23 ديسمبر، 2024 2:48 م

 الزلزال الامريكي في العراق     

 الزلزال الامريكي في العراق     

ماذا يحدث في العراق، تسريبات اعلامية امريكية وعراقية رسمية وغير رسمية ، في الفضائيات والتواصل الاجتماعي وبعض الصحف العالمية، وكلها تتحدث عن سيناريوهات امريكية سريعة في العراق ، فحواها انهاء تنظيم داعش والقضاء عليه، وحل الميليشيات والحشد الشعبي ، وإحالة الفاسدين والمجرمين الى ألقضاء وتغيير حكومة العبادي ،بحكومة معارضة موجودة وجاهزة في واشنطن ،مع اقصاء للعمائم وأحزابها الايرانية ،وإلغاء قرارات بريمر كلها، وتصحيح مسار العملية السياسية ،بإعادة الاعتبار للعراق وما حل به ،هذا ما يتداوله الشارع العراقي والرأي العام ، فما صحة هذه الإشاعات وأهميتها، ومصداقيتها ، ولماذا ظهرت في هذا الوقت بالذات، وما هي استدلالاتها على الأرض هذا ما سنحاول قراءته والاجابة على تساؤلاته الملحة ، وتحليل ما وراء هذا التسريبات ،التي ترقى الى حقائق يعيشها الشارع العراقي،قلنا ان اعلان الاتفاق النووي الامريكي-الايراني هو بداية عصر جديد في المنطقة،عصر عودة النفوذ الامريكي وانهيار وانحسار النفوذ الايراني،التي ارادت ان تعلن من خلاله، بغداد عاصمة للإمبراطورية الفارسية ، وان الحرس الثوري الايراني اصبح عشرة ملايين في العراق وسوريا ولبنان واليمن ، وان ضرورة وحدة ايران والعراق وسورية ، وان العراق ارض ايرانية وغيرها من التصريحات والأحلام الايرانية ، كل هذا قبل ان تقوم الاستراتيجية الامريكية، وإدارة اوباما بإعطاء الضوء الاخضر والدعم ،للمملكة العربية السعودية في اعلانها عاصفة الحزم بقيادتها ،وبتحالف عربي لوضع حد لاستهتار الميليشيات الحوثية التابعة لإيران مع قوات المخلوع علي عبد الله صالح ،والتي قامت بالانقضاض على الشرعية في اليمن لإعلانها جمهورية اسلامية ترتبط بالمرشد الخامنئي، وما التصريحات الايرانية والتسليح الايراني الغير مسبوق لليمن بكل انواع الاسلحة والصواريخ الا دليل على ان المعركة هناك عربية ايرانية ، وكانت شحنات الاسلحة الايرانية بالبواخر والطائرات لا تتوقف على الحوثيين وصالح، حتى جاءت عاصفة الحزم العربية لتقضي على احلام خامنئي في اليمن الى الابد ،في ظل ترحيب دولي ومشاركة عربية وموافقة وغضب مجلس الامن ضد الحوثيين ومع الشرعية وهكذا الامر في لبنان وسوريا ، في هذا الوقت كانت الميليشيات الايرانية وتنظيم داعش ينفذان اكبر جريمة في التاريخ وهي قتل وتهجير مئات الالوف من العراقيين في معاركة وسيطرة على مدن واقضيه ونواح عراقية ، منها الموصل والانبار وصلاح الدين ، مع صمت امريكي مريع، بل ودعم خفي لداعش والميليشيات ، لإنهاكهما معا ، اما العملية السياسية فمن سيء الى اسوء، وحكومة العبادي المحسوبة على ادارة اوباما، لا على ايران ولو ظاهريا، فهي غارقة في الفساد والازمات والصراعات والفشل ، وتحتاج الى رصاصة الرحمة لترحيلها الى الآخرة، في خضم هذا الفشل الذي تقف وراءه امريكا متقصدة بإستراتيجيتها المنظمة لتدمير كل شيء في العراق، واعادة انشاؤه وتعميره وتشكيله ،كما تريد وعلى مقاسها الامريكي، بعد فشل تجربة الغزو والاحتلال ، وتسليم العراق لإيران وميليشياتها ،والذي فتح على امريكا واوروبا ابواب الجحيم الى جهنم ، بظهور خطر وتهديد تنظيم داعش ، فصار العدو عدوين لامريكا،بعد ان اصبحا قوة وخطرا على امريكا ومصالحها في العراق وسوريا ،بعد دعمهما وتقويتهما ، اليوم تعود ادارة اوباما الى رشدها ، لتقوم بتصحيح مسارها في العراق،الذي بدأته يوم احتلال وعدوان المجرم بوش على العراق ،فبدأت ادارة اوباما قبل سنة باعتذارها واعترافها بخطأ ازاحة الرئيس الراحل صدام حسين ونظامه الوطني عن الحكم ، وتبعه مدير المخابرات السابق ووزير الدفاع الحالي والسابق ورهط كبيرمن ادارة بوش واوباما وقادة اوربيين منهم المجرم توني بلير رئيس وزراء بريطانيا واحد رموز ومحرضي احتلال العراق، وإقناع بوش لإسقاط نظام الحكم ، لذلك لا نستغرب ان تقرر ادارة اوباما اعادة احتلال العراق ،على شكل انقاذه من داعش والميليشيات، وها هي طلائع قواته ملأت القواعد الجوية العراقية في قاعدة الحبانية وسبايكر وبلد وبغداد والتاجي والحرية وغيرها،في ظل معطيات ودلائل لا تخطيء المتابع، صمت مطبق للاحزاب وقادة الميليشيات، وصمت حكومي واضح واستدعاء ادارة اوباما لرئيس مجلس النواب سليم الجبوري وبقاؤه لأسبوع كامل هناك دون دعاية إعلامية وتراجع مرجعية النجف عن التصريحات والخطب السياسية وإعلان ذلك صراحة، مما يؤكد ان حدثا كبيرا سيحدث قريبا جدا، المعارك تسير امريكيا وبإشراف مستشارين امريكان ،بعيدا عن الحشد الشعبي ، وهرطقة قادته وهمبلاتهم ،اخرس الجميع ،امام التحولات الامريكية ، معركة الانبار اشرفت على نهايتها دون جعجعة اعلامية لوزارة الدفاع والميليشيات، ومعركة الموصل على الابواب ،والتحضيرات لها وصلت ذروتها ، وقال لي قبل يومين قائد الحشد الوطني في نينوى اثيل النجيفي ،(ان الحشد على اتم الاستعداد لخوض المعركة بعد ان اكتملت كل التحضيرات لها دون ان تدعمنا حكومة المركز وكله بجهد ذاتي )، وان العمليات العسكرية التي تقوم بها عمليات نينوى والحشد العشائري بالتقدم نحو الموصل ،يؤكد حقيقة واحدة ،ان تنظيم داعش يتقهقر تماما ويندحر في اغلب المعارك تحت غطاء جوي امريكي فاعل ومؤثر ، كما جرى في الانبار، اذن النصر وهزيمة داعش لم تكن عراقية كما تروج حكومة العبادي (رغم التضحيات التي يقدمها الجيش وقوات مكافحة الاجرام ويحسب لها ولكن بإشراف امريكي)، وإنما تسليحا وتخطيطا ودعما جويا متفوقا كانت امريكا وراءه ،اما الحشد الشعبي فاعتقد ان دوره قد انتهى تماما ، وان تخلي المرجعية وايران عنه ،لكثرة الخروقات والجرائم التي اقترفتها الميليشيات التي تقوده ،كما حصل في المقدادية من ابادة جماعية ترقى الى جرائم الحرب ، فان امريكا ابلغت العبادي بضرورة حل الميليشيات التي انشأتها ايران لتنفيذ مآربها وتحقيق مشروعها الكوني الديني، فالتسريبات  الاعلامية لم تأت من فراغ وإنما من مصادرها ،وقضية ازاحة الاحزاب الطائفية الايرانية والوجوه السياسية الفاسدة من معمين وغير معممين ،بات مطلبا ضرورة شعبية ملحة قبل ان تكون رغبة أمريكية وتعرفون ما هتفت به الجماهير في مظاهراتها ،وأسقطت هالة الأصنام والعمائم الفاسدة ،وعرتها امام العراقيين والعالم ،وفضحت نواياها ،بكشف فسادها وجرائمها ، وأسقطتها الى الابد ، وهكذا الميليشيات التي تريد ان تكون دولة ونظام حكم وتسلط مفروض على العراقيين ،واحالة المفسدين والقتلة والمجرمين منهم بعد القاء القبض عليهم ومحاكمتهم علنا على جرائمهم وفسادهم ،وفي المقدمة منهم نوري المالكي وعصابته وحزبه ، وقادة الميليشيات المرتبطين بايران ومخابراتها، ممن يرفعون صور خميني وخامنئي ويأتمرون باوامره ،وهذا ما ستقوم به امريكا الان ولكن بروية وهدوء وحسب القانون ، وتستخدم معهم الحرب الناعمة ، لتقويض دولتهم العميقة ، هذا ما تقوم به ادارة اوباما ، اما ما اعدته لحكومة العبادي ، لإنقاذ العملية  ألأمريكية فقد اعدت ومنذ سنوات حكومة معارضة جلها من العسكريين العراقيين المعارضين الأكفاء وهم في