23 ديسمبر، 2024 11:24 ص

السبهان تجاوز حدود الياقة الدبلوماسية ؟!

السبهان تجاوز حدود الياقة الدبلوماسية ؟!

تقوم العلاقة بين الدول عموماً على اساس المصالح المشتركة بينهما ، وعلى حماية مصالح كل منهما الاخر ، كما تعتمد هذه العلاقة على رفض التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد ، على ان تكون هناك برتوكولات تحكم العلاقة بين الدول ، من خلال تمثيل دبلوماسي بينها متمثلة بشخص السفير ، والتي تتميز بمواصفات مهمة ودقيقة لانها ستكون الممثلة للدولة وتعكس سياستها الخارجية .
السعودية ومنذ احداث ٢٠٠٣ رفضت إرسال اي مبعوث لها الى العراق ، بذريعة الوضع الامني مرة ، ومرة بسبب السياسيات التي تسميها الطائفية  للحكومة والسياسية العراقية ، الامر الذي اتبعه قطيعة وتشنجات وتصريحات كان تأثيرها سلبي على مجمل العلاقات بين الدولتين الجارتين ، كما ان السياسية العدائية للسعوديين ، ودعمهم المباشر للجماعات المسلحة وآخرها “تنظيم داعش” كان له الأثر السلبي في هذه العلاقة ، اذ كان للسعودية الدور الرئيسي في بروز وتصدير الارهاب الى العراق ، عبر دعم المجموعات السياسية من جانب ، والعصابات الارهابية من جانب آخر ،   والتي احلت الدم العراقي عبر العمليات الارهابية التي راح ضحيتها الالاف من الأبرياء العزل ، ناهيك عن التصريحات الإعلامية المتشنجة والطائفية ضد مجمل العملية السياسية وينفس عدائي واضح .
تصريحات السفير السعودي الذي تسلم مهام عملة كسفير للسعودية في العراق بعد قطيعة دامت سنوات ، عكست النفس العدائي السعودي للعراق وشعبه ، اذ خرج من على فضائية عراقية ، وفي بلد العراق ، ليصرح ويتهجّم على تضحيات الشعب العراقي في تحرير ارضه من الارهاب الداعشي “السعودي ” ، واستعادة ارضه المستلبة منذ هذه العصابات المجرمة التي استباحت أعراض المواطنين بالدعم والمال السعودي .
ان تصريحات السفير السعودي تنم عن عداء واضح وتدخل سافر في الشأن العراقي كما ان حديثه عن الحشد الشعبي ودوره البطولي في تحرير مدن العراق يعد اساءة كبيرة لتضحياته كونه جزء من مؤسسات الدولة وتحت غطائه الرسمي فليس من حقه التحدث بهذا الاسلوب العدائي كما ان على السفير السعودي ان يلتزم بواجباته في العراق وعدم توجيه الاتهامات الى فصائل الحشد الشعبي كونها قوات رسمية تعمل تحت غطاء القانون .
ان ما تحدث به السفير السعودي تجاوز كل الحدود واللياقات الدبلوماسية وينم عن النواية السيئة المبيتة سلفا والتي تعبر عن سياسة دولة تدعم الارهاب ولا تزال دماء ابناءها من مفخخات الارهاب السعودي ، كما انها تعد مخالفة للاعراف الدبلوماسية وتدخل سافر في الشئن العراقي وحسن الجوار ، خصوصاً بعد قطيعة دامت اكثر من ٢٥ عام بين البلدين ، وكان يقترض ان تكون هناك حسن نية تجاه العراق وشعبه وحكومته .
بداية سيئة لنية اسوء في علاقات متميزة بين البلدين المرتبطين بمصير واحد ومصالح مشتركة ، الا ان هذه النوايا السيئة لحكام الرياض بانت وانكشفت في تصريحات سفيرهم التي تقطر على المسيرة السياسية للعراق الجديد ، وتعكس السياسية الرسمية لدولة النفط والمصدر الممول للارهاب ، ورغم تصريح دولة ال سعود ان تصريحات السبهان لا تمثل وجهة نظر الحكومة السعودية ، الا ان لا يعد مقبولا ، فهو سفير الدولة وممثل السياسية ، وأي تصريحا فهو يمثل سياسية دولته ، ولا يمكن باي حال من الاحوال تبرير او تخفيف حدة هذه التصريحات المتشنجة والتي تزيد الوضع تعقيداً بين البلدين ، والتي يفترض ان تبنى على اساس الثقة بين الطرفين وبث روح الأخوة الاسلامية ، والالتزام بحسن الجوار والاعراف الدولية .