14 أبريل، 2024 9:42 ص
Search
Close this search box.

السادس من حزيران تجربة لم نستفد منها !

Facebook
Twitter
LinkedIn

قبل ايام مرت تجربة مؤلمة على امتنا هي ذكرى السادس من حزيران من عام 1967 ، حيث عشنا خيبة اخرى وهزيمة لجيوشنا العربية امام الكيان الصهيوني ليحتل اراض عربية اخرى في مصر وسوريا والاردن ما زالت بعضها تحت نير الاحتلال الصهيوني .وبرغم كل ما كتب من بحوث ودراسات وما عقدته الانظمة العربية من اجتماعات قمة او بين الاحزاب فان واقعنا الحالي الذي نعيشه يصفع جميع الانظمة بمختلف ميولها واتجاهاتها التي لم تستفد من درس الهزيمة والنكبة ولم تكترث بالتضحيات فبقيت متفرقة تنهشها الصراعات الجانبية .. بعد هزيمة حزيران خرجنا نحن البسطاء من الجماهير، المغلوبة على امرها المضحية دوما ،بتظاهرات تطالب باعادة النظر بالنظام العربي ككل وتصحيح مساراته وايجاد معالجات لواقع الفرقة والتمزق وتغليب الثانوي على الرئيس ، غير انها ، وكما هو المعتاد ، لم تحصد غير الوعود والشعارات والكلام المعسول عن التضامن العربي وتعزيز الامن القومي ومشاريع وبرامج سياسية واقتصادية واجتماعية لم تر النور وكانت كسابقاتها تلاقي العقبات من انظمة تعمدت افشال كل مشروع يسهم في وضع حد لحالات الضعف العربي . فمن دون تزويق للالفاظ يجب ان نعترف بان اوضاعنا العربية حاليا هي في اسوأ حالاتها في كل المجالات وزاد الامر بؤسا وقتامة بعد احتلال العراق وما اعقبه من انتكاسات في سوريا وليبيا واليمن ولا اظن ان بقية اقطار وطننا في احسن حال !بل ان مراجعة بسيطة لابسط القضايا ومنها موضوع تنقل المواطن العربي في ارجاء وطنه الكبير تعقدت بل ربما شبه مستحيلة في بعض الاقطار ، كما ان الشعور القومي انحسر بعد ان عجزت الاحزاب والتيارات القومية من ايجاد صيغة توحد خطابها وصفوفها امام جماهير فقدت ثقتها بالكثير منها ،وصار البعض يتفاخر بولائه للاجنبي على حساب وطنه .. كانت فلسطين قضيتنا المركزية واليوم حماية اوطاننا من التشظي اكبر هم يشغل البال .
لانريد بعد كل هذه السنوات الموجعة الخوض في اسباب نكبة حزيران فقد تم تناولها في اكثر من موضوع سواء ما يتعلق بعدد الجيوش العربية او منظومات الاسلحة التي تمتلكها بل ان بعض الدراسات انتقدت الواقع السياسي والاقتصادي في وطننا العربي الكبير الممزق الاوصال ، غير اننا علينا كمواطنين في ضوء المخاطر التي تهدد مستقبل امتنا ووجودنا ان نعيد حساباتنا ونعيد لنفوسنا قيم النقاء القومية التي كانت تجعل من ابن المغرب يخرج بتظاهرة من اجل الانتصار لقضية في مصر او سوريا او اليمن او العراق وان نسأل انفسنا كجيل عاش مراحل الخيبات والنكسات و بشجاعة عن ما قدمناه لاوطاننا كل من موقعه في البيت او المدرسة او الدائرة لتحصين الاجيال من خطورة ما تتعرض له من افكار تريد ان تسلخه من ارضه .. فبات شبابنا يبحث عن فرص الهروب واللجوء كبديل عن انظمة تحكم الاوطان فضيعتها واضاعت معها حقوقنا وقتلت احلامنا .. لنغير انفسنا ونراجع واقعنا عندها ربما يمكن ان تصحو انظمتنا وتعيد حساباتها ان لم يكن من اجل الوطن فمن اجلها هي .. فبقاء الاوضاع المتردية وهذا الانحدار الذي نشهده سيودي بها لامحال . استمرار واقعنا بهذا السوء لابد ان يفضي الى مزيد من النكسات فهل هنالك من يجعل من النكسة فعلا منطلقا لتصحيح واقع عربي مهزوم ؟!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب