18 ديسمبر، 2024 7:37 م

السادة العبيد ..والعبيد السادة ..وطوابير العبيد العبيد !!

السادة العبيد ..والعبيد السادة ..وطوابير العبيد العبيد !!

على النقيض من مفهوم “نيتشة” السائد عن أخلاق السادة والعبيد والتي انطلق فيها من زاوية عنصرية وطبقية مقيتة وضيقة ان دلت على شيء فإنما تدل على – حماقته السفلسية لا على افكاره وطروحاته الفلسفية ، وما بين ” التسفل والتسفلس – من السفلس – من جهة ، وبين التفلس والتفلسف من جهة أخرى بون شاسع ولاريب لاينفع معه الترقيع ولا التلميع ” يوم جعل الأغنياء والنبلاء شعوبا وقبائل وافرادا بمرتبة السادة على الدوام ممن لايليق بهم سوى الاستعلاء والاستهتار والاستكبار ، بينما جعل الفقراء والمعدمين نظير ذلك شعوبا وقبائل وافرادا بمنزلة العبيد على طول الخط لا يجوز بحقهم سوى الاستحمار والاستدمار وزرع بذور الشقاق والنفاق وعدم الاستقرار، رافضا من جراء ذلك فكرة قلب الموازين وغاضا الطرف عن انقلابها بما يخالف مجريات التأريخ ويتعارض مع حركته ويتقاطع مع صناعته كليا، فكم من دول وشعوب ونبلاء بالامس صاروا عبيد اليوم والعكس صحيح ، وكم من اثرياء الامس صاروا فقراء اليوم وبالعكس ، ولو دامت لغيرك ما وصلت اليك ، ﻭﻻﺣـﺰﻥ ﻳـﺪﻭﻡ ﻭﻻﺳـﺮﻭﺭ ..ﻭﻻ ﺑﺆﺱ ﻋﻠﻴـﻚ ﻭﻻﺭﺧـﺎﺀ ،كما قال الامام الشافعي ،وذلك في حركة دائبة للتأريخ لاتتوقف ولو وضعت في دولابها الكبير الاف العصي ومئات العصيات ،ولو وضعت خيولها بالمقلوب خلف العربة وليس أمامها، بمعنى ان تولد عبدا وفي فمك من قسوة البؤس شوك وعلى بطنك من شدة الجوع حجر،او ان تولد نبيلا في فمك ملعقة من ذهب ،وفي جيدك قلادة من ذهب ، وفي معصمك قيد ولا اقول سوار من ذهب ايضا ، فهذا لايعني بالضرورة أنك ستظل هكذا على مر الازمنة وفي كل الامكنة انت واولادك واحفاد احفادك ما تعاقب الليل والنهار ، ودوام الحال من المحال ، ولو انك تأملت في كل مؤسسة وشركة ولا استثني بتاتا – حكومية كانت أم أهلية – فستجدها عبارة عن حظيرة من “السادة والعبيد ” وذلك كجزء لايتجزأ من منظومة السادة والعبيد الاكبر في عموم المجتمع العراقي والعربي بدءا من العشوائيات – العبيد للداخل – وليس انتهاء بعبيد القصور والتي يتبادل سكناها – العبيد للخارج – على حساب الشعب الغافل وذلك بين كل نظام زائل ونظام صائل ونظام ثالث متلون ومتنعم خامد ظاهريا ، الا انه فاعل ، واعني بالاخير تلكم الدويلات العميقة والقوى الناعمة والعائلات المتنعمة التي تعمل على مغازلة الصنم الزائل والتغزل به تارة ، ومغازلة الصنم الصائل اخرى ، فتراها وقد غنت اغان تمجد بكل منهما وفي كلا العهدين المتضادين ، تجدها وقد نظمت قصائد مديح ودواوين شعر وغزل شعبي وعمودي وقصائد نثر وتفعيلة للنظامين المتلاعنين وفي زمنين مختلفين،تجدها وقد شغلت مناصب مهمة وحساسة في كلا الحقبتين المتنافرتين ، تجدها وهي تزعم النضال والكفاح في زمن النظام السابق، تماما كما تزعمهما وتدعيهما مع التلاعب بالمفردات ليس الا يوم صار نضال الامس وكفاحه يحمل عناوين اخرى في زمن النظام الحالي ، بل وتزعم انها كانت معارضة للنظام السابق وما – لواكتها وتلطيعها لجزمته وبسطاله ، وتسبيحها بحمده ، وتنفيذها لأوامره حرفيا وزيادة طمعا بمغانمه آنذاك بما هو موثق – فوتو+ فيديو- بما يكاد أن يغص بها اليوتيوب سوى العمل بمفهوم التقية التي يخالف ظاهرها باطنها وذلك بناءا على المصالح فقط لاغير بزعمهم – فتراها تلبس ثوب المعارضة تارة وتتاجر بها ،وثوب النظام أخرى سواء داخل العراق اوخارجه مقابل مناصب وارصدة تتراكم وتتكدس في حساباتها تترا من خلال الضحك المتواصل على ذقن الشعب والنظام على حد سواء ، ولا داعي لذكر الاسماء لأنها اكبر من العد والحصر، بعضها يظهر في القنوات الناطقة بالعربية حاليا بين فينة وفينة ، وبعضها صار ضيفا دائما على بعض قنوات الداخل وهو يتبنى معارضتين بينهما من المسافات بعد المشرقين – تماما كالفرق بين الباميا والجلاق – فتراه وفي ذات البرنامج المبثوث على الهواء يتحدث عن معارضته للنظام السابق والتي يتوجب على الجميع ان يحترمه بناءا عليها ، ليتحدث بعدها بثوان معدودة عن معارضته للنظام الحالي ولا بد للجميع من ان يجله تأسيسا على ذلك ، فيما يقبض – الاخ رواتبه و مخصصاته وميزاته الانفجارية كاملة وعلى داير مليم ثمنا للنضالين المزعومين في كنف النظامين المختلفين – ولله در معروف الرصافي القائل :
متى شَفِق القويّ على ضعيف ..وكيف يعاهد الخِرفانَ سِيد
ولكن نحن في يدهم إسارى ..وما كتبوه من عهدٍ قيود
أما والله لو كنا قروداً ..لما رضَيت قرابتنا القرود
حظيرة عليك ان تشخص ومنذ الوهلة الاولى وساعة تطأ اقدامك عتبتها المشؤومة من هم السادة العبيد في هذا المكان ومن هم العبيد العبيد ،ومن هم العبيد السادة ..من هي الخراف الضالة المعدة للتضحية على الدوام ، ومن هو الجزار وزعيم اللئام هاهنا .. من هو الخروف المعماع ومن هو الحمار القرقاع ومن هو الراعي الطماع هاهنا ..من هو كلب الحراسة المخلص الوفي لسيده ومن هو الذئب المتربص بالقطيع هاهنا ..ولكن ليس على وفق تقسيم ولا مفاهيم نيتشه – الظالمة والمجحفة للاخلاق – المبنية على ان السوبرمان السيد “الاقوى ، الاثرى ، الاكثر نفوذا ، الاشد منعة ، الاكثر قصورا وضياعا،الاطول مواكب ، الارفع نسبا وحسبا ” والذي بإمكانه ان يصنع الاخلاق ويضع القوانين ويفرضها على المكان الذي يعيش وسطه الى درجة التحكم بلغة هذا المكان ودلالاته الاشارية والرمزية ونفسيته ومشاعره كذلك ، السيد الذي بإمكانه ان يجعل من خير الاخلاق شرها ، ومن شر الاخلاق خيرها على وفق هواه ومصلحته لو شاء ذلك لأن الغالب هو من يصنع الاخلاق ويسوقها ويحدد زاوية النظر لتقييمها من قبل المغلوب ، والقوي هو الذي يكتب التأريخ ايضا بزعمه ، فيما الاضعف والافقر والاقل نفوذا هو العبد المطيع – المكفوخ – والذي من شأنه ان يهوي باخلاق الاعلى الى الحضيض فيما لو تنازل الاعلى عن بعض عنجهيته وكبريائه واخلاقياته وتواضع للادنى رحمة به وشفقة عليه ، كل ذلك بحسب مزاعم نيتشه الذي مات مجنونا في نهاية المطاف بعد اصابته بالسفلس المنقول اليه بواسطة احدى العاهرات ليقضي اواخر ايامه فاقدا للوعي على سرير منزو في بيت شقيقته اليزابيث بعد اصابته بجنون العظمة بأعلى درجاته ، كيف لا وهو القائل ” لقد مات الإله، ونحن الذين قتلناه… واشعر ان علي غسل يدي كلما صافحت انسانا متدينا ” ..لالالالا ” وانما على وفق التصنيف والتشخصي الرباني ، فقد تجد عامل نظافة وموظف خدمة وعامل مسطر وكادح يبيع الصميط على ابواب المؤسسة هو السيد الحق الذي لم تلوثه اخلاق العبيد ، بينما تجد ان مدير الدائرة هو العبد الذليل في هذا المكان وليس العكس بعد اصابته بكل الملوثات الاخلاقية والامراض الاجتماعية والعقد النفسية والتأريخية مجتمعة ..وما بين الاعلى – المدير – والاسفل – الفراش ، هنالك سلسلة بشرية من العبيد والسادة ، والعبيد العبيد ،اضافة الى الخراف الضالة والتي ليس بوسعها تحديد بوصلة ولائها أالى الاعلى أم الى الاسفل يكون ، فترى سيفها ولسانها وشعرها ونثرها وغزلها وسياطها وسطوتها كلها مع الباطل المتجبر ، بينما تجد قلبها مع الحق المستضعف ولو سألتها ” ماهذا النفاق والشقاق ؟” لأجابك احدهم املا بإقناعك واراحة ضميره – ولو انه من دون ضمير – انها التقية السياسية والاجتماعية والوظيفية !
