أتى جنود الدولة الإسلامية بالأسرى ليرى الخليفة البغدادي رأيه فيهم . ولما كان الخليفة مشغولا بصلاة الظهر اضطر الأسرى وهم ما يقارب ال700 عائلة الانتظار على مدرج مطار تلعفر العسكري الذي اتخذه المجاهدون مقرا لهم بعد قتل ألاف التركمان(سكان المدينة الأصليين) وتهجير نصف مليون رقم من ساكنيها, بتهمة الرفض, رن جهاز موبايل احدهم وكانت نغمته أغنية للسيدة فيروز مطلعها…(وهديتني وردة فريجتها لصحابي … خبيتا بكتابي …زرعتا عالمخدة ) انتفض أمير حراس الخليفة ليسحب هذا الشاب على عتبة احد أبواب مقامه المعظم ليقطع رأسه بتهمة التنصر بينما كان الجميع مشغولين بأشياء أكثر أهمية من الرأس المتدحرج عند أقدام الحرس والدم الذي اخذ طريقه إلى أطراف سجادة الصلاة لأمير المؤمنين, فمنهم من كان يبحث عن شربة ماء لطفل يلهث تحت شمس أرتفع غضبها من وحشية بني الإنسان لدرجة أوصلت حرارتها إلى ما يقارب الخمسين مؤوية وأخريات ينضرن إلى الوجوه العابسة واللحى الكثيفة ويتساءلن حصة من ستكون هل ستجاهد جهاد النكاح مع احدهم أم مع الجميع وهل ستكون جارية فقط ام عشيقة …ربما ستنجب وليا للعهد في دولة الخلافة الزاهرة ويعيد أمجاد الفتوحات الأموية والعباسية والعثمانية؟
يكاد الإسفلت يغلي تحت أقدام الأسرى العراة ومع ذالك كان الجميع يرتعدون خوفا إلا الأطفال فكانوا مبهورين بالأزياء الأثرية وعمائم الرأس والرجال المدججين بالسلاح والسيوف يهم احدهم بالقفز ليتلمس حقيقة هذه الأشياء التي لم يشاهدوها ألا في المسلسلات الرمضانية وهي تروي قصصا مثيرة عن تاريخنا المجيد, وحده كان (محما )خارج سياق الأحداث يغرق في بحر التأملات وهو يستعيد ما حفضه من تعليمات الكتاب المقدس للازيدين ليستحضر جوهر الديانة الازيدية التي ينتمي إليها جميع الأسرى بأن الله خير مطلق ولا يؤذي البشر فلا حاجة للسجود أليه أما الشيطان فانه شر مطلق ينبغي عدم المساس به لأنه يملك القدرة والرغبة في إيذاء الإنسان منذ أن فضل الله ادم عليه فهو يتربص ببني ادم ويضمر لهم الشر إلى يوم القيامة, ولذالك فانه يجب السجود أليه تجنبا لشره , انتبه من تأملاته بعد صرخة أطلقها احد الحراس عليه ليرى إن جميع الرجال والأطفال والعجائز قد نحروا بإشارة من يد الخليفة وهو يرفعها للدعاء ليرى إن العمل قد أنجز وهو يصلي فلا وقت لديه يضيعه مع هؤلاء ولم تبقى إلا النساء يستعرضهن ليختار من سبايا غزوته المجيدة في سهل نينوى من يضمهن إلى حريمه بينما يوزع فتات ما تبقى منهن إلى ضباطه وأمراء حربه وتبقى العجائز والحوامل أدوات تدريب ليتعلم فتيان الدولة كيفية جز الرؤس بهن, سحبه العسس إلى عتبة النحر غافلهم بسرعة ودخل على الخليفة الذي فرغ من الدعاء لتوه فسجد له..ليموت يزيديا مؤمنا!!!!!