18 ديسمبر، 2024 7:46 م

لماذا اكتب عن الزلزال؟

لم يخطر ببالي أن اكتب عن الزلزال وقد كتب كل من يرى ما يرى فمنهم من اعتبره عقوبة، ومنهم من اعتبره إنقاذ،ومنهم اعتبره غسل للخطايا، ومنهم من اعتبره تدمير لا يحتاج إلى دبابات وما بين كل هؤلاء مشترك وهو الراي الذي ينطلق من مفهوم كأي مفهوم آخر من السرديات التي تنسب للدين والقدرة واعتبار رفض هذا التقييم إنما اعتداء على القدرة الإلهية، أو الكراهية المنحدرة بالقيمة الآدميةوهذا لعمري أثار نوعا من الأسى عندي لكن ما دفعني للكتابة هو صورة لفتاة تحمي راس أخيها وتبتسم لفريق الإنقاذ، عندها كان لزاما أن نكتب في هذا الموضوع وهو يبين الأمل مع الألم، وما مطلوب استخلاصه.

ليس من امر بغير إرادة الله فهذا محسوم أمره ولكنه ليس قرارا آنيا أو يا زلزال اضرب هنا بل خلق الله كل شيء بنظام وقوانين ولكل مخلوق ماهيته، هو حي وان بدى جامدا لكنه يخضع لماهيته ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ   11 فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ.

هي حية في ماهيتها تخضع لقضائه بان تكون السماواتالسبع والأرضين السبع وجعل السماء الدنيا مميزة بزينتها وهي حيث نحن ولم نتمكن علميا لحد الآن من الوصول إلى نهاياتها.

إذن هنالك قضاء للأرض وقوانين موضوعة ثابتة وسنن للحياة، هنالك ارض تتكون من طبقات أرضية وصفائح متعددة ، تتكون من لب وسائل عازل وقشرة أرضية، الكل في حركة ودوران، ومن التقارير أن اللب الأرضي توقف عن الدوران منذ مدة في العقد الماضي، وقد يتحرك بالاتجاه المعاكس في المستقبل، وربما ما حصل هو تململ لحركته من جديد سواء باتجاه حركة القشرة أو عكسها، لا احد يمكن أن يجزم مالذي سيحصل فعلا إن عاود اللب الحركة باتجاه معاكس لحركته السابقة، وتأثير ذلك على الأقطاب المغناطيسية، والتي توجد دراسة أنها انحرفت فعلا عشر درجات عند حصول تسونامي اليابان، هذا كله ضمن قوانين الأرض والسنن، ولا يتغير لوحده ومن ذاته فهو ضمن ماهية الأرض، فما يحصل هو جزء من حركة الحياة كابتسامة الطفلة عند حضور أغراب لإنقاذها واخيها.

ماذا ينبغي أن يكون رد الفعل:

1. اليوم تتركز جهود على الإنقاذ ومن يمكن إنقاذه وهذا امر إنساني لابد منه ومن واجب الإنسان للحفاظ على النسل والبشر والروابط الإنسانية والاجتماعية والا بقينا كقطيع الإيل لا يهتم لمن كان من قطيعه ويموت خنقا بأنياب الضواري أو الوحوش، وان تعويض هذه الناس بسكن كما فعلت قطر بإرسال بيوت جاهزة وهو الحل الأسلم حاليا مع الأجواء الباردة والثلوج.
2. لابد من تنقل سريع على المنشآت وفحصها ليس بالنظر وإنما بأجهزة السونار خصوصا السدود التيلها أولوية إن كانت في طريقها للامتلاء لأنها حتما ستتجه للسقوط والانهيار إن حصل ما يؤثر على استقرارها أو يسمح لمرور المياه من داخلها أو شقوق قابلة للتطور كذلك الأبراج السكنية القريبة من أبراجسقطت أو في المنطقة.
3. واضح جدا أننا نستقبل تغييرا ما لم يحصل في التاريخ المنظور في منطقتنا، لهذا لابد من إعادة النظر في التعليم وفهم معنى الدراسات، والتعمق في دراسات البيئة والصيانة للمنشآت وعوامل السلامة عند إقامة الأبنية والمنشآت لتواجه هكذا حالات ليست محض هزات أرضية بل زلزالية تؤدي إلى تشققات في التربة وهذا يعني تبني نظام الأعمدة لأعماق تدرس أطوالها داخل الأرض وصب أسس كأرضية تقام عليها الأبراج السكنية لا تعتمد على تراص التربية حتى أعماق مدروسة وتزويدها بلدائن أو مطاط يمتص الحركة العنيفة.
4. إنشاء مراكز دراسات للنظر بصيغة تعاونية بين بلدان المنطقة ومشاريعها التي لم تعد أمرا سياديا وإنما يؤثر عطبها على غيرها مثل السدود وانهيارها فقد يغرق بلادا ويقتل أعدادا لا تحصى من الناس
5. اتباع نظام فضاءات التكامل في إدارة الموارد كلها ومنها الموارد المائية.
6. تكوين منظومة تتعاون في إدارة المصالح بين الدول المتجاورة تنسق الأمور بأولوية أكبر من شكليات السيادة على الحدود السياسية للحكومات.