10 أبريل، 2024 2:35 م
Search
Close this search box.

السحرة إرهابيين

Facebook
Twitter
LinkedIn

اذا كان كتاب الله منهجنا الذي نحتكم إليه في شؤون حياتنا وديننا، فلابد ان يكون الإيمان به مطلقُ، لا سيما وان القرآن الكريم مُنزًل من الله سبحانه وتعالى على نبينا ولا يأتيه الباطل والله وحده متكفل بحفظه. والقرآن الكريم يحوي كلام الله سبحانه الذي يُعدً دستوراً للحياة الانسانية على مر العصور، ولم يقتصر على زمن بعينه، أو أمة معينة، بل للانسانية اجمع، لذا كان لزاماً علينا التأمل في آياته والانتفاع منها. ومن ضمن ما ينتفع به في كتاب الله، هو ذلك التوصيف الدقيق لجميع الظواهر الاجتماعية التي برزت في قديم الازمنة، والتشخيص الواضح لتأثيراتها السلبية على حياة الانسان أو المجتمع عموماً.
لقد وصف الله سبحانه وتعالى افعال السحرة في اكثر من سورة قرآنية، وتحديداً في سورة الاعراف، في معرض حديثه عن قصة نبيه موسى عليه وعلى نبينا محمد افضل الصلاة والسلام، مع سحرة فرعون، بإنها افعال إرهابية، لأنها كانت تخوف الناس خوفاً شديداً وتؤثر على نفوسهم وعقولهم وتغير من معتقداتهم لأنها تسلب منهم الارادة والفعل الانساني الايجابي، لما تظهره من قوة البطش والامعان بالفساد والتدمير. وبين لنا الله سبحانه وتعالى تلك الافعال في الآيات الكريمة،109 -116 من سورة الأعراف، حيث قال سبحانه على لسان نبيه موسى (قالَ ألقُوا فلما ألقوا سحرُوا أعيُن الناس واسترهبوهم وجاءُوا بسحر عظيم)، وفي هذا البيان دلالة واضحة على توصيف القرآن الكريم لفعل السحرة بالإرهاب. ومن هنا يمكن للمشرع القانوني في السلطتين التنفيذية والتشريعية ان يستفاد من كلام الله في تشريع الاحكام الوضعية المستندة لكتاب الله ووضع السحرة في خانة الارهابيين لما يقدمون عليه من افعال مشينة تهدد حياة الملايين من الافراد والمجتمعات وتدمر امنهم وسلامتهم.
وبالنظر لانتشار ظواهر السحر والشعوذة وكثرة مريديها في مجتمعنا العراقي، كان لزاما على المشرعين ان يضعوا لهذه الآفات الاجتماعية حداً في إيجاد توصيفة عقوبات رادعة تعمل على معاملتهم معاملة الارهابيين. وإذا كان القانون هو التشريع، فلابد للمتخصصين فيه ان يشحذوا الهمم لكي يعالجوا الكثير من المشاكل الاجتماعية التي تهدد حياة الناس وامنهم من خلال تشريع قانون للارهاب، وان يندرج ضمن هذا القانون فقرات تدين المشعوذين والسحرة وتعاملهم معاملة الارهابي المجرم الذي يقوم فعله على الدمار والحاق الضرر بمجموعة من الناس ويتعدى بآثاره السلبية الافراد بل يشمل عموم المجتمع الانساني. أرى أن بعض السياسيين لا يعجبهم كلامي هذا لأنهم وبصراحة تامة، معتمدين بشكل او بآخر على اتخاذ بعض السحرة كمستشارين لهم وبالخفاء، فيغدقون العطاء لهؤلاء المشعوذين لكي يستفادوا منهم .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب