22 ديسمبر، 2024 7:31 م

السباق الى كرسي الرئاسة

السباق الى كرسي الرئاسة

هي مجرد نكتة قالها صديقي يوم من الايام في زمن التسعينات من القرن الماضي عندما كانت الدولة في حينها تحب ممازحة شعبها بموضوع هزلي يسمى انتخاب رئيس الجمهورية. وكان من لا يملك العقل فقط هو من يستطيع ترشيح نفسه لذلك المنصب والذي سوف ينافس فيه الرئيس الموجود والذي يعتبر نفسه مثبت وفق الدستور مدى الحياة ولايحق لغيره استلام هذا المنصب… كان صديقي يحلم ومن باب الطرافة ان يرشح ليكون رئيس الجمهورية وكان في وقتها منصب رئيس الجمهورية هو نفسه منصب رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس قيادة الثورة الذي يعتبر اعلى منصب سياسي وتنفيذي في حينها…
وبعد ما حصل من تغيير سياسي في العراق بعد الاحتلال الامريكي لبغداد عام 2003 استطاعت الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تغيير ذلك النظام من رئاسي واحد الى نظام برلماني شمولي ومراعاة لمشاعر العراقيين كما تدعي تلك الدول طبقت قوانين نظام ارضاء كل الاطراف والقوميات والمذاهب الموجودة وحسب نظام ديمقراطيّ اعرج استطاعت من خلاله خلق وصناعة احزاب سياسية منحتها سلطة نفوذ قوية جدا فأعادت الى الاذهان نظام دكتاتوري ولكن بطريقة ديمقراطية حسب ما تدعي في الماكنة الاعلامية.. اليوم امريكا ومعها دول الجوار هم المتنفذين برسم الخارطة السياسية للحكومة العراقية رغم التقسيم السياسي الطائفي لشكل ونوع الحكم فالعرب السنة مثلا حصتهم مجلس النواب وهو يعتبر السلطة التشريعية ولكنه لا يستطيع اصدار اي قانون دون موافقة الكتل والاطراف الاخرى بينما العرب الشيعة تفردوا بمنصب رئيس الوزراء وهو اعلى سلطة تنفيذية في البلاد واعطي للمكون الاخر من ابناء القومية الكردية منصب رئيس الجمهورية وهو منصب يعتبر تشريفي اكثر من ان يكون جهة تنفيذية فالصلاحيات التي حددها الدستور تكون محدودة لهذا المنصب من ناحية الدور السياسي او اتخاذ القرارات
بكل اشكالها.. ولكن تبقى الامتيازات للمناصب في الرئاسات الثلاث مغرية جدا وفيها نوع من انواع الخيال المادي وهذا ما نشاهده من هرولة جميع مشتركي العملية السياسية في العراق الى تلك الكراسي وماحصل من انفجار مادي واضح لكل الاشخاص الذين استلموا زمام الامور في احد هذه الرئاسات ولكن السؤال يبقى نفسه فبالأمس لا يستطيع احد ان ينافس اويرشح على منصب رئيس الجمهورية خوفا من بطش السلطة والنظام في حينها واليوم منصب رئيس الجمهورية من حصة مكون عراقي معين ويرشح وفق مبدأ ارضاء الاحزاب الكبيرة والمحاصصة الطائفية وبتوافق مبدأ ارضاء الاحزاب الكبيرة فماهوا التغيير على ارض الواقع في الشارع العراقي غير مسميات سميناها نحن واحزابنا ليس للديمقراطية صلة فيها….
ومازالت هناك شخصيات انا اعتبرها سياسية هزلية تعجبها الركض وراء الخيال السياسي والا من غير المعقول ان يرشح مثلا بروفيسور عراقي يمتلك كل المؤهلات المطلوبة لرئاسة الجمهورية ولكنه غير مدعوم من قبل الاحزاب السياسية المشتركة بالعملية السياسية فيجابه بالرفض وعدم القبول. كون ذلك المنصب محجوز للحزب الفلاني وعلى كل أعضاء مجلس النواب التصويت لذلك الشخص مهما كانت مؤهلاته حسب الاتفاق بينهم…
فهنيئا لنا ديمقراطية بريمر العرجاء وهنيئا لصديقي احلامه الوردية وهو يقدم اوراق ترشيحه لمنصب رئيس الجمهورية….