7 أبريل، 2024 12:18 م
Search
Close this search box.

الزهور لا تتفتح في ظلال السيوف ..

Facebook
Twitter
LinkedIn

تتأسس مقالتي ،اليوم ، على عنصرين متلازمين :
الزمان ( الحاضر) نتيجة انتصار الحرب العراقية على تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) وهي النتيجة المعلنة بحيوية الرئيس حيدر العبادي في 10 – 7 – 2017 .

المكان ( الماضي)، نتيجة الحرب العراقية على جمهورية ايران الاسلامية ،حيث بنيت ساحة الاحتفالات بالديناميكية الشخصية للرئيس الدكتاتور صدام حسين المعلن في 8- 8 – 1989وقام بافتتاحه شخصيا .

بين هذين العنصرين (الزمان والمكان) توجد نظرات ووسائل متغايرة في اليوتوبيا والاهداف والانظمة والتنظيمات والقلق والقتل والحرب والتضحيات والغرور، لكن ما يجمع بينهما هو ان يكون كل من الرئيسين (اسطورة عظيمة) بنظر الزمان والمكان.

لا بد اليوم من رؤية معينة لتحليل أولي لمعرفة ورؤية العلاقة بين (الزمان) و(المكان) في وسط ضغوط المعنى الحيوي بين (حاضر) العلاقة مع (الماضي) أي برؤية ومعرفة العلاقة المستقبلية بين من يشارك مشاركة فعالة تحت (قوس النصر) في هذا الزمان ، حيث يقود السلطة العراقية الرئيس حيدر العبادي وبين المعنى القيمي لمبنى ومعنى (قوس النصر) في ساحة الاحتفالات بكرخ بغداد المبني قبل 28 عاما ،حين كان يقود السلطة العراقية الدكتاتور صدام حسين معلنا انتصاره الحربي على ايران .

الشيء الأول الذي اود تذكير القارئ به هنا : ( ان الانسان هو حيوان سياسي) حسب تعبير الفيلسوف اليوناني ارسطو، بمعنى ان المجتمع – كل مجتمع – بحاجة دائمة الى من يسوسه بطريقة متميزة في الظروف الصعبة المعقدة وفي الظروف الاعتيادية اليسيرة، لكن بطريقة ناضجة، فاهمة، هادفة .

خلال مرحلة 35 عاما من تعقيدات المجتمع العراقي ساس الرئيس صدام حسين المجتمع العراقي بطريقة عسكرية – دكتاتورية ليخلّد نفسه في نصب ساحة الاحتفالات فوق وتحت وداخل (قوس النصر) بلغة فنية، ببناء نصب، هو الاعلى من نصب جواد سليم ، بل الاعلى في العالم كله ، ليكون واحداً من مؤسسي التوافق مع السيفين المرفوعين فوق رؤوس الناس ببغداد ، عاصمة العراق، الدولة المنتصرة على جمهورية ايران الاسلامية .

في مرحلة اخرى – أي المرحلة الحالية – يسوس فيها الدكتور حيدر العبادي المجتمع العراقي. الرئيس العبادي كان وما زال عضوا في جماعة سياسية ( حزب الدعوة الاسلامية) حليفة لجمهورية ايران الاسلامية وهو حزب تنبع جذوره الاسلامية من السلفية (الدعوة الاسلامية) في زمان لا يحتاج فيه الاسلام الى (الدعوة) إذ بلغ عدد المسلمين على الكرة الارضية أكثر من مليار مسلم ، مما يعني أن أي حزب يحمل اسم (الدعوة) هو حزب اقل نضوجا من المسلمين في عصر الماوردي ( 974 م – 1058 م) وفي عصر ابن خلدون (1332م – 1407 م ).

في العصر الحالي ينبغي ان يعي المسلمون واحزابهم انهم يجب ان يكونوا قريبين من تجارب البشرية المنتجة الى اشياء المناهج الاقتصادية والسياسية والعلمية والتكنولوجية، التي تطور حياة الانسان وتحسين شروطها وازدهارها ورفع شأن كرامتها وحقوقها وحريتها.

لا اريد ، هنا، في هذه المقالة ، التطرق الى (الكيفية) ، التي يسوس بها ويأمر السيد حيدر العبادي رئيس الوزراء والقائد العام للقوات العسكرية في بلاد الرافدين. لكنني أود الحديث عن واقعة واحدة ، واقعة اخيرة، واقعة الاستعراض العسكري، الذي اقيم يوم 15 تموز عام 2017 بمناسبة النصر العسكري المتحقق على هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في مدينة الموصل.

