الناشطون بأقذع الصفات وأشدها وطأة .
ومن الشعارات التي رفعها المتظاهرون والتي تخاطب البرلماني العراقي في إشارة الى أن معظم النواب هم من حاملي الجنسيات غير العراقية .
” البرلماني العراقي بحاجة الى جنسية عراقية” ، و ” البرلمان الوحيد في العالم أغلب أعضائه حجاج ” وهي إشارة واضحة الى الحاكمين بإسم الدين ، و ” لو قاتلنا ببرلماننا لهزمنا جيوش العالم ” وهي اشارة أخرى الى أن البرلمانين بالإضافة الى حمايتهم يكونون جيشا كاملا .
ان ما يحمله المحتجون في مظاهرات العراق من شعارات ساخرة تعد سابقة خطيرة ، وعلى مايبدو فإن الحكومة الغارقة في سبات نومها و لاتقدر حجم الغضبة الكبيرة للشعب العراقي الذي خسر كل شيئ ، وبات أثر الفساد يهدد مستقبله .