واعني بالسيد العبد هنا هو ذاك الذي وبرغم تسيده للمكان الا انه وفي حقيقته عبد وضيع جدا ومتملق للاعلى، مهادن او مراوغ للنظير بحسب مقتضيات المصلحة الشخصية لا المصلحة العامة ، متجبر على الادنى ومصر على تجبره بقدر خضوعه للاعلى ، عبد وضيع ليس بوسعه مغادرة عبوديته لرؤسائه ولا شعوره بالنقص في ذاته أمام الجميع ،عبد لن يكف عن تقبيل ايادي واحذية من يتملقهم لشعوره بانهم اقوى منه ولكن وبمجرد انهيارهم او افلاسهم او موتهم فإنه يصير اسدا عليهم بينما ما تزال صور تقبيله لأياديهم تطرز صفحات التواصل ومحركات البحث ..اما العبد السيد فهو من فوض امره الى الله تعالى واحسن توكله عليه واحسن ظنه به فتراه وان كان الاضعف في المكان ظاهرا، الا انه سيد هذا المكان بلا منازع وسيد نفسه في الواقع لأن غرائزه البهيمية وأهواءه الشخصية لم تهزمه ولم تسيطر عليه بعد مطلقا ..اما العبيد العبيد فواحدهم هو عبد في ظاهره وعبد في باطنه وعبد في احلامه وعبد في افكاره وعبد في اخلاقه ، عبد في جوهره وعبد في مخبره ..ولعل الجملة الوحيدة التي تعجبني في اراء نيتشه ” هي ان مهادنة السطحيين اخطر من الانتماء اليهم … انهم يرفعون ما هو مرتفع أكثر وأكثر، بينما يزيدون ما هو منخفض انخفاضاً ” مايفسر لنا رقص العبيد العبيد الدائم بين يدي اسيادهم – وهم مجرد عبيد للاعلى داخلي والاعلى الخارجي – وهذه ولاشك احدى صفات العبيد العبيد ، والسادة العبيد .. ومن صفات العبيد التي يتوجب عليك وضع السبابة والابهام عليها :
-ان واحدهم اسماعيل ياسين الحضور ، فريد شوق الغياب : بمعنى ان واحدهم لايجرؤ على انتقاد صاحبه في وجهه ابدا وهو جبان ازاء ذلك كأسماعيل ياسين ، وكل عتابه ونقده وتحريضه عليه مؤجل لحين مغادرة صاحبه المكان ولو للحظات ،لتبدأ عملية النجر على اصوله وبكل قباحة وشراسة حتى انها لاتقيم وزنا لاعشرة ولا لزاد ولا لطعام ولا لقرابة ولا لصداقة ولا لديانة ،لتنطلق الغيبة والنميمة والهمز واللمز والنبز من دون وازع من اخلاق ولامن ضمير بمعنى ” فريد شوقي الغياب ” .
