15 نوفمبر، 2024 5:22 م
Search
Close this search box.

الزيارة التي قصمت ظهر البعير

الزيارة التي قصمت ظهر البعير

وسائل الإعلام المختلفة تتناقل خبر الزيارة التي قام بها السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى مقر قناة البغدادية الفضائية في القاهرة على هامش زيارته إلى مصر , وهذه الزيارة تحمل في طيّاتها دلالات واضحة وهي في نفس الوقت رسالة مباشرة إلى نائب رئيس الجمهورية السيد نوري المالكي , فأنصار السيد حيدر العبادي يقولون عن هذه الزيارة بأنّها خطوة شجاعة باتجاه الانفتاح على وسائل الإعلام وجزء من سياسة الإصلاح السياسي التي ينتهجها رئيس الوزراء , وأنصار السيد نوري المالكي ينظرون لهذه الزيارة بأنها طعنة مسمومة بالظهر وخيانة للمبادئ والرفقة الجهادية , وهي خطوة باتجاه الاصطفاف مع أعداء نوري المالكي من أجل تقديمه إلى المحاكمة , وبغض النظر عن التبريرات التي يقدّمها كل طرف حول أهداف هذه الزيارة والغاية المرجوّة منها , فهنالك حقائق لا يمكن الالتفاف عليها أو غض الطرف عنها :
أولا : أنّ السيد نوري المالكي لا زال حتى هذه اللحظة هو الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية الذي ينتمي إليه السيد حيدر العبادي , وهو رئيس كتلة ائتلاف دولة القانون التي اصبح السيد حيدر العبادي رئيسا للوزراء كمرشح عنها .
ثانيا : إنّ قناة البغدادية الفضائية قد انتهجت خطا إعلاميا معاديا لرئيس الوزراء السابق , وتبّنت سياسة تسقيطية قبل الانتخابات التشريعية من أجل التأثير على الناخب العراقي ومنع فوز كتلة السيد نوري المالكي من الفوز بالانتخابات التشريعية .
ثالثا : إنّ قناة البغدادية الفضائية لا زالت مستمرّة بنهجها التسقيطي والمعادي للسيد المالكي من أجل التحريض على تقديمه للمحاكمة تحت ذرائع شتّى .
رابعا : إن طبيعة الزيارة وفي هذا الظرف تحديدا , قد جائت في وقت تتصاعد فيه الاتهامات للسيد نوري المالكي وبعض القيادات في حزب الدعوة الإسلامية وبعض نوّاب دولة القانون , بأنّهم يضعون العراقيل أمام حكومة السيد العبادي من أجل إفشالها وإسقاطها .
خامسا : إنّ هذه الزيارة تعطي انطباعا واضحا على عمق الخلاف بين المالكي والعبادي والتي أشار إليها السيد عزة الشابندر في لقائه الأخير مع صحيفة الشرق الأوسط .
سادسا : إن هذه الزيارة تؤكد أنّ السيد العبادي قد حسم أمره تماما باتجاه تصفية نوري المالكي وأنصاره ومن يقف معه , والانفراد بالسلطة وحزب الدعوة بعيدا عن الحقبة السابقة , وتماشيا مع السياسة الجديدة المرسومة له من قبل الولايات المتحدّة الأمريكية وحلفائهم في المنطقة وفي داخل العراق .
سابعا : إنّ هذه الزيارة هي بداية للقطيعة المتوّقعة والمؤكدة بين المالكي والعبادي والتي ستؤدي إلى انشقاق حزب الدعوة الإسلامية صاحب التأريخ الحافل بالانشقاقات .
وبغض النظر عن النتائج التي ستترتب على هذه الزيارة , فإن هذه الزيارة لن تكون في صالح السيد العبادي في صراعه مع السيد المالكي , الذي أصبح مكشوفا الآن , حتى وإن تمّكن السيد العبادي من تصفية نوري المالكي وإنهاء حياته السياسية بمساعدة الإجندات الأمريكية والصهيونية والسعودية , وإذا كان السيد العبادي يراهن على مساندة المرجعيات الدينية له والتي جائت به للسلطة , فإنّ هذه المرجعيات لا يمكن أن تسير معه باتجاه تحقيق الرغبات الأمريكية والصهيونية والسعودية , وإذا كانت مرحلة نوري المالكي سيئة لهذه الدرجة , فإنّ السيد العبادي كان واحد من أهم القيادات السياسية في حزب المالكي وائتلافه الحاكم , والقول بأنّ المالكي كان ديكتاتورا ومتفرّدا ولا يستمع لأحد , لا يعفي السيد العبادي من المسؤولية , ولو كان هذا التبرير نافعا لنفع أزلام صدّام من المسؤولية والجرائم التي اقترفها النظام الديكتاتوري السابق , مع الفارق بالاستشهاد , والحقيقة المهمة التي ربّما غائبة عن عين السيد العبادي بسبب اضواء السلطة , هي أنّ المالكي لا زال في ضمير شعبه , ولا زال ابناء شعبه ينظرون إليه باحترام بالغ بالرغم من حجم المؤامرة التي تعرّض لها والتي لا زالت مستمرّة حى هذه اللحظة .     

أحدث المقالات

أحدث المقالات