23 ديسمبر، 2024 12:53 ص

الزلزال – امتحان للنظام الايراني

الزلزال – امتحان للنظام الايراني

صفحات من مقاومة الشعب جور واستبداد وقمع النظام
عندما نسلط الضوء علي عناوين الجرائد و وسائل الإعلام خلال أسبوع بعد الهزة الأرضية التي زلزلت غرب إيران ومحافظة كرمانشاه بالذات و حسب مصادرنظام الملالي تركت آلافا من القتلى والجرحى و أكثر من مئة ألف مشرد ضحايا لتلك الكارثة ، وراينا ان هذا الموضوع لم ياخذ حقه من صحف واعلام النظام حيث نستطيع القول ان أخبار الزلزال اصبحت منسية تدريجياً من قبل وسائل إعلام النظام و هذا يعني ان هناك رغبة من قبل سلطات النظام بإزاحة هذه الأخبار من الذاكرة الجمعية وهو موقف سلبي مرفوض تجاه هذه الكارثة، بينما هناك تزايد يومي في تداعياتها وتبعاتها لقد كان الزلزال يمثل كارثة واحده و لكن ما بعد الزلزال كانت هناك عشرات الكوارث.
وحسب الاخبار الواصلة بدأت منذ صباح يوم الثلاثاء 21/ نوفمبر الآمطار الغزيرة و بالتالي السيول في المناطق المنكوبة في محافظة كرمانشاه حيث أصبحت اوضاع المنكوبين الذين يعيشون في الخيام أسوأ بسبب دخول الماء فيها ، والأفلام و التقارير من الساحة من المناطق السكنية ،تدل على هذا حيث أصبحت الاوضاع متردية جدا حيث لا يمكن التردد على المناطق المنكوبة بعد الأمطار و بالتالي كثرة الوحل و المشكلات المعرقلة ، وبذلك فثمة حاجة إلى المسقفات والمأوى ليحفظهم من الهزات الإرتدادية و… لكن للأسف الشديد فهم يواجهون مصائب كبيرة جديدة في مرحلة ما بعد الزلزال وما يتحملون من الخراب والمصائب والقتلى والجرحى و..وحالياً صراعهم مع البرد القارس والتشرد وأسوأ من ذلك عدم وجود المغيث .
إن فشل النظام الإيراني في تأمين حتى أبسط المساعدات في هذه الكارثة كان متوقعاً وقد انعكس في وسائل الإعلام الحكومية فمثلاً كتبت جريدة ” جوان “ يوم 21/ نوفمبر تقول: ” رغم وجود إيران في مدار الكوارث الطبيعية وسيما الزلازل ، انما وللأسف لا يوجد هناك أقل استعداد في هاتين الجهتين الكبيرتين ( الهلال الأحمر و مديرية الأزمات) لم ينجحوا حتى في تأمين 200 ألف خيمة (جادر) “ كانت مطلوبة كحد ادنى لتوفي المأوى للمنكوبين .“
وفي خضم الزلزال شاهد جميع المواطنين بأم اعينهم وعكس ما تقوم به كل البلاد عند مواجهة هذه الكوارث ، بحشد قواهم المالية و الطارئة لإغاثة المنكوبين و إخراج الأحياء من تحت الأنقاض و والاستعانة بالمتطوعين و… لكن أول ما قام به هذا النظام القمعي ، هو زج قواته من الحرس وقائد ” البسيج “ ووحدات مكافحة الشغب إلى المنطقة المنكوبة ، فالنظام يعرف جيداً أنه لو لم يحشد جميع قواته في المنطقة سيعجز سريعا عن السيطرة على بركان الانتفاضة ..
و في المقابل نشاهد توجه المقاومة الإيرانية و فور وقوع الكارثة الى اغاثة المنكوبين حيث دعت زعيمة المقاومة الإيرانية مريم رجوي إلى استنفار جميع أنصارها لتقديم المساعدات للمنكوبين حيث قالت: « على رغم أنف ولاية الفقيه ، حان وقت التضامن و نصرة المنكوبين و إنقاذهم كواجب وطني..» . و بهذا تشكل حشد كبير من الشعب الإيراني من كل أرجاء البلد والمحافظات المجاورة للمناطق المنكوبة بالذات لتقديم المساعدات بصورة مستقلة و مباشرة .
و في اليوم السابع من وقوع الزلزال الكارثه ، عقدت المقاومة الإيرانية اجتماعا كبيرا تضامناً مع ضحايا الزلزال في تيرانا و قالت السيدة رجوي في خطابها بهذه المناسبة :
