مقدّما لي كل الحق باختيار الطريقة التي أخاطبك فيها يا دولة الرئيس , وذلك بما يبرئ ذمتي أمام الله وأمام كل من اقتنع بدعوتي لانتخابك رئيسا للوزراء , فأنا يا دولة الرئيس قد انتخبتك وأجبرت عائلتي وأولادي على انتخابك ودعوت الناس بقوة لانتخابك , وهنالك المئات من الذين صدّقوا كلامي وانتخبوك , ولهذا أقول لك وبصوت عال إنك رئيس وزراء فاشل وحكومتك هي الأفسد في تأريخ العراق السياسي المعاصر , وسأقول لك لماذا أنت فاشل يا نوري المالكي .
في حديثك يوم أمس مع المحافظين في المحافظات غير المرتبطة بإقليم وبحضور أمين بغداد وعددا من معاونيه , أشرت إلى أنّ أكثر المحافظات لم تنجز إلا نسبة 20% أو 30% من المشاريع والأموال المخصصة لها في الإعمار , وقبلك وفي حديث سابق قبل أيام للسيد حيدر العبادي رئيس اللجنة المالية في البرلمان العراقي وتحديدا يوم 29 أكتوبر قال ( إنّ نسبة انجاز المحافظات للعام الجاري يساوي ضعف نسبة انجاز الوزارات , مبينا إنّ نسبة انجاز المحافظات بلغت 35% لهذا العام , فيما بلغت نسبة انجاز الوزارات 17% – 18% , وقال أيضا إنّ نسب انجاز المحافظات للعام الجاري نسبة إلى السنوات الماضية تعتبر جيدة ) , هذا هو كلامك وكلام العبادي القيادي في حزبك , والحمد لله لم يأتي هذا الكلام من جهة أو تكتل سياسي معارض حتى نشكك في نواياه وأغراضه .
وأنا استحلفك بالله يانوري المالكي إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر , ماذا نسمي الحكومة التي لا تتجاوز نسبة انجاز وزارتها ال 18% ؟ وماذا نسمي هذه الجكومة التي لا تتجاوز نسبة أنجازها ال 25% من عموم الموازنة العامة لهذه السنة الجارية أو للسنوات الماضية ؟ هل نسمي هذه الحكومة حكومة ناجحة ؟ وأين هي الأموال المخصصة للبناء والإعمار للسنوات السابقة والتي لم تنجز , أو بما يسمى بالأموال المدوّرة ؟ , وكم هو حجم هذه الأموال المدوّرة ؟ ولماذا لا تخصص لتمويل قانون البنى التحتية الذي تطالب البرلمان بإقراره ؟ .
دولة الرئيس .. في دول العالم المتقدم والمتحضر , عندما تخفق الحكومات بنسبة عشرة بالمئة فقط من نسب انجازها لخططها , تعقد المؤتمرات والندوات لمناقشة اسباب هذا الأخفاق ويستقيل بعضها تحت وطأة الإعلام و الرأئ العام , وأنت في العراق غير مكترث ولا مبالي بما يحصل , فمنذ أن توّليت السلطة عام 2006 حتى هذه اللحظة لم تصل نسبة انجاز حكومتك لعموم الموازنات العامة السابقة أكثر من ال 30% , ولا تريد أن يقال عنك فاشل وحكومتك فاشلة , فإذا لم يكن هذا هو الفشل فكيف هو الفشل ؟
دولة الرئيس .. إذا لم يجرأ أحد من مساعديك أن يقول لك السبب الحقيقي لهذا الاخفاق والفشل , فأنا أقوله لك , إنّ السبب الحقيقي وراء هذا الاخفاق والفشل هو أنّك لم تعتمد مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب الذي تعتمده كل دول العالم المتقدّم والمتحضر , بل اعتمدت أنت وشركائك في العملية السياسية مبدأ المحاصصات الحزبية الذي هو السبب الحقيقي وراء كل هذا الفساد والاخفاق , فهؤلاء الوزراء والمحافظون هم نتاج لعملية سياسية فاسدة , لم تأتي إلا بالفاسدين وغير الأكفاء , وربّما تقول أنا مجبر على هذه المحاصصات ولست مخيّرا , لكنّك المسؤول عن كل الحكومات المحليّة في بغداد وباقي محافظات الفرات الأوسط والجنوب والتي شكلّها تحالف دولة القانون الذي تقوده بعد انتخابات 2009 .
دولة الرئيس .. السبب بك أنت وحدك دون غيرك , لأنك لا تسمع ولا تريد أن تسمع , ولا ترى ولا تريد أن ترى , تقول الكثير ولا تفعل حتى القليل , ومبدع في إيجاد تبريرات الفشل والاخفاق , وتعتقد أنّ البلد لا يصلح حاله إلا بك وبحزبك , فكفاك خداعا لنفسك ولشعبك , وكن شجاعا لمرة واحدة في حياتك وتحمّل مسؤولياتك الدستورية والقانونية كونك القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس الوزراء والمسؤول التنفيذي الأول عن رسم وتنفيذ السياسات العامة للبلد , فخطابك لن ينطلي على أحد وإنك فشلت في إدارة الحكومة , وحكومتك وحاشيتك هم الأفسد في تأريخ العراق .