ها قد انقضى عاما ، من الزمن الديمقرا _ طي _ ، وابتدأ عاما جديد عليك يا عراق، وانت مثقل بالهموم والاحزان . و قبلها انقضت تسع سنوات من سنوات التحرير. سنوات الزمن الجديد ،سنين الحرية و حقوق الحيوان ،التي بشرتنا بها ، سابقا ، النجمة الحسناء بريجت باردو . مرت كل تلك السنون العجاف، وابناءك المبتلين بحكامهم القدماء والجدد ، مثلما ابتل شعب الامارات بحكامهم مثلا مثلا!! ، يعضون على الجراح ويضربون الكف بالكف ولسان حالهم يقول : اها…ياعراق.
مرت عليك تسع سنوات، كان البعض من أبناءك قد خدعوا وتوهموا ، لا سيما الجياع والمظلومون منهم والمضطهدون و المثقفون ، ظنا ان الأتي ، بلا ريب ، هو الأفضل. وعشتم وعشنا ، نعلل النفس با لآمال ، فلولا الأمل لنقرض شعب العراق ، لهول ما راء وما سمع وما عاش . كنا نحاول ان نمزج الأمل بنسمات الهواء ، وبكل ذرة تراب ، وندعوا الى الله و الطبيعية ان ترحمنا وتنقذنا ، وترسل لنا طيور السلام والمحبة ، ليأتي لنا الخير و لتأتي لنا السعادة والرفاهية والامان والحرية . وصار لدينا حكام جدد ، الهتنا الجدد ، فالحكام في العراق مقتنعون، عبر التاريخ ، بأنهم يمثل العناية الالهية الراعية للشعب العراقي ، فوفروا لنا كل وسائل العيش الرغيد ، فاشبعوا بطوننا انجازات ورقية و رفاهية ” جنجلوتية ” . بدأنا نترك ابواب بيوتنا مفتوحة على مصرعيها ،آمان ربي آمان ، و صغارنا يلهون ويمرحون في الشوارع والمتنزهات ، وابنائنا يذهبون الى المدارس مشيا على الاقدام، و طالبات الكلية منهن يستقلنا – بلا خوف او وجل – لوحدهن سيارات الاجرة . بدأنا نصدر الكهرباء والافراح والابتسامات الى دول الجوار، فقد اصبح لدينا فائض من الكهرباء والافراح فماذا نفعل بهما ؟
حكامنا الجدد ، معجبون جدا جدا بمدينة البندقية الايطالية ، لذا قرروا تغيير شكل مدينة بغداد العراقية ، وجعلها تشبه مدينة البندقية و كأنها تؤمها، وتتنافس معها على جذب السياح او حتى سرقتهم منها .لذا قرروا ان تغرق احياء وشوارع بغداد، فهطل المطر، و اغلقت مداخل مجاري مياه امطار العاصمة ، واصبحت بغداد خلال عشر سويعات، ليس الا ، مدينة على شكل جزيرة سياحية تعوم على الماء الاسن .. انجاز والله انجاز ، بل انجازات !! .
نعم ، ها نحن نقطف ثمار التغيير ونسائم الحرية والعدل. كيف لا ونحن شاهدنا العدالة الاجتماعية والمساوة تطبق بكل حذافيرها ، فلا فرق بين رواتب ومعيشة ورفاهية ،مثلا مثلا ، كلا من المواطنين : دولة رئيس الوزراء وومعالي الوزاء و رئيس البرلمان و البرلمانيون ، مع ابسط مواطن عراقي هو وعائلته . يتم كل ذلك من خلال توزع العادل لعائدات النفط على جميع افراد الشعب العراقي ، لا سيما الفقراء،اصحاب البسطيات والجنابر، و الايتام والارامل. اما اعضاء البرلمان والحكومة المساكين الفقراء والطيبين جدا جدا، فهؤلاء يحرقون قلوب الشعب عليهم حزنا وكمدا. واحسرتاه عليهم ، لا يجدوا ما يأكولنه هم وعيالهم ولا ما يلبسنوه من ثياب ،الا من حب الشعب و حب تقديم الخدمات له ، والمحافظة على ماله العام ، وآه من المال العام ،كم هم محافظون عليه . احدهم يمو ت جوعا هو واطفاله ولا ياخذ فلسا واحد منه ، فهذا حرام شرعا وقانونا واخلاقا ، كيف لا ، وهم يسبحون باسم الله ليلا ونهارا، .
نحتفل بعام جديد من الخير والعطاء والعدلة الاجتماعية و الديمقراطية. يعامل ويحاسب فيها الرؤساء الثلاث ، الجمهورية والوزراء والنواب، مثلما يحاسب أي موظف حكومي بسيط ،اذا اخطأ او قصر ، عن عمد ، باعتبارهم موظفون في الدولة العراقية وخدم للشعب العراقي ، يتقاضون رواتبهم من اموال النفط ، والنفط ملك الشعب ، وليس لديهم أي فضل او احسان على أي مواطن، وان كان ، الاخير ، صاحب جنبر اوبسطية بائسة . والحال هكذا ، فنحن سنحسد على رجالات دولتنا ، العظام ،من قبل شعوب المعمورة كافة . فلندعوا لهم ، كما دعا النجم ” عادل امام “على حسني مبارك وجوقته، بطول العمر ، وندعوا لهم بالصحة والعافية ،وامتلأ جيوبهم!! . اللهم وسع بيوتهم ، الطينية الصغير، يارب ،واجعلها فلة في باريس ولندن وفي جزيرة النخلة في دبي ، يارب ، كبر معدتهم حتى يستطيعوا ان ياكلوا ما لذ وطاب من لحم الضآن والتشريب ،ا للهم ابعد عنهم مرض السكري ، حتى يأكلو شكلاتة الماكنتوش بدل من تمر الزهدي الرخيص،.اللهم قوي فحولتهم الذكورية ، ليتمكنوا من الزواج ويتروكوا حياة العزوبية والرهبنة ، وليتزوجوا مثنا وثلاث ورباع ، وما ملكة ايمانهم ويسارهم وغربهم وشمالهم، فهؤلاء لا وقت لديهم للتفكير حتى بالزواج، من كثر اهتمامهم بمشاكل وهموم الشعب .
الله اكبر الله اكبر على عين الحسود ،اللهم اجعلها لا تبصر ابدا. وفرق شمل كل من يحسدنا على حكامنا الراشدين، انشاء الله يناموا ولا يصحوا ،اي الحاسدين . ادام الله لنا ولات امرنا النجباء الطيبون..قولوا قولوا قولوا اميين ..عفوا امين !!