« اجتمعنا لكي نستذكر المواطنين الذين فقدوا أرواحهم في الزلزال الذي ضرب محافظة كرمانشاه ونتعاطف مع الجرحى والمصابين في هذه الواقعة الألمية وعشرات الآلاف من العوائل التي دمّرت منازلها ومساكنها.
يجب أن نسأل الملالي، لماذا يبدّدون ثروات الشعب الإيراني التي من المفترض أن تصرف لتأمين أبسط حاجات الشعب؟
ينفق الملالي المليارات لحفظ دكتاتورية بشار الأسد، ، كما يموّل خامنئي جميع العصابات الارهابية في الحشد الشعبي العراقي. يا ترى أين صرفت مئة مليار دولار اطلقت بعد الغاء العقوبات من قبل الحكومات الغربية وتسلّمها النظام؟ وهل حصل الشعب على شيء من مضاعفة عوائد النفط خلال العامين الفائتين ؟» .
الكوارث الطبيعية ليست شيئا غريبا حيث يمكن أن تحدث في أية بقعة من العالم كما يحدث في اليابان وهي مستعدة على الدوام لمواجهة هذه الكوارث ، أو كما حدث في استراليا زلزال فيها بقوة 7 درجات على مقياس ريختر من دون ان يوقع ضحايا تذكر حسب التقارير. لكن الأمر يختلف مع إيران المبتلاة بنظام الخميني وحيث يحكم الملالي الذين لا هَمّ لهم إلا النهب والسرقة والقمع وتصدير الإرهاب وإثارة الحروب في البلدان الأخرى ، فمثلاً في الوقت الذي يعيش فيه 40% من الشعب الإيراني في حالة الفقر المدقع ،حسب وسائل إعلام هذا النظام، ويعيش 13 مليون من المشردين في المناطق المسماة بـ” حلبي آباد “ و14مليوناً عاجزون عن توفير غذائهم اليومي – يصرف هذا النظام 800 مليون دولار من ثروات الشعب لحزب الله في لبنان حيث قال حسن نصرالله بكل صراحة : ” مادامت إيران تمتلك مال ، نحن نمتلك المال أيضاً “و في نموذج آخر في خضم أحداث الزلزال في كرمانشاه و حسب سلطات النظام تهدم 30ألف بيتاً وأكثرمن 12ألفاً منها تهدمت تماماً في أقل تقدير، كما نرى أن الملالي قرروا في البرلمان صرف 600 مليون دولارميزانية قبل 4 أشهر لتوسيع البنية الصاروخية و فيلق القدس ، بينما من الممكن بهذا المبلغ بناء 60 ألف بيت ياباني مضاد للزلزال … و ما شابه ذلك من النماذج …
نعم ، إن زلزال كرمانشاه أبرز حقيقتين مهمتين متقابلتين ، الحقيقة الأولى ، شدة الفساد و النهب و التأزم في هذا النظام الحاكم من جهة ، و روح التضامن و الاتحاد للتصدي بوجه النظام من جهة أخرى .
و الخراب و الدمار الذي احدثه الزلزال كان من الممكن أن يكون أقل من هذا بكثير، وقد شاهد الجميع تأثيرات الزلزال الرئيسي الذي يحمل اسم ولاية الفقيه التي دمرت المدن و القرى و مكاتب العمل و الحياة خلال اربعة عقود هي عمر النظام ، واهماله التدريب و العلاج و المنشئات الخدمية و الفنية و البنى التحتية في البلد وهو مالمسه الشعب موجعا حتى النخاع، حيث ثبت أن المدن و القرى و جميع الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في إيران معرضة للصدمة مقابل الهزات الأرضية والسيول والكوارث الطبيعية الأخرى بلا دفاع وهي غير آمنة .
و في هذه الأيام اتضحت حقيقة أخرى أيضاً وهي تضامن و تعاون المجتمع الإيراني مع أهالي كرمانشاه المصاب و انعكست أفلامها و أخبارها في وسائل الإعلام خارج سلطة نظام الملالي .
نعم ، ما حدث خلال هذا الأيام يبشر بكل وضوح ان الشعب على أهبة الاستعداد للثورة الاجتماعية وإعلاء روح المقاومة و النضال ضد هذا النظام كما أثبت أكثر من ذي قبل أن هناك في الأفق المنظور تلوح بوادر النجاة وسط أنقاض الخراب والفساد والفقر والعوز وانعدام الأمن في أحلك الأيام من نظام ولاية الفقيه ، و الطريق الوحيد للخلاص ، هو إسقاط نظام ولاية الفقيه ليس غير .