– انهم اجهزة تسجيل وتصوير متنقلة : بمعنى ان واحدهم وان كان مديرا او معاونا أو مسؤولا يتربع في اعلى المكان تجده حريص اشد الحرص على فتح خاصية التسجيل في جهازه – النشال – على الدوام كذلك تصوير الغافلين في مكان عمله ” هذا وهو نائم ، ذاك وهو مسترخ ، هذا وهو يأكل ” لأنه مهزوم ومأزوم في داخله وعبد ذليل لغرائزه وشهواته ، عبد غير واثق من امكاناته وقدراته وغير مؤمن بدوام الانعطافات التأريخية التي جاءت به الى هذا المكان على غير العادة وهو لايستحقه من باب وضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب ، فتراه وبخلاف ما يظهر به امام الاخرين من قوة ومنعة – فالصو – كل منعته وحصانته وعزته بنفسه غير مترسخة ولامتجذرة حقيقة في اعماقه ، انه يتوكأ على تصوير الاخرين من دون علمهم وعلى التسجيل لهم كذلك وعلى استنطاقهم بعد استفزاز مشاعرهم لنقل كل كلامهم الى سيده فتراه يقول لزميله – شفت المدير شسوى ..بل هو هذا امر اداري يصدره – لينطلق الغافل فيسب ويشتم ويلعن ، وهذا ما يريده – العبد – لينقله الى سيده لكسب بعض المنعة والحماية وتعزيز الثقة لديه وكل ذلك نابع من عدم ثقته هو بنفسه ولا بقدراته ، وبكل من حوله لإدراكه جليا بانه لايمثل هذا المكان وان البدلة التي البسها لاتناسب مقاسه ..وان قياس الحذاء – المنصب – الذي يلبسه لايناسبه ، وقد البسه في انعطافات زمكانية – سياسية ، اجتماعية ، عشائرية ، اثنية ، طائفية – جائت بالعبد فصيرته سيدا على مكان ما ليس اهلا له بالمرة ، فيما هوت بالسادة الحق الى الحضيض = دمار البلاد والعباد ، بمعنى انه سيد هذا المكان لا لأنه الاكفأ والانزه والاذكى ، وإنما لأنه الاقرب الى العبد الاعلى – مرؤوسه – والذي يتحلى بذات صفات العبودية – صفات السيد امام الناس ..العبد امام نفسه ورئيسه وامام المرآة – !!
– انه القط المتمسح : من صفات العبيد العبيد ان احدهم يلعب دور – القط المتمسح على الدوام ،الطائع الذليل ، لاطع الاحذية بإستمرار – فهذا المخلوق دأبه ان يعيش بين حذائين ” الاول عبارة عن بسطال راكل لمؤخرته دوما ، والثاني عبارة عن حذاء موضوع في فمه ومقدمته دوما ” وليس بوسعه العيش من غير هذين المركوبين والمداسين وفي حال فقده لأحدهما او لكليهما فإنه سيبحث وبكامل ارادته وقناعته عنهما ليركل الاول مؤخرته كونه قد ادمن ركل المؤخرة الى حد الهيام ..وليضع الحذاء الثاني في فمه لأنه قد ادمن لعق الاحذية وشمها وتذوقها ..بل واكلها ومضعها على الدوام ايضا !
– خروف للسادة ذئب على العبيد : من صفات العبد انه مخلوق يمارس دور العبد الذليل جدا حين يقف امام الاعلى المزيف ، او حين يتواصل معه ..فيما يمارس دور السيد مع الادنى وبذات القوة ولكن بعكس الاتجاه بمعنى انه ذئب على الادنى ، خروف امام الاعلى !
– شيزوفرينا الاقنعة والافعال والاقوال : من صفات العبيد ان لهم عدة اوجه والعديد من الاقنعة والالسنة يتبادلون لبسها والنطق بها بحسب المكان والزمان وعليك ان تحدد عدد هذه الاقنعة وغاياتها فالقناع الباكي يستخدم فقط مع المطالبين بتحسين مرتباتهم قائلا لهم “يمعودين تره ماكو فلوس ، الخزينة فارغة ، تره كاعدين على الحديدة ..موزين دنطيكم راتب ، يمعودين احمدوا ربكم ، تره غيركم حتى لقمة خبز ليس عنده ” ، اما القناع الضاحك الاخر ” فهذا يلبسه للمطالبة بزيادة مرتبه هو ، زيادة مخصصاته هو ، زيادة مكافآته ، زيادة سفرياته ، زيادة علاواته، زيادة مناصبه هو فقط لاغير وبعيد دقائق من اللطمية التي لطمها كذبا امام المطالبين بحقوقهم المشروعة من زيادات وتعيينات ومخصصات ” اما عن القناع السمح ” فهذا يلبسه في غرفة المدراء فقط ” وهناك قناع ” العبوس المتكبر ” وهذا يلبسه في اروقة ومكاتب المؤسسة وغرف العبيد !
– بوق للاقوى : من صفات العبيد محاولة الدفاع عن – السيد – وتبرير صنيعه وان كان على خطأ فادح وصارخ ومحاولتهم رمي الكرة بملعب المرؤوسين فتراه مخذلا لأي محاولة لنقد سيده أوالانتقاص منه والتحريض عليه وهو الاداة الناقلة لكل اسرار المحرضين وثرثراتهم في مجالسهم الخاصة الى سيده وبطريقة مباشرة مجانية وطوعية ” تره فلان وفلان يكولون عليك كذا وكذا ” ، او غير مباشرة ” تره فلان وفلان ميشتغلون … ديخربطون بالشغل …يريدون يسون كذا وكذا بخلاف الاوامر الصادرة من جنابك الكريم ..واني كلتلهم اكثر من مرة دير بالكم تره المديريزعل ، بس ما كو فايدة .. قافلين من الابي ..!” .
– ديلفري معلومات مجانية : من صفات العبيد توصيل المعلومة المجانية عن طريق النكتة والمزحة نحو ” والله هو خوش موظف مثالي ويشتغل بجدية ونزاهة وشفافية ، بس شنو ..ههههه ..ياخذ اجازات بكثرة ..يطلع من الدوام هواي ..ياكل بالدوام على طول …من يطنكر يترك شغله ويخربط بالمعاملات ..بس تره للامانة هو خوش ولد وابن هذا البلد !!” .
– منبع المقترحات ومبرمج الفايروسات الخبيثة : من صفات العبيد تقديم مقترحات طوعية – خبيثة جدا – الى – العبد الاعلى المسمى مديرا – لسحق أو للتضييق او لتهميش او لاقصاء الادنى ممن جار عليهم الزمان في الانعطافات التي جعلت من تبرى بأظافرهم الاقلام بمرتبة اعلى لايستحقونها بتاتا ، امام من كانت تشخص اليهم الابصار ويشار اليهم بالبنان الا انهم اليوم برتبة ادنى ، والى العبيد العبيد المنافقين ان يدركوا جليا بأن الدنيا كدولاب الهواء دوارة بإستمرار!
– التفرد بالمتملقين : من صفات العبيد اللقاء بالعبيد امثالهم تباعا ولكن على انفراد للحصول على اكبر قدر ممكن من المعلومات المجانية عن – السادة الحق – من جهة ..وعن بقية العبيد امثالهم من جهة اخرى ..هنا يشعر العبد بالزهو والفخر حين يتوهم بأن – العبد الاعلى المسمى سيدا وما هو بسيد ولابطيخ ولو التقط سيلفي شخصي له من المريخ – قد اختصه بالزيارة المباركة الميمونة دونا عن البقية وهذا دليل على ثقته واحترامه له – والافندي ما يدري انه ديضحك عليه ومثلما ارسل بطلبه لهذا الغرض التحسسي والتجسسي والتلصصي على بقية الزملاء العبيد فقد سبق له وان ارسل بطلب خصومه ايضا ولنفس الغاية فيضخ له من المعلومات الطوعية ما يرضي غرور – العبد السيد – وزيادة الى حد الطوفان !
– الموائد الجماعية التلصصية : من صفات العبيد مدحك بوجهك والثناء عليك بقوة ..وطعنك في ظهرك بعد ثوان معدودة من المديح وبقوة ايضا وبمجرد ان تغيب للحظات ولو لغسل يديك في المغسلة بعد تناولكما الطعام – والزاد والملح – سوية لأن الملح في هؤلاء العبيد لايغزر بتاتا وهذه احدى صفاتهم المقيتة بل على العكس تماما فكلما زاد الملح زاد الغدر ، وبناء عليه حاول قدر الامكان ان تتجنب الموائد المشتركة مع هؤلاء فهذه موائد جماعية غايتها الحصول على اكبر قدر من المعلومات الخاصة والعامة والوظيفية بذريعة تبادل المعلومات والاراء على مائدة الطعام وانت في حالة من الاسترخاء التام اثناء تناول الغداء وليس غايتها توطيد اواصر المحبة الاخوية بينكما كما تتوهم ..ولسان حالك يقول على الدوام ..شفتك سمير ، لتكملها بـ”: ياحافر البير …!
