23 ديسمبر، 2024 1:55 ص

الزهراء(عليها السلام) مدرسة للقرآن..

الزهراء(عليها السلام) مدرسة للقرآن..

في ذكرى تؤلم النفوس، لحرة آبية، وحرقة تخترق القلوب، لقدوة حسنة، هي الحياة، وأن غيبت، لم تمت فينا سيرتها العطرة، ومدرستها مستمرة مع الزمن، امرأة عالمة، مواقفها عبرت السنين، بل العصور، فكانت نبراس للمرأة المثالية، ونموذج يخترق الحجب، عميت عين لا تراه.في العصر العباسي، أرسل الخليفة أحد ولاته إلى بلدة بلخ، أحدى مدن أفغانستان، وشدد عليه أن يجبي الخراج، من تلك البلدة، وعندما وصل إليها، وجد أهلها فقراء لا يملكون شيئا، ليدفعوه للدولة في تلك السنة.تقدم كبار البلدة إلى الوالي، بطلب العفو عنهم لهذا العام، رفض طلبهم، وتحجج بأنه أمر الخليفة، ويجب أن ينفذ، لكن الأهالي لم يستسلموا، فأرسلوا نسائهم وأطفالهم إلى زوجة الوالي، ليستعطفوها، و تلين قلب زوجها، لأنهم لا يملكون الأموال، وبعد أن رفض الوالي، تدخل زوجته بالأمر، عرضت عليه رأي؛ وطلبت منه أن يعرضه على الخليفة، فقدمت له ثوبا، تملكه وهو غالي الثمن مرصع بالجواهر، وسعره أكثر من المبلغ المطلوب، ليكف عن مطالبة الأهالي.أستحسن الوالي رأي الزوجة، وجاء الوالي إلى الخليفة، فقدم له الثوب، الذي أدهش الحاضرين من حيث نوع القماش واللون والجواهر الذي فيه، فقال: هذا هو خراج هذا العام، أستغرب الخليفة! وسأله عن قصة هذا الثوب، فقص عليه ما جرى، وأنهم فقراء، فدفعت زوجته هذا الثوب، وثمنه هو بدل الخراج الذي عليهم، بعد أن سمع ذلك قرر الخليفة؛ إعفاء البلدة من خراج تلك السنة، وإرجاع الثوب إلى صاحبته، أكراما لموقفها النبيل، مع الفقراء من المسلمين، رجع الوالي إلى البلدة، وهو مسرور، وفخور بامرأته التي تصرفت بكرم وحكمة، فنالت أعجاب الخليفة.وصل الوالي إلى بلخ، وأرجع الثوب إلى زوجته، فبادرته بسؤال، هل رأى الخليفة الثوب؟ فقال لها نعم؛ فقالت أذن لا ألبس ثوبا رآه محرم عليه، فما عليك ألا بيع الثوب، وتشيد بثمنه مسجد، ليرتفع صوت السماء الإلهي، ويكون منارا ونورا للفقراء، وها هو المسجد إلى اليوم مازال شاهدا، هذه المرأة بفعلتها، تذكرنا بمدرسة أم أبيها، الزهراء( عليها السلام) عندما غضت بصرها عن الأعمى، الذي جاء إلى منزلها، فقال: لها أبيها (صلواته تعالى عليه وآله)، أنه كفيف، بنيتي فقالت: لكني أنا أراه.في الختام؛ الزهراء(عليها السلام) مدرسة وقدوة، من ألتحق بها نجا، ومن تخلف عنها هوى.

[email protected]