18 ديسمبر، 2024 2:59 م

السبق العسكري الأمريكي : من يقرب الحرب … يشرب مائها !

السبق العسكري الأمريكي : من يقرب الحرب … يشرب مائها !

عندما اعلنت امريكا عن ارسال حاملات الطائرات الامريكية في اعقاب عملية طوفان الاقصى على مواقع العدو الصهيوني في شمال غزة في السابع من اكتوبر من العام الحالي بحجة ردع اي طرف آخر يستغل الحرب ليقوم بتوسيع الصراع , انما هي حجة مخادعة بحكم طبيعة السياسة الامريكية المبنية على الكذب والتضليل ,
والحقيقة ان نشر حاملات الطائرات وسفن الإمداد التابعة لها مع كافة االقوات الملحقة بها , يُستشف منها اطوار لاحقة ووجوه تأويلية لابد تفضي بالنهاية الى توسيع الحرب , ففي اتخاذ هذا السبق العسكري المبكر والمحدد الذي بررته امريكا على انه اجراء عسكري شكلي لأجهاض اي هجوم تقوم به إيران او حزب الله او قوى المقاومة الإسلامية في كل من العراق وسورية واليمن على سبيل المثال ضد الكيان الصهيوني ,
انما هو بالحقيقة شكل يضمر في باطنه وجه امريكا الذي كشفته امام حلفائها من الدول الاوربية والعالم على حد سواء انها مازالت سادرة في تفكيرها الامبريالي – الصهيوني الداعم للكيان الغاصب والمستفز للعرب , ووجه آخر لها هو بداية تدفق الدعم العسكري واللوجستي المتضمن شحن الأسلحة والذخائر والطائرات المختلفة للعدو الصهيوني , لتنال من مجاهدي القسام عندما يختل ميزان القوى وتكون هي المتفوقة بالحرب على الصهاينة ,
اذن امريكا اقتربت من الحرب في منطقة الشرق الاوسط , ومن يقرب الحرب يشرب مائها , وهذا ماحدث فعلآ , إذ من المنطق ان تتعرض امريكا الى كيل من الهجمات الصاروخية والمسيّرات على قواعدها في عين الاسد والتنف والشدادي واربيل ,
لأنها بالسبق العسكري والغرور المبني على التفكير الأمبريالي , قامت بنشر تلك الحاملات وسفن الإمداد التي حفّزت قوى المقاومة على الإشتراك بالسباق , ولولا السبق العسكري الأمريكي لايوجد مايفنّد عدم اشتراك امريكا بالحرب الدائرة ضد غزة ,
وفي اعقاب الهجمات الصاروخية على القواعد الامريكية , التي يستدل منها انها نجمت عن علّة تواجد السفن الحربية في شرق المتوسط , فقد اتخذ الرئيس بايدن عدة قرارات خاصة بتقليص الموظفين في سفارة بلاده في بغداد ,
وقرار الرد على الهجمات الصاروخية بما يتناسب , وهذا يعني ان الرئيس بايدن دخل الحرب فعلآ بتفكير امبريالي خاطيء , إذ لايستلزم من السبق العسكري إلا الرد من قبل المقاومة , ولكن الرئيس قبل السبق العسكري ولم يقبل رد المقاومة عليه ,
وهذا هو جوهر السيكولوجية السياسية الامريكية ومعها صنيعتها الكيان الصهيوني المبنية على الغطرسة والعنجهية والإنكار والكذب الذي يحقق المصلحة المادية العليا على حساب الشعوب والإنسانية , وهذا ماتنطوي عليه الحرب الدائرة بين غزة والعدو الصهيوني الآن ,
فكل افتراضات العدو وكذبه واستدلالاته وعلل الحرب لديه صحيحة ومقبولة , بينما افتراضات غزة وعلل الحرب واستدلالاتها هي خاطئة وغير مقبولة , واخيرآ ان امريكا من شدة دعمها للكيان الغاصب ترى بإيمانها الصهيوني الذي لايرتكز على دليل ان العالم خلق لتحكمه الصهيونية ,
وهذه الرؤية إن لم تقُد الى الحرب الآن بين العرب وامريكا ومعها الكيان الغاصب , فإنها حتمآ ستقوم يومآ ما بينهم .