– فتات الموائد : من صفات العبيد التقاتل على فتات موائد السادة العبيد الى درجة كسر العظم !
– الثقوب السوداء : من صفات العبيد احداث شروخ بين بقية العبيد ليتسنى لهم التسلل من خلالها على الدوام ..لأن الجرذ اذا لم يجد منفذا في جدار اصم ما ..سارع فاحدثه ليضمن له التسلل والهروب في كل وقت وحين خلسة من دون ان يراه احد !
– الخير المخفي والشر الظاهر : من صفات العبيد انه لايبشرك بخبر سار يفرحك بتاتا ..هو ينقل لك فقط الاخبار السيئة لتخبيث خاطرك والتمتع بعذاباتك من جهة ، وللاطلاع على ردود افعالك من جهة اخرى لاسيما حين تشتم رئيسه “فينقل عبارة الشتم كاملة بعيدا عن مقص الرقيب الذي يستخدمه فقط حين تمدح الرئيس وتثني عليه لفعله خيرا ما ..هذا المخلوق لامانع عنده من اخفاء كتاب ترقيتك مثلا ..اخفاء كتاب علاوتك ..اخفاء كتاب تكريمك ..اخفاء كتاب بعثتك ، زمالاتك ،كتاب تثبيتك على الملاك عن سوء قصد وطوية بزعم ” والله ما ادري وين صار الكتاب ..اشو صارلنا شهرين اندور عليه ما نلكاه ..بس لا فلان قبل ما ينصاب بكورونا ، أو قبل ان يتوفى بالجائحة رماه في سلة المهملات ،أو داخل الثرامه !” الا ان اي كتاب فيه عقوبتك ..غيابك ..توبيخك ، تأخير ترفيعك ، قطع راتبك ، فإنه لن يضيع ابدا عند هؤلاء العبيد مطلقا وسيحافظون عليه ” مثل الماي بالصينية ” وسيصلك فور تصديره والتوقيع عليه ولو باليد ..المهم يوصل ويزعجك ويخبث خاطرك !
– الاخطاء قاصرة على الكتب النافعة فقط : كما ان فقدان الكتب الرسمية لايحدث الا مع النافع منها تحديدا ، فكذلك فإن من صفات العبيد ان الاخطاء الادارية – المتعمدة – لاتقع الا في الكتب الرسمية النافعة التي من شأنها رفع معنويات بعض العاملين وادخال السرور على قلوبهم ..اما الكتب التي تخبث خواطرهم فلن تشوبها اية اخطاء ادارية البتة ليتم ترويجها وارسال نسخها على وجه السرعة الى الضحية ..بخلاف الكتاب المبهج فأن الاخطاء – ستؤخر ترويجه مرارا وتكرارا بدءا من الصادرة وليس انتهاء بالواردة عن عمد بزعم السهو …لك هذا يا سهو …سمير ؟!
– المؤازرة ساعة الضعف والتنمر ساعة القوة : من صفات العبيد ان تجده مؤازرا للضعفاء في زمكانه مجالسا اياهم ساعة ضعفه واقصائه وتهميشه هو ..ولكن وبمجرد استعادته لبعض مكانته وقوته فستجده محتقرا ومتكبرا ومتنمرا على ما كان يزعم مؤازرتهم والوقوف الى جانبهم ساعة كان – مخصيا ومقصيا – فيما تراه مشيحا بوجهه عنهم ساعة قوته ولو نزلت بهم نازلة وكأن الامر لايعنيه بالمرة وكأن شيئا لم يكن .
الخلاصة يا “سمير” حذار من دوران دولاب التأريخ هذه المرة فلقد اتضح كل شيء وبان على حقيقته ومن غير رتوش ومن دون تشويش ولاتضليل ولاتعتيم ولا ضبابية،كانت بمجملها تغلف جوانبه،وتشكل على متابعيه ،وتشوش عليهم قراءة مابين سطوره،وتمنعهم من سبر اغواره، ومعرفة كنهه،وتحول بينهم وبين اماطة اللثام عن وجهه، فضلا على الاطلاع عن كثب على كل ما يدور وراء كواليسه ! اودعناكم اغاتي