لا اتناول ميكانزيم هذه الفعالية ومحتواها ولا اغراضها ومراميها، لكنني أتناولها من ناحية سيسيولوجيا ( المكان) فقد اختار القائد العام للقوات العسكرية – ربما بنصيحة من مستشاريه أو من قادة حزبه – ساحة الاحتفالات تحت (قوس النصر) الذي شيده صدام حسين مكانا لاستعراض قوته الشخصية و القوة العسكرية العراقية (المنتصرة..!) على (العدو الفارسي) كما قال في خطاباته وتصريحاته العديدة بهذه المناسبة . أراد صدام حسين ان يظهر من خلال (قوس النصر العراقي) أنه أعظم من ( قوس النصر الفرنسي) الذي قرر تشييده نابليون بونابرت برهانا على انتصارات جيشه الامبراطوري.

السؤال في المناقشة يبدأ كالآتي:

هل تم الاختيار من قبل مستشاري الرئيس حيدر العبادي على أساس ان هذه الساحة هي وجه من وجوه (المنطقة الخضراء) قد تجعل ظهوره – بمفرده – جالساً في وسط المنصة العالية ليظهر انه أرقى من لويس بونابرت وصدام حسين..؟ أم أنه وجد في هذه الساحة كفاية متميزة عن الاحتفال، مثلاً، في ساحة التحرير في الباب الشرقي من بغداد حيث وجود نصب الحرية ، المعتبر من كثير من فناني اوربا انه اعظم نصب في العالم او في أي ساحة اخرى من الساحات البغدادية خارج المنطقة الخضراء..؟

الجواب هو: لا الدكتور حيدر العبادي ولا مستشاريه ولا قيادة حزبه ميزوا تمييزاً واضحاً ودقيقاً بين حالتين وزمنين مختلفين. لم يفكر أي من هؤلاء القادة الساسة ان استعراضهم العسكري واستعراض قوتهم ومعنى انتصار القوات المسلحة قد لا يكون في (المكان) الصحيح .

هذا (المكان) صنعه الرئيس الاسبق الدكتاتور صدام حسين. خططه بيده وأشرف على تنفيذه بنفسه. جاءت جهوده وقتذاك ناجحة في بناء هذا (المكان) ليكون، كما أراده ، رمزاً للانتصار في حربه ضد جمهورية ايران الاسلامية . قام صدام حسين بتسمية هذا النصب (قوس النصر) واوصى منفذه الفنان (خالد الرحال):

اريد ان يكون (قوس النصر) اعظم النصب الفنية في العالم. هل بإمكان البعث العراقي ، يا خالد الرحال، ان يصنع (قوس النصر) العراقي اعلى من (قوس النصر) الفرنسي في الشانزيليزيه..؟

نعم يا سيدي..

كان خالد الرحال في غاية السرور وهو يجيب على سؤال الرئيس صدام.

من المعروف عن الصديق الراحل الفنان خالد الرحال انه يتحدث ، دائما ، بشخصيتين مختلفتين. مرة بأقوال معينة حين يتناول مسكره من البراندي او الويسكي و مرة اخرى بلسان شخصية اخرى ، بأقوال أخرى، عندما يكون بمنتهى الصحو.

تحدث امامي اكثر من مرة – في حالة السكر – ان الفكر المختفي وراء هذا النصب هو فكر قومي – بعثي – عسكري ، لكنه كان يقول – في حالة الصحو – ان مخطط هذا النصب هو القائد العبقري صدام حسين..!

خلاصة الامر ان (المخطط) وضعه صدام حسين وان الفنان خالد الرحال هو (المنفذ) ليس غير.

لم يقم خالد الرحال بأية اضافة على التصميم الاساسي ولم يقدم أي ملاحظات لتطويره، كما كان يتمنى، لكنه تحمس منذ اول لحظة لتنفيذه اندفاعا وراء حلمه بأن يكون اسمه لصيقا بنصب فني يرتفع في بغداد اعلى من نصب جواد سليم. خاصة بعد شعوره ان نصب ( مسيرة البعث) الذي انجزه بساحة المتحف مقابل (جامع بنية ) لم يحصل على رضا البعثيين وقادتهم بالرغم من ان ارتفاعه كان هو الاعلى ببغداد.

اخبرني خالد الرحال – وهو في حالة السكر- ان مكالمة تلفونية جاءته في اول الليل – قبل السكر- للحضور الى مكان معين بشارع معين بساعة محددة . من هذا المكان نقل الى مقر الرئيس صدام ، حيث استقبله بحفاوة بالغة. اخبره ان مقابلته بتلك الساعة مخصصة لإنجاز عمل كبير ومهم، يخلّد بعث الأمة العربية ويجسد انتصار جند العراق على (العدو الفارسي ).

اكمل الرحال حديثه بالقول : كانت بضعة اوراق موضوعة على المنضدة امام الرئيس وهو يقول لي:

اريد ان يكون في بغداد مكان خاص يحتفل به العراقيون في انتصاراتهم القادمة تحت سيف القادسية والبعث.. اريد منك يا خالد ان تكون انت صانع هذا النصب ومكانه. .

