22 ديسمبر، 2024 7:04 م

السخاء العراقي…. بعيدا عن أستحقاقه

السخاء العراقي…. بعيدا عن أستحقاقه

برغم الثروات الكبيرة التي تغطي العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه وبحيرات النفط التي يطفوا عليها العراق وأرضه الخصبة ومياهه العذبة, ظل العراقي مشلول اليد , قصير الساعد , فقير الحال , باستثناء الحرامي والفاسد , متطلعا لمنقذ يأخذ بيده لفضاء أوسع وحياة كريمة تعيد له كرامته ويعيش كغيره في بحبوحة من الأمان وسعى لنظام وقادة {عدهم مروه ويخافون الله}علًهم يرأفون بحاله ويرفعون ضنكه ويساعدوه في محنته , المعاناة مرافقة له طيلة حياته , يكد ويتعب نهاره وليله وبؤس الحال لا يفارقه , صراع مرير ومعاناة كبيرة ونضال شاق ليحصل على لقمة عيش كريمة تشبع جوعان وتسد رمق ملهوف , هل هو قدر كُتب عليه ام صدفه مرت به ام نصيب مكتوب لا مفر منه؟؟؟, مهما يكن فأن المسؤولية الأخلاقية للمتصدي يكون عونا واخا بارا وامينا وصادقا , لا أمل يُرجى ولا نافذة ضوء وبصيص أمل منذ خلق وكأنها فصلت على مقاسه ولبس رثها وتقبع بذلها واقتنع بغطائها , هذا الشامخ الصنديد الشجاع وقت لزوم الأمر غُلب على أمره وأخذ على حين غره ليبقى ممرا وجسرا للأخرين , قبل اكثر من يومين ثارني لقاء في احدى الفضائيات وببث مباشر مع احد المواطنين الذي يبدو مثقفا , كيسا , متزنا , يحمل في قلبه الكثير من الالم على نظام لم ينصف وحكومة لم تراع وسلوك بعيد عن الانسانية ولاتقرب من الأمانة والمصداقية , حمل ثقلا على أكتافه أناخت به نفسه وعجز ان يستمر بحمله , واعياه التعب وأثقل عليه الجهد واحاطة به المذلة فبسط ذراعيه وفتح فمه ليشكي هما ويبث عجزا , متسائلا بعصبية واستنكار عن إجراءات الدولة وهي تعاقب مواطنيها بسياط الذل وخناجر الغدر وتتوغل بإيذاء الجرح ولاتسمح بضماد النزيف ؟؟؟, فحاله بين راتب متأخر وحصة معدومة ومتطلبات الحياة اليومية كيف للفقير ان يعيش ؟؟؟ بالتأكيد تدفعه للذل والمهانة وتحمله المسؤولية وتدفعه لارتكاب الخطأ والرذيلة , فبدلا من ارسال المساعدات العينية هنا وهناك لخارج العراق , هو أولى بها والمثل يقول { اللي يحل على البيت يُحرم على الجامع} , معاناة هذا المواطن اختصرها { الهث على السكر , يعوزني الطحين , الهث على الشاي ينقصني التمن , الهث على حليب الاطفال , ينقصني الفاكهة, الهث على الدواء , ينقصني الخضروات , الهث على مراجعة الطبيب , ينقصني المال , الهث على دفع فاتورة المولد , ينقصني مبلغ ايجار الدار والقائمة تطول , الدولة مسؤولة عن حماية المواطن وتوفير لقمة العيش له وحمايته , من غير المعقول ان تبقى المعاناة كما هي والمواطن ضحية العوز والمرض والجهل والبطالة , الصوت مبحوح والآذان ضرب عليها الصم وأقتصر تفكير المتصدي بملذات الحياة وماجني من امتيازات ويستحوذ على الأموال . تعسا لمن لا يشبع جوعان ويكسي عريان , ويحمي ملهوف , ويرعى يتيم , ويحتضن الكبير ويمد يد العون للأرامل . والسلام على من يعي السلام ويفهم الجواب ويرد التحية .