23 ديسمبر، 2024 8:21 م

الزلزال السياسي .. قادم !

الزلزال السياسي .. قادم !

اعلن تنظيم القاعدة الارهابي مسؤوليته عن العمليات الانتقامية التي وقعت مؤخرا , وطالت السكان الابرياء فراح ضحية هذا الغدر العدواني مئات القتلى والجرحى . اضافة الى خسائر اخرى لا تعوض . وتعهد زعيم زمرتهم الوحشية بمواصلة شن هجمات انتقامية اخرى في جميع محافظات البلاد في هذا الشهر الكريم – شهر رمضان المبارك – ان هؤلاء الجرذان من القتلة فاقدي الضمير والاخلاق وعبيد المال الخليجي ,بهدف انهاك العراق شعبا وطنا , والسعي الحثيث
الى تخريب نسيجه الاجتماعي والتعايش والاخاء السلمي بين الطوائف العراقية المختلفة . ان هؤلاء الماجورين والمدسوسين من دول الخليج يسعون الى كسر شوكة الشعب التي افزعت عروشهم بسقوط النظام المقبور والسعي الى تحقيق ارادة الشعب في الحرية والانعتاق من براثين الماضي البغيض . وخوفا من انتقال هذه العدوى الى بلدانهم المخيمة عليها ظلام دامس ويتحكم بمصيرها حفنة من العوائل المنخورة بالفساد وانعدام الاخلاق والضمير . ولهذا يسعون الى الاعمال
التخريبة , مستفيدين من الازمة السياسية التي تمر بها البلاد بين اطراف العملية السياسية , في شن هجمات وحشية في عدد من المحافظات بهدف تحويل العراق الى بلد ضعيف منهوك القوى والعزيمة , مشتت ومفتت تتجاذبه صرعات ومصالح شخصية وذاتية . والاستفادة من الخلل الامني والثغرات الموجودة بسبب وجود مندسين وعناصر خاملة ومتساهلين وبعض العناصر التي صارت تتاجر بالدم العراقي من خلال عقد صفقات مالية مشبوه . ان هذه الثغرات مكنت الزمر الارهابية
من الدخول اليها في القيام بعمليات ونشاطات وحشية لا يقبلها  ضمير الانسان الحي والتي لا يتحمل ببشاعتها عقل الانسان السليم . وهذا يحتم على اطراف العملية السياسية الواجب الوطني والانساني والاخلاقي ردم هذه الثغرات , وسد كل الطرق امام جراثيم القاعدة وايتام البعث من تنفيذ مخططاتهم الشريرة في تقويض استقرار العراق بشتى الطرق . ان الحاجة الملحة التي لا تتطلب التاجيل والتاخير , ومن اجل الحفاظ على الدم العراقي من الغربان المسعورة . يحتم عليهم
  تهدئة وتسوية وتبريد سخونة الوضع السياسي المتردي بالحوار الجاد والصادق والعمل على اصلاح عيوب العملية السياسية والبدأ بمرحلة الاصلاح دون تأخير وتغليب المصلحة العامة , وخدمة تطلعات الشعب المشروعة, والاتفاق على كيفية تقريب وجهات النظر لايجاد مخرج مشرف للازمة الحالية . بتوحيد الجهود بالوقوف بوجه المخططات العدوانية وزمر الارهاب ,والحفاظ على امن البلاد والابتعاد عن اجواء التوتر من خلال العمل المثمر وفق دستور البلاد . وعدم
السماح بتغلغل  المتصيدين بالماء العكر في تحقيق اهدافهم الشريرة باشعال نار الطائفية مجددا والتي ازهقت الارواح والعباد . وكلفت العراق خسائر لا تعوض . ان الحاجة الملحة تتطلب تطهير وتنظيف الاجهزة الامنية والمخابراتية من براثن البعث ومن العناصر الفاسدة والمندسة والخاملة وهذا يتطلب الحل السريع والحاسم والصارم . وافساح المجال للعناصر التي تملك الكفاءة والخبرة والقدرة على تحمل الاعباء الصعبة والعناصر التي تشعر بالمسؤولية الوطنية والمهنية
والاخلاقية . هذا كفيل بسد كل الطرق والمنافذ التي تستطيع الزمر الارهابية النفاذ والدخول عبرها . اضافة ان الازمة السياسية تعاني من امراض التي جلبت الاحتقان والاحتراب والصراع على السطة والنفوذ , بحاجة الى علاج  شافي ينقل البلاد من الحالة السيئة الى حالة تعافي والشفاء لان الوضع البلاد لا يحتمل التأجيل والتأخير والمواطن فقد صبره وانهكته الازمات والظروف القاهرة , وادرك بوعيه ونضجه السياسي بان المخرج من الازمة الحالية هي اولى المقدمات
وان استمرارها سيقود البلاد الى منحدر خطير . وهذه الحقيقة يجب ان تدركها اطراف العملية السياسية وتعمل بموجبها قبل فوات الاوان . لان حالة اليأس والجزع بلغ اعلى مراحله . وان النفاق السياسي لم يعد مجديا . فاتكشفت كل الالاعيب والاوراق السياسية . وان البركان سينفجر ومقبل على زلزال سياسي سيغيير موازين القوى ويبدل الواقع السياسي المرير . وسيكون ضربة قاصمة ضد كل من تاجر بالدم العراقي . ان التغيير المقبل سيكون في الانتخابات القادمة .