سرّ خالد الرحال سرورا عظيما بسماعه قول الرئيس.

في عام 1985 لم تكن الحرب العراقية الايرانية قد انتهت، بل كانت في اوجهها ولا احد يعرف متى تنتهي وكيف تنتهي ومن يكون فيها منتصراً، لكن خالد الرحال شعر، بتلك اللحظة، ان الرئيس صدام كان قويا جدا، كان شديد الانشغال ببناء (قوس النصر) في اقرب وقت، ليكون مفخرة (البعث العراقي) و(الجنود العراقيين) و (الجيش الشعبي) مثلما هو مفخرة للمهندسين والمعماريين والفنانين العراقيين.

ظن خالد الرحال ان انتصار العراق بات وشيكا على ايران ، كما ظن ان فرصته لبناء نصب هو الاعلى في العراق والعالم قد حانت . استنتج ذلك من حماسة الرئيس حول الاسراع ببناء قوس النصر.

في ذات الفترة – أي بوقت قصير من لقاء الرئيس صدام بالفنان خالد الرحال – كان صدام حسين قد التقى بخبير معماري ياباني كنت قد تعرفت عليه خلال جلوسه بجانبي اثناء عودتي بالطائرة من لندن اوائل عام 1984 – نسيت اسمه الآن – بالرغم من عمق الصداقة التي ترسخت بيننا، حيث كان يود اللقاء بي اثناء اقامته في بغداد ، مطالبا اياي ببعض المصادر والكتب باللغة الانكليزية عن بغداد والعراق وعن بعض الجوامع والمساجد العراقية . كما اهديته كتابا باللغة الفارسية عن مرقد الامام علي بن ابي طالب في مدينة النجف وقد اهديته كثيرا من الكتب المفيدة لعمله وقد كان مسرورا جدا من معاونتي له في هذا الصدد ، حيث عجزت رئاسة الجمهورية عن توفيرها له. كان مكلفا ان يقوم بتخطيط وانشاء (المجمع الوزاري العراقي) وكبريات مؤسسات الدولة في مساحة من الارض تضم منطقة محطة السكك العالمية.

لكن سرعان ما غير صدام رأيه بتكليف هذا الخبير بإناطة مهمة معمارية أخرى. حيث تقرر تهديم المطار المقابل للمحطة واشادة (جامع) على أرضه. وافق الرئيس على كافة خرائط تصاميمه، التي رسمها على اسس (الحداثة المعمارية). منح هذا الخبير طابقا كاملا في مبنى امانة العاصمة ، له ولمعداته المكتبية ولجميع كوادره من اليابانيين والعراقيين . نسيت اسم الخبير لكنني (اظن) ان اسمه هو مينورو ياتاما لأن معلوماتي عنه ليست في متناول يدي في لحظات كتابتي هذه المقالة . استعنت خلال اليومين الماضيين ببعض اصدقائي من العاملين السابقين في امانة العاصمة ومنهم الصحفي الكاتب عكاب سالم الطاهر – مدير العلاقات والاعلام الاسبق في امانة العاصمة , فاعتذروا انهم لا يتذكرون اسمه.

اخبرني صديقي الياباني ، ذات يوم من ايام وجوده الاخيرة ببغداد ان الرئيس صدام التقى به ، ذات مرة مستعجلة في اخر الليل، عارضا عليه تخطيطا عن (قوس النصر) طالبا رأيه بالتصميم . لم يخبره الرئيس عن اسم المهندس الذي وضع التصميم.

قال لي الخبير الياباني انه كان صريحا في اعطاء رأيه امام الرئيس بأن التصميم ساذج وكاريكارتي ولا يصلح للتعبير، لا عن النصر ولا عن السلام، الذي ينبغي ان يسود العصر. قال للرئيس ان (السيف) رمز عربي للحرب وليس للسلم وأن السيف هو رمز تهديد الحاكم لقطع الرقاب والأيدي من ابناء الشعب، كما هو الحال ليس في البلاد العربية القديمة ، بل حتى في العصر الحديث في المملكة العربية السعودية. كذلك فأن اليد القابضة على السيف يد تهديد وليست يد الديمقراطية . اما شبكات الخوذ فهي وحشية . وغير ذلك من الآراء المشابهة التي لم تنل رضا الرئيس.

اثناء العودة الى مقره كان مرافق الخبير قد اخبره ان تخطيط (قوس النصر) هو من وضع وتصميم السيد الرئيس نفسه وبخط يده ..!

بعد اسبوع او اقل اوصل الرئيس توجيهاته الى الخبير الياباني بإيقاف العمل في بناء اكبر جامع في العالم على ارض مطار بغداد ، الذي سيعود الى العمل به بعد توفر الاموال اللازمة لتشييده . عندها قرر الخبير مغادرة العراق فجأة.

