23 ديسمبر، 2024 11:37 ص

نبارك لكم ذكرى زواج القمرين علي وفاطمة عليهما السلام ،،،
تأنس النفوس بالماديات كثيرا ، وتتقرب فيها كثيرا الأمثال المعنوية ، فمن أراد وصف الجمال لشخص ما سينطلق أنه قمر بريعان تمامه !
والواقع ليس الأنسان قمرا ألا م̷ـــِْن باب ضرب الأمثال !
وهذه الطبيعة التي دلنا عليها الخالق العظيم وخبير نفوسنا وما يصلحها !
فكم تغنى القرآن الكريم في ضرب الأمثال حتى قال ( وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) !

وقال  : ( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) !

وقد نحتاج السفر المعنوي على جناح الخيال ، بين سحاب وسماء صافية ، لأروع نموذج تكحلت به عيون الأرض وهي تهتز فرحا لتنبت فيها الزهور وترقص الأوراق ، وتصفق الملائكة ، وتنطلق الحور بأطباق تحمل العقيق والياقوت والزبرجد والمرجان ، لأقتران النور بالنور ، النموذج التطبيقي لكل مؤسسة الزواج الذي علينا جعله في كل دستورنا وجعل كل ما دار فيه حتى همسات ما دار في خطبة مولى الموحدين ، لقبول الزهراء البتول والحياء الذي تلبس بها وهي ترسم للعفة لوحة على جبين الخلود !

وكيف صبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ينتظر الكفؤ الكريم الذي يحمل أمانة لها المكان العلي ، ليتأسس البيت العظيم ونواة التوحيد والعبادة والهيام بالله سبحانه وتعالى  ،،،

أنه الزواج الذي نعيش اليوم عبق عطره ، لنقف على ضفافه ، المترعة وقد نبت على جانبيه قانون السعادة والزواج الذي تنصهر معه الروح بل يصل الفناء ، مانحا حياة الأستقرار المفقود اليوم !!!
والذي عندما غادرناه ، أصبحنا نبحث عن الجسد ( ماء البحر ) الذي كلما شربنا منه أزددنا عطشا ليقتلنا بأسم الزواج وهو منه بريء !

فاطمة التي روي أن علي  كان يحمل الجراح والطعنات م̷ـــِْن زمانه الذي لم يعرفه ، تكفيه نظرة قدسية ماورائية لفاطمة التي يعرف أسرارها الخطيرة ، لتطبب كل الجراح ، لأنها الزوجة التي أرادها القرآن النموذج بكل تفاصيل حياتنا ، مهرها ، قناعاتها ، طاعتها ، تربيتها ، رسالتها ، مظلوميتها ، صبرها ، قوتها ، شجاعتها ، ثورتها ، خطابها ،  ومليون عنوان كلها في فقه زواج الزهراء عليها السلام !

ومن هنا الأسرة المستقرة تنتج مجتمع مستقر يتحتفط بأبنائه تحت جنح الحنان الواقي م̷ـــِْن مثل الهجرة والتغرب !

فمن أراد الرجوع لذاكرة نقية ترتب له كل برامجه التي ضربت بألف فايروس ومحو التالف منها ، هنا علي وفاطمة الكمال الأسري المطلق ، والبيت الذي رعته السماء ، وفيه تناثر زغب جبرائيل عليه السلام  ،،،