23 ديسمبر، 2024 1:25 م

الساسة والخطوط حمراء

الساسة والخطوط حمراء

بعد الاعلان الملفت للمرجع الديني الشيخ بشير النجفي بضرورة اختيار الاصلح والاكفأ، وبعد ان أعلن المرجع رايه وطلب من العراقيين عدم اختيار مرشحين من قوائم معينة او ممن ينتمون لكيانات اثبتت عدم فاعليتها وتقديمها الخدمة وعدم ايفائها بالتزاماتها.

انطلقت حملات مأجورة مدفوعة الثمن بقصد تأجيج الشارع، وتلميع صورة هذه الكيانات الكسولة المتعالية على هموم المواطن العراقي، الذي يعاني على اعلى المستويات بوصول الخدمات والوضع المعاشي لبعض الطبقات الى ادنى مستوى، فالوعود نفسها والاستراتيجية نفسها التي تحكم هذه العقليات ناهيك عن الغطرسة والتعامل الفض ,مع من يناقشون ويطرحون الرؤى والافكار لإصلاح الاوضاع ,والانطلاق بالبلاد نحو التقدم والازدهار, وانهاء حالات الجدل والتزييف لكسب السلطة والتمسك بها,.

 فقد تعرض الشيخ النجفي لسيل من السباب والشتائم والاستهزاء, على يد بعض الاشخاص المعروفين المحسوبين على هذا الكيانات والتي دفعت لهم بسخاء لمهاجمته فمواقع التواصل الاجتماعي باتت ساحة للنيل منه ومن آرائه وطروحاته التي يراها المنصفون؛ ومن لم تلتفت الحكومات المحلية والاتحادية لمعاناتهم ووضعهم المعيشي حقة, فيما يرى جمع من المثقفين ممن يجدون في استمرار بعض الاجراءات والقوانين الحالية تعطيلا للحياة ,وتجاوزا على حق لم يحركوا ساكنا ازائه وازاء من يغتصبونه ,بينما ينشغلون في امور وتأويلات ليس اخرها كم عدد مقلدي النجفي, ومن هم ولماذا لا يتكلم المراجع الاخرين وهل يريد النجفي ان نستشيره في ادارة شؤون العراق, وهو باكستاني؟ والكثير من الأسئلة والإشارات الباهتة الباطلة وصلت أحدها الى تامره على البلاد بإعطائه وعدا لسفير مصر بانه موافق على دخول مليوني مصري للعراق!!، وهو ما لم يثبت بدليل ولم يطرق في لقاء سفير مصر مع جميع المراجع العظام الذين زارهم في النجف قبل، زيارة رئيس وزراء مصر للعراق.

 وانما جاء باقتراح من الاخير الذي زار بغداد والذي طرحه على نظيره نوري المالكي والذي زاد بدوره العدد وجعله اربعة ملايين حسب ما أعلنه بنفسه في مؤتمر صحفي مشترك !!

 السؤال هو لماذا يتهجمون على الشيخ النجفي ويلمحون الى ان المرجعيات الدينية هي نتاج مرحلة انتهت، وانهم من يتحكمون بالبلاد وسينفذون خططهم للإطاحة بهذا الكيان الكبير، المتجذر الاصيل وهل تناسوا ان من سبقهم وهو أكثر بطشا منهم وقوة لم يكن قادرا على ذلك، رغم امتلاكه لكل اساليب الحيلة والمكر والدهاء والدعم الدولي والاقليمي أنذاك، ولم يستطع ذلك فبقيت هذه المرجعيات صامدة عصية على من اراد بها السوء، لأنها مسددة من الله وان دورها أكبر من ان تطيح بها اهواء وطموحات السياسيين.

ثم ان الكلام كان موجها اصلا لجمهور المرجعيات فمن انفض عنها واراد السير باتجاه اخر متجاهلا النصح فله ما اراد لكنها تبرء نفسها من تباعات اختياره لئلا تكون شاهد زور على ما سيحدث لاحقا وكي لا توصف حسب توصيفات بعض المغرضين ومن تملكتهم شهوة الحكم والجهل انها مرجعيات ساكتة لا تقوى على ادارة شؤونها فكيف تدير شؤون المجتمعات الاسلامية.

ف لاحول ولا قوة الا بالله وقبحا لما يقول هؤلاء ويصفون، من اوصاف لا تليق الا بهم هم لذلك فلابد من ان نحق الحق ونختار من نثق بأمانتهم ونزاهتهم، ونترفع عن اختيارات لا تقوم على اساس واضح نغلب فيها المصالح العليا ونوصل من هم اهلا لخدمتنا ويحترمون عقيدتنا ورموزنا ومقدساتنا.

 فأن نحن تنازلنا عن هذا الحق فلن يبقى لدينا ما نخشاه على اسس اخرى لا يحترمها هو ولا يجعل لها وزنا لأنه سيكون عند ذلك بلا ضابط يضبط ادائه ولن يثنيه عن افتعال ما هو أكثر من التجاوز والسباب والتشكيك واحترام الرموز فهل نعي فعلا ما نحن مقبلون عليه؟

ام اننا سنترك الامر للمصادفة وننسى اننا مكلفون باختيار الاصلح لديننا ودنيانا انه اختبار سهل من حيث الشكل لكنه صعب مستصعب من حيث المحتوى خصوصا مع طرح بعض الشبهات وافتعال بعض الاقاويل التي اتمنى ان لا تنطلي على العقلاء ومن يريدون الخير لهذا الوطن واهله بالأخص من يهمهم امر المرجعية فعلا لا لقلقة لسان.