طريقهم الى بغداد، بعد ان تستنفذ ادارة اوباما اجراءاتها مع العبادي ومنها ، تنفيذ اصلاحات واسعة لإبعاد الفاسدين والمتنفذين عن مصادر القرار بتوجيه امريكي ، فقامت ادارة اوباما بالإشراف المباشر لمستشارين مخفيين في كل وزارة هم من يقرر اقصاء الفاسدين والتابعين لإيران من الوزارات ، وستشهد الايام المقبلة تغييرات كبيرة في تغيير ألوزراء حسب التوجيه الامريكي تمهيدا للتغيير الكبير ، وسط اعلان افلاس حكومي واسع، ينذر بسقوط مريع وسريع لحكومة العبادي،ابتدأ بالتقشف وتقيل الرواتب والضرائب وبيع املاك الدولة وخصخصة الشركات والمعامل على قلتها، وقطع رواتب شرائح المتقاعدين والموظفين ، ورواتب محافظات بأكملها مثل نينوى والانبار ، ورغم كل هذا لم يشفع لها الخراب الكبير والفساد الأكبر الذي اصبح معلما عالميا بارزا ان العراق افسد عشرة دول في العالم، وسط انهيار مؤسساتي واسع لكل وزارات ومؤسسات ومرافق الدولة ، لذلك تستغل هذا ادارة اوباما ،لتقوم بواجبها وتصحح أخطائها وتكفر عن فشلها وتدميرها للعراق، بالتخلص من كان وراء هذا الخراب والفساد والقتل والتهجير ، اذن ادارة اوباما تحضر لزلزال سياسي وعسكري واسع في العراق ،الهدف منه تصحيح مسار فشلها، ومحاولة انقاذ ما يمكن إنقاذه وتجنيب العراق المزيد من الانهيار والدمار ، فتعمل بوتيرة سريعة نحو فدرلة العراق وتقسيمه طائفيا الى دويلات طائفية سنية وشيعية وكردية(ولا اعلم اين سيذهب المسيحيون والايزيديون والتركمان والشبك وووو،وتطبيق مشروع بايدن ، بعد ان تنهي تواجد تنظيم داعش والميليشيات الايرانية،وهذا ما تعمل عليه ادارة اوباما ،ولكن السؤال الاكثر الحاحا الان ، لماذا هذا الصمت الايراني ، لكل ما تقوم به امريكا من اقصاء وإنهاء الدور الايراني ، بعد ان كانت تمسك بقبضة من حديد الاوضاع العسكرية والسياسية في العراق، الجواب ان فشل التحالف الرباعي الروسي الايراني السوري، والانقلاب الروسي على ايران في سوريا وتفردها وهيمنة قرارها ، والخسائر الايرانية في عدد الجنرالات القتلى في حلب وخسائرها في اكثر من جبهة هناك، جعل من تواجدها في العراق مسألة وقت أمريكيا خاصة بعد فضيحة حرق السفارة السعودية وقنصليتها واعتذار خامنئي ،وهذا مؤشر كبير على انتهاء دورها اقليميا ، اذن لكي نقرأ المشهد العراقي صحيحا ، ونحن نراقب التحولات الامريكية المتسارعة ، علينا انتظار ما تحققه امريكا في معركة الموصل التي قالت انها الحاسمة والتي ستقرر مصيرها في العراق ضد داعش،ولا نوغل في تفاؤل غير محسوب، ونصدق الاشاعات والأقاويل والتسريبات على اهميتها وصدق بعضها، نقول بكل تأكيد ان الزلزال الامريكي قادم ومتحقق طال الوقت ام قصر وإدارة اوباما جادة بإعلانه ليس (لسواد عيوننا)، ولكن لان مشروعها وسمعتها ومصالحها مهددة الى الابد بدون ،حكومة عراقية وطنية غير خاضعة للنفوذ الإيراني او خاضعة لنفوذ وحكم داعش ، لهذا اعتقد ان وقت الزلزال الامريكي ليس ببعيد،ويمكن مشاهدة برقه في المنطقة الخضراء،على شكل هروب وزراء او شخصيات فاسدة او قرارات اصلاحية لا تغني ولا تسمن ، ولا قيمة لها ، ولا يعترف بها احد ممن في العملية السياسية او يحترمها ،مثل تمسك نوري المالكي بمنصب نائب رئيس الجمهورية وبقاء المفتشين العامين في الوزارات والدوائر رغم الغاؤهم وإقالتهم ، انها حكومة الفوضى ، التي لا فوضى بعدها، لهذا ننتظر الزلزال الامريكي ليكون كلمة الفصل … ورب سائل يسألني هل تصدق حدوث هذا الزلزال اقول له نعم بكل تأكيد ، لسبب بسيط هو ان امريكا غسلت يدها من حكومة العبادي وأحزابها ……