قبل يوم من مغادرته تغدينا ،معاً، في مطعم لبناني بشارع ابي نواس واخبرني ان هذا هو يومه الاخير بهذا البلد. غداً يغادر بلا عودة . سيترك كل شيء ويغادر .

لقاء الفنان خالد الرحال مع الرئيس صدام كان لقاء الطاعة والراحة ، إذ كان الرئيس يشرح للفنان ان هذا النصب ينبغي ان يكون رمزا شارحا بكفاية المحتوى عن الانتصار العربي – العراقي في القادسيتين الاولى عام 637 م والثانية قادسية الحرب العراقية – الايرانية. شرح الرئيس محتوى النصب بالقول ان السيفين يرمزان الى سيف سعد بن ابي وقاص في القادسية و الثاني يرمز الى سيف علي بن ابي طالب ( سيف ذو الفقار) وجمعهما معا هو افضل تعبير عن انتصار السنة والشيعة العراقيين على الدولة الايرانية.

جاءت الفكرة حالا الى ذهن خالد الرحال ان يكون مقبضا السيفين هما كفي السيد الرئيس مكبران الى 50 ضعفا وقد وافق الرئيس على الفكرة وتم بعد يومين قيام خالد الرحال بأخذ قالب الكفين استعدادا للعمل والتنفيذ.

ظل خالد الرحال منشغلا بكيفية تنفيذ التقاء سيفين مختلفين واذا بتلفون يأتيه من سكرتير الرئيس عبد حمود بإلغاء السيف الثاني ، سيف علي بن البي طالب (ذو الفقار). هكذا آل الامر في النهاية ان يد صدام حسين تقبض على سيف واحد، سيف القادسيتين من الجانبين على كتلتين من الخوذ الفارسية الساقطة في ساحات الوغى في قادسيتي سعد بن وقاص وصدام حسين.

افتتح الرئيس صدام هذا النصب يوم 8-8 – 1989 من دون حضور خالد الرحال الذي توفي عام 1986 بعد فترة قصيرة من العمل السريع فيه وقد اكمل الفنان محمد غني حكمت مراحل العمل في النصب حتى نهايته.

تحت هذا النصب احتفلت الحكومة العراقية الحالية بحضور رئيسها الدكتور حيدر العبادي احتفالا بانتصاراتها على عصابات (داعش) الارهابية في مدينة الموصل.

ترى هل كان الرئيس حيدر العبادي على صواب حين اختار (مكان) الاحتفال بهذا (الزمان) ..؟

الم يكن الواقع السياسي العراقي الحالي يفرض أو يفترض ان يجري الفصل الواعي الدقيق بين (المكان) و(الزمان) ، حيث الاحتفال يقتضي الجمع بين الذكاء والاحساس، بين التمييز الضروري في احداث الماضي والحاضر، إذ لا يمكن الجمع باحتفال واحد بين ماض دكتاتوري يريده الشعب العراقي منسيا ميتا الى الابد ، ومستقبل ديمقراطي يريده كل الشعب العراقي حيا الى الابد .

املي ان لا يفهم احد من القراء انني ادعو لتهديم هذا النصب، كما يدعو البعض الى تهديم نصب الشهيد وازالته ، بل انني ادعو لبقاء كل النصب لأنها تمثل مفهوما من قلب السلطة البعثية الحاكمة في تلك الحقبة (1968 – 2003 ). انها حقبة تمثل مناهج منعكسة ارتجالياً او تباهياً اعلامياً على واقع حال فترة زمنية محددة في التاريخ العراقي الحديث. ينبغي ان تبقى مفهوماً معيناً، فنياً وسياسياً، لدى الاجيال المتعاقبة ، لكن من دون اختصاصية اقامة الاحتفالات تحتها او في ظل رمزيتها.

ربما تحرك هذه (المناسبة – المقالة) الحجر الساكن في مديرية الاستشارات والفعاليات في الرئاسات الثلاثة لاستخدام ساحة التحرير مكانا للاحتفالات الرسمية – الجماهيرية لأنها الساحة البغدادية المنفتحة على الجميع، الخالية من أية حساسية . مثلما اصبحت الساحة نفسها مسكناً، كل يوم جمعة، تسكنه لساعتين جماهير من ابناء الشعب في التعبير السلمي عن افكارها ومطالبها في الكرامة وانهاء كل ما هو قاتم حزين في الحياة العراقية .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

بصرة لاهاي في 22 – 7 – 2017

ملاحظة: استشرت الاخ الصديق ياسين النصير بنشر هذه المقالة . شجعني على الاسراع بالنشر ، مؤكدا اهمية (الثقافة الشفاهية ) وضرورتها في التعريف بالوقائع السياسية العراقية.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب