10 أبريل، 2024 9:19 م
Search
Close this search box.

الساكت عن الحق؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

ويُضاف الى هذه الجملة، عبارة مفيدة، وهي: شيطان أخرس. والحق معلم مهم من معالم الحياة لإنسانية. لذلك يصبح فعلُ الحق، وقول الحق، والمجاهرة به، واجب ينبغي القيام به.وليس أداء هذا الواجب سهلاً. لذلك قال الإمام علي (ع): لا تستوحشوا طريقَ الحق لقلة سالكيه. وبألمٍ كبير نقول: إن صفة (القِلّة) هذه تحولت الى (ندرة). ولا نملك إلاّ أن نقول:

الحمدُ للهِ الذي لا يُحمدُ على مكروهٍ سواه.

الظواهري:

الساكتون عن الحق، عديدون، ويهمنا هُنا من يتصدر المشهد. وفي مقدمتهم: أيمن الظواهري. ذلك المتحدث والخطيب، الذي يتقن الخطابة: توضيحاً وتهديداً. لكن أحداثاً جسام، إختفى فيها الظواهري. أطبقت (الدولة الإسلامية- داعش) على الموصل، وتمددت وعاثت إرهاباً وتنكيلاً. وأعلن البغدادي دولتهُ وخلافته، وأزال الحدود. لكن الظواهري بقي صامتاً صمت أبي الهول. ولكي يثبت بقاءه حياً، أعلن تأسيس فرع للقاعدة في شبه القارة الهندية. لكنه لم يقترب من دولة البغدادي ولو بكلمة واحدة.

إنه الشيطان الأول:

وَحَجَزَ (آل خليفة) في قطر، مقعداً لهم في قائمة الصامتين. وإن كانت أفعالهم تصرِّح بشكلٍ أكبر بكثير من اقوالهم.. الآن تولت هذه العائلة دور الوسيط بين (جبهة النصرة) ، وهي منظمة ارهابية خطرة، وجهات دولية كثيرة، و(الوسيط) عادة موضع ثقة الأطراف المعنية. أطلقت (النصرة) مواطناً أمريكياً بوساطة قطرية، وأطلقت العشرات من جنود لأمم المتحدة بالجولان بوساطة قطرية. وهذا يفضح صلة حكومة قطر وأمرائها بالمنظمات الارهابية. ولعل من السخرية أن تشترك قطر بما أسموه (التحالف الدولي ضد الإرهاب).ويأتي الصامت الثالث، وهو (أردوغان). لم تصدر منه كلمة صريحة ضد داعش. الكل يعرف أن الأراضي التركية ممر للألوف، وربما لعشرات الألوف، من الإرهابيين الى سوريا والعراق.ورغم ذلك دُعيتْ تركيا للمشاركة في التحالف الدولي ضد (داعش). قد يُقال أن لدى داعش أسرى أتراك، وتركيا تخشى عليهم من الذبح الداعشي. لكن الخوف التركي من الصِدام مع داعش يكمن في قيم الأخيرة ، متى رأتْ ذلك، بفضح التعاون التركي الداعشي.

نموذج خلف الأضواء:

قريباً من هذه الأمثلة، أو بعيداً عنها، هناك نموذج عراقي، آثَرَ، أو إضطر للابتعاد عن الأضواء الإعلامية. سكت عما يحدث في مدينته، رغم فداحة ما يحدث فيها، وفي ما حولها. سكتَ، ولعل السكوت من ذهبْ. لكنه نطق أخيراً، حين هدد الموظفين الذين عملوا في الدوائر الحكومية، تحت سلطة داعش، بأقسى العقوبات!؟. وازاء هذا القرار، هل نقول: صح النوم؟!

وتتعدد لأمثلة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب