23 ديسمبر، 2024 11:56 ص

السبب الاساسي في عدم وضوح الصورة

السبب الاساسي في عدم وضوح الصورة

التناقضات و التضاربات و التداخلات الجارية في بغداد من أجل الخروج بتحالفات سياسية تٶدي الى تشکيل الحکومة العراقية الجديدة و إنهاء هذه الفترة التي تکاد أن تغرق في نوع من الضبابية و الغموض، يعود سببه کما هو معروف و بحسب العديد من المصادر السياسية المطلعة الى التدخلات الايرانية و الاسلوب الذي ينتهجه الايرانيون في فرض خياراتهم المشبوهة على الاطراف السياسية التي تقف عاجزة أمامها ولاتستطيع الرفض الصريح وإنما تتهرب بدون أن تجرح”ممثلي نظام ولاية الفقيه”!
الدور الذي قام و يقوم به الارهابي المعروف قاسم سليماني في العراق ولاسيما من أجل تشکيل حکومة لاتتمکن أبدا أن تخرج في قراراتها الهامة بسياق مخالف للذي ترتأيه و ترغب به طهران، صار دورا ثقيلا جدا لايتم الاعراب عن أي موقف رافض له من جانب القوى السياسية العراقية إلا خلف الکواليس و في المجالس الخاصة و تسريب المواقف عن طريق أطراف ثالثة للصحافة و الاعلام بشأن ذلك.
خطورة الدور الايراني تکمن إنه لايريد للعراق أن يخرج بحکومة تعبر عن إرادة الشعب العراقي و تعبر عن مصالحه الاساسية وانما تريد أن تکون الحکومة بصورة أو أخرى ظلا للحرس الثوري و ولاية الفقيه، ولاشك بأنه وبعد الانهيار الواضح للحوثيين في اليمن و إحتمال نهايتهم کالطرف الاهم في اليمن قريبا و عودتهم الى حجمهم الحقيقي، يثير الکثير من المخاوف في الاوساط السياسية الايرانية خصوصا وإنهم يعلمون بأن الانظار الدولية مرکزة على النفوذ الايراني في العراق والذي ليس لم يعد مرغوبا من الجانبين الدولي و العربي فقط وانما حتى من جانب الشعب العراقي نفسه، ولذلك فإن سليماني يريد أن يمسك الحکومة العراقية المقبلة من موضع الالم و يجعلها رهن الاشارة الايرانية، وهو أمر تنظر إليه العديد من الاوساط السياسية المعنية بعين الريبة و القلق و تسعى بالطرق المختلفة للحيلولة دونه.
قاسم سليماني الذي يريد تحقيق مأثرة أخرى لنظام الجمهورية الاسلامية الايراني بعد أن تکالبت الاوضاع و الظروف الصعبة عليه و صارت طهران في الکثير من الامور و القضايا في وضع لاتحسد عليه أبدا، ويعلم العراقيون جيدا بأن نجاح سليماني في مهمته يعني عرقلة الجهود الوطنية الحثيثة للخروج بحکومة مخلصة للشعب و تتسم بالنزاهة و الاستقلالية عن طهران التي تواجه ظروفا صعبة أمام الشعب الايراني الرافض للنظام و الذي يسعى لإسقاطه بمختلف السبل وإن حدوث أکثر من 17 حرکة إحتجاجية في کل يوم و التداخل الکبير بين الشعب و بين المقاومة الايرانية من حيث العمل لإسقاط النظام و تزامن ذلك مع التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية#FreeIran2018، الذي سيقام في باريس في 30 من حزيران الجاري، يدع سليماني لتکثيف مساعي‌ بما يشبه الفريق الخاسر الذي يسعى في الوقت بدل الضائع تحقيق نتيجة إيجابية لفريقه حتى لو کان بالتعادل!