السؤال الذكي

بدأت حياة الانسان بسؤال من اين جئنا ؟الى اين نذهب؟وما دورنا بين البقاء والرحيل .اسئلة هي الانطلاقة الاولى نحوالوجود ، مفتاح التغير والانطلاق يبدأ بالسؤال واهمها سؤال البدايات الاولى مرحلة الطفولة اهم الاسئلة تكون بها ،بل اعمقها واكثرها رسوخا .لذا كثيرا ما يؤكد علماء التربية والنفس على التعامل بصدق وجدية حول طبيعه الاسئلة التي يطرحها الطفل بحياتة وتجنب الكذب عليه. حيث اوضح فروويد بان السنوات الاولى للطفل هي مرحلة البناء الكامل لشخصيتة لاحقا.قد تكون بعض الاسئلة غبية وعفوية وبعضها يكون جدي وحقيقي  لذلك تتطلب ان تكون الاجابات صادقة ومنسجمه مع عمر الطفل وقدراته العقلية . مع تقدم الانسان بالعمر تبدا حلقة الاسئلة بالاتساع  وتزداد عملية الشك والبحث  حول حياته ومستقبلة .وللاهمية الاسئله التي غيرالعديد منها مجرى التاريخ وفتحت الاسئلة الابواب على المعرفة البشرية وتقدمها .ومن اشهر هذا الاسئلة سؤال نيوتن حين سقطت التفاحة لم يتعامل مع هذا الحدث بصورة عفوية كما يتعامل معها كل يوم الانسان العادي لذا كان سؤاله لماذا تسقطت التفاحة الى الارض ولم ترتفع الى السماء. وكان هذا السؤال هو بداية اكتشاف ووضع قانون للجاذبية .وجاء داروين الذي رغب في بدايات حياته ان يكون طبيبا ولكنة عدل عن ذلك واحب  التخصص بالعلوم الطبيعية. وحين كانت رحلة الطويلة على السفينه ابيغل وشاهد العديد من التنوع  بالطبيعه . وكان سؤال دارون اذا كان الكون له قانون لماذا لا يكون للطبيعه قانون وما هو سرهذا التنوع بالمخلوقات فاصبح هذا السؤال بداية  للانطلاق فكرة التطور. فرويد العالم النفساني الشهير كان سؤاله الابلغ لماذا يتصرف هذا الشخص بهذا الطريقة وذلك الشخص بطريقة مختلفة ما هي الاسباب بتنوع السلوك البشري وجاء بفكرة . بلاشعور او العقل الباطن وما صاحبها من انقلاب في مجال المعرفة النفسية .السؤال الذكي هو الخطوة الاولى نحو النجاح نحوالرقي نحو الكمال . نحن تربينا على الاجوبة الجاهزة ولم نتربى على الاسئلة لان الاسئلة دائما كانت محرمة بحياتنا وثقافتنا نحن اكثر امة حاربت وقتلت المتسائلين. ثقافة السؤال هي ثقافة الامم الحية الامم الواعية التي تخضع كل مشاكلها وحياتها للسؤال الذكي والسؤال الناقد .سر موتنا كأمة وشعب هوغياب السؤال وثقافة التساؤل ،نحن امة نستهلك المعرفة ولا ننتجها لاننا امة اجابات جاهزة وافكار جاهزة . دائما ما تكون الاجوبة لدينا مجانية وقديمة وجاهزة اما اسئله العصر والحداثة غير موجودة .السر في رقي الامم وتقدمها هي اشاعه الحرية واهمها حرية السؤال لان السؤال الذكي هو المفتاح لحل كل مشاكلنا وقضايانا .
ومضة :
الـــحكم عــلى الــشخص يـــكون مـــن خــلال أســئلته ولـــيس أجــوبته، فـــالسؤال هـــو الـــفعل أمـــا الـــجواب فــهو مـــجرد رد فـــعل.
فولتير