13 أبريل، 2024 1:13 ص
Search
Close this search box.

السباق نحو (BRICS) … رؤيـة نحو المستقبل

Facebook
Twitter
LinkedIn

كثير ممن أعرفهم يرددون بأنّ : (أمريكا آيلة للسقوط) أو (أمريكا زائلة) أو (اقترب زوال الشيطان الأكبر) .

ولأن جميع هؤلاء يرددون هذه العبارات في محافلهم وخطبهم ، ويتخذونها (شعارات وأمنيات)

فعلى الجميع أن (يؤمنوا) بأن زمن الشعارات قد انتهى ، وعلى الجميع أن (يؤمنوا) بما يقولون ، أو – على الأقل – يخططوا لتحقيق ما يؤمنوا به .

والإيمان – كما يعرف الأعم الأغلب – هو (عقد في القلب) و (نطق باللسان) و (عمل بالأركان) ، أي بمعنى أن الإيمان يقتضي ثلاثاً : (العقد) و (النطق) و (العمل) ، يكمل أحدهم الآخر .

ولأن مراكز القوى كانت وما زالت تتغير ، ولا ثبات أو ديمومة لقوة (منفردة) على الأرض منذ (آدم) وحتى يومنا هذا ، فإن المستقبل يشير بإصبعه إلى جهة الشرق ، بعد أن كانت أصابعه تشير نحو الغرب .

هذه مجموعة (BRICS) التي تضم (الصين وروسيا والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا) ، والتي لا أدعي أنها ستأخذ دور الإمام المهدي (عليه السلام) في تأسيس دولة العدل ، ولكنها تحتل (37%) من القوة الاقتصادية في العالم ، والتي – أقولها جازماً – بأنها ستكون العصى في عجلة (القطبية الاقتصادية) الأمريكية ، والتي يتوقع منها أن تكسر شوكة الدولار ، وتقوض الهيمنة الأمريكية .

مع الإشارة إلى أن مجموعة السبع (G7) الأوربية التي تتزعمها الولايات المتحدة الأمريكية ، تحتل (30%) فقط من الاقتصاد العالمي ، وهنا تكمن قوة مجموعة (BRICS) ، بالإضافة إلى أننا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن اجتماع (قمة بريكس) في شهر أوغسطس (آب) المقبل سيناقش (الموافقة) على انضمام دول مهمة أخرى ، مثل : (مصر وباكستان وإيران) وربما السعودية وقطر وغيرها .

الآن دعونا نتخيل ما يلي :

لو أن تياراً أو حزباً سياسياً في العراق ، قد فكر بشكل (جاد) ، وقرر التخلص من هيمنة (الدولار) ، وشيطنة الاقتصاد الأمريكي ـ ثم أوفد مجموعة من الأكاديميين (الخبراء) إلى الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) ، وأبلغوه (تحيات وتأييد ومباركة ودعم) قيادة هذا التيار السياسي لمجموعة (بريكس) ، فما الذي سيحصل ؟

صحيح إنّ هذا الحزب أو التيار السياسي قد لا يمثل (حكومة العراق) ، وربما يكون غير مشارك في العملية السياسية حتى ، ولكن كل من روسيا والصين والهند والبرازيل – وربما جنوب أفريقيا أيضاً – إذا أحسوا بــ (أهمية وقدرة وحجم وتأثير) هذا التيار السياسي في مجريات الأمور في العراق ، وقرائتهم الواعية بإمكانية أن ينضم العراق لمجموعة (بريكس) لو ثنيت الوسادة لهذا الحزب أو التيار السياسي ، مع علمهم المسبق بأنّ انضمام العراق إلى مجموعة بريكس سيشكل قوة (اقتصادية) داعمة وإضافية ولا يستهان بها للمجموعة ، كون العراق دولة نفطية ، قوية الموارد والاقتصاد والموقع الاستراتيجي ….. (وبين سطوري ما بينها).

وصحيح أن أمريكا سوف تحرك بيادقها باتجاه محاربة ذلك الحزب أو التيار إعلامياً وسياسياً ، وربما إيقاعه في (فتنة) ما ، كما فعلته في السودان (مثلاً) ، وأو كما (ستفعله) في جميع الدول المؤيدة أو الراغبة في الدخول إلى مجموعة (بريكس) ، أو الدول ذات النشاط والتبادل الاقتصادي (القوي) مع (روسيا والصين) ، ولكن (ضبط النفس) وعدم الانجرار وراء التأثيرات الأمريكية ، وتفويت الفرصة على أمريكا ، كل ذلك سيجعل المستقبل أفضل ، وسيضع العراق على السكة الأكثر أماناً واستقراراً وابتعاداً عن الهيمنة الأمريكية .

إن الحرب ضد الاحتلال الأمريكي في العراق ليست منحصرةً على السلاح والمجابهة العسكرية ، بل إن كل حروب العالم الآن – وسابقاً – لم تخلُ من رديف (عملي) يشمل التخطيط والقراءات الاقتصادية والسياسية وحتى المجتمعية ، وقراءة حركة ومسيرة التأريخ .

[email protected]

العراق – عاصمة العالم المحتلة

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب