23 ديسمبر، 2024 5:27 ص

الساعات القادمة

الساعات القادمة

ينتظر العراقيون بفارغ الصبر، ساعة صفر الإنقضاض على الدواعش، وتتأهب المقابض على زناد السلاح، ويشد المجاهدين ظهورهم على بعضهنم؛ بأخوة منقطعة النظير، وسيمطرون الرصاص في صدور الدواعش.
ستشهد الساعات القادمة حملة تأديب، وهزيمة نكراء لداعش وأبواق الطائفية، ولن يستطيعوا الصمود أمام التلاحم الوطني.
تعرضت داعش في الأيام الماضية الى ضربات موجعة، وبعد أن كشف عن إصابة المجرم البغدادي، وعجزه عن إدارة المعركة، وظهر للعيان الصراع بين خلاياه المجرمة على القيادة، وكان المرشح الأبرز أبو علاء العفري، الذي رفضه الشيشانيون والأجانب، وبعدها قتل بضربة جوية، نتيجة لوشاية، ثم قتل مسؤول التنظيم في سوريا ابو سياف، وهذا دليل على عمق الصراعات والشعور بالهزيمة.
هذه الضربات المتوالية قصمت ظهر التنظيم، فعاد الى أسلوبه الإعلامي لتقليل وتيرة الإنكسارات ولإيقاف تقدم القوات تجاه الكرمة ومحاصرة معقله في الفلوجة، ماجعله يبحث عن تطور إعلامي، وإشاعات يصدقها الساذجون، وتنم عن وجود مطامع لإسقاط الحكومة.
روجت داعش لثلاثة عمليات متتالية، بالهجوم على بيجي والثرثار والرمادي؛ بأدوات إعلامية سقط فيها ساسة إتخذوا من الدماء ذريعة لمآربهم، وقدموا الضحايا لخلافاتهم، حتى سقط الرمادي بتخاذل قادة أخترقهم الفساد والإرهاب، ورفض طرفين إنغمسا بالطائفية؛ منهم من يمنع الحشد الشعبي في المشاركة، ونقيض من يقول لا نعطي أبناءنا للدفاع عن الأنبار والموصل.
لا مجال للمزايدات، ولا وقت للعضلات الفارغة، والإنشغال بالتسقيط السياسي، ومن يبحث عن المصالحة الوطنية؛ فعلية إستثمار المرحلة، ومن يطلب التوازن عليه أن يثبت أحدى الحقيقتين؛ أما أن يوازن بالتضحيات، أو يعطي الأجر على قدر المشقة والوطنية، وعلى ساسة تلك المناطق، أن يعتبروا بالدرس الداعشي، وأن يفتحوا كلا عينيهم على حقائق الدماء التي تجري كالأنهار.
أن ما يجري في الرمادي؛ ليس بعيد عن أحداث الموصل، وتُعاد مسلسلات الخيانة والتخاذل، ومعاناة المؤوسسة العسكرية من الفاسدين، ولا مجال أمام العبادي؛ سوى إستبدال بعض القادة، والإرتكاز على رايات الحشد الشعبي، التي أثبتت قدرتها على إرعاب داعش، وجعلهم يفرون دون مقاومة؛ سوى التفخيخ والإنتحاريين.
ما يحدث في الرمادي قلقل أمني لم يصل الى مراحل الخطر؛ بوجود رموز عراقية لا تسمح هذه المرة إلاّ بسحق وقلع الإرهاب، وطرد كل الأصوات النشاز، التي سمحت لإنهيار العملية الأمنية والسياسية، ويعبر مستوى خلافات وفساد وصل للخيانة.
الساعات القادمة قادمة، وستكون المصالحة الوطنية بيد الحشد الشعبي، ويقتلع مخلب داعش، ويغرس في عيون ساسة الطائفية.
ما هي إلاّ ساعات يحددها قادة الميدان، وستكسر الإرادة كل أغلال الفرقة والطائفية والجرائم البشعة وسيرد الصاع صاعين، وتسقط كل المؤامرات التي ما تزال تحاك منذ 2003م، وستثبت كتائب وسرايا المقاومة؛ إنها القادرة على إسقاط قناع المؤامرات، ويخرجون داعش من جحور الجرابيع، وسيصبح ساسة الفنادق؛ أجداداً لأطفال النكاح.