19 ديسمبر، 2024 1:03 ص

الزعيم وثقافة الاتباع – قراءة في ملابسات تنحي قصي السهيل

الزعيم وثقافة الاتباع – قراءة في ملابسات تنحي قصي السهيل

في خضم كفاحة لتاسيس قاعدة جماهيرية عريضة لتياره لطالما فكر سماحة السيد  الشهيد “محمد صادق الصدر ” بموضوعة تثقفيف كوادره وتحسين افقهم المعرفي اتجاه حركة نهضته التصحيحية الذي تمثلت بفكره ورؤيته لمستقبل العراق … واول ما كان بامس الحاجة هو  تنمية وزيادة ثقافة اتباعه لاستيعاب مشروعهم العقائدي والفكري بشكل عام وهو يخوض معترك الدخول في العملية السياسية وحاجته الى الاعتماد على عناصر تشكل قيادة التيار ومسك مفاصله الاساسية
 ولكونه انطلق من حواضن شعبية اعطت ولاءها للتيار باطار عاطفي  وجدت في مشروع وفكر السيد الشهيد “محمد صادق الصدر” خير معبر عن تطلعاتها ويحاكى ويتناغم مع محرومياتها الاجتماعية التي تسبب نظام صدام في زيادة نسبة حيفها وحرمانها، الا انها ظلت غير قادرة عن التعبيرعن اوجاعها  وتفتقر قدرة التاقلم مع العمل الحركي و حس العمل السياسي الممنهج تطلبت من المرجع الشهيد العمل بجد لوضع خطة منهجية لاعداد اتباعه  فكريا وعقائديا. 
لكن هذا المنطلق تعثر الى حد كبير بعد ان طالت يد الغدر للسلطة الصدامية الجائرة روح الشهيد وأغتالت وشردت اتباعه  الا ان النفر من خلص اتباع الشهيد ومن الخط المعتدل والواعي في مكتبه  تواروا عن الانظار ليجد نجله السيد مقتدى الصدر نفسه محاطا بثلة من الرجال المتعاطفين مع فكر والده من غير هظمه بشكل عقائدي او حركي الا ما ندر منهم من تلامذة السيد الشهيد الذين تم استبعادهم تدريجيا من قبل عناصر طفيلية استحوذت على مناصب قريبة في مكتب السيد واستطاعت ان تتحكم بتوجيه ارادته الوجه المقصودة  وتحكمت ولا تزال في قراراته المصيرية .
 وكانوا هم البوابة التي سهلت دخول مجموعة من الساسة النفعيين تم تجميعهم من كل حدب وصوب التصقوا زيفا بفكر التيار و طفحوا على واجهته الاعلامية بعد ان تبوؤا مناصب  رفيعة ما كانو يحلمون قبلها يوما ان يكون لهم شرف مقابلة السيد الشهيد الاب ، الا لتقبيل اياديه فقط .
 وهكذا نما وترعع فصيل من الاميين والجهلة التي ابتلى بهم  السيد مقتدى  وبجهالتهم ووصفهم في اكثر خطبه  اثارة بـ”الجهلة”  وكررها عدة مرات ..جهلة …جهلة… جهلة  من دون ان يرعوا
 هذه الشخصيات وللاسف استطاعت وبشيء من التزلف والتملق ان تستحوذ على لب سماحة السيد مقتدى وتكسب رضاه ليستحوذوا على الصف الاول من كوادره في السلطة التشريعية والتنفيذية فتحول التيار الى خليط عجيب من النفعين والمنافقين والمتسلقين والوصوليين الذين ادركوا اللعبة وشروطها فوضعوا الولاء المطلق لسماحة السيد عنوانا لاخلاصهم  واسبغوا عليه تسميات ما كان الرجل يدفعهم اليها  حتى وصلت الى وصفه بـ”بالمولى المقدس” وهي المرءة التي تجرأ باطلاقها احد المنافقين بحق الشهيد “محمد صادق الصدر” بحضورنا  فما كان منه الا ان لكزه بعصاه طالبا منه الاستغفار …
 الا ان الاتباع الجدد  لم يمتفوا بذلك بل راحوا يؤلبون العداء بين السيد”مقتدى”وبين الاطراف الاخرى من قيادات الحركات والاحزاب الاسلامية وخاصة ” المالكي” ولم يتركوا فرصة للتقارب بين الرجلين الا واجهظوها من اجل حضورهم الاعلامي الذي لم يضهروا فيه يوما الا من خلال عدائهم للرجل  وصار هو ديدنهم في كل صغيرة وكبيرة حتى بات الكثير من الاعلاميين يتهكمونهم بالسؤال ماذا لو انتهى الخلاف بين الرجلين ؟ حتما سيتوارى هؤلاء عن الانظار لعدم وجود موضوع يشغلون  الراي العام به بعد  صفاء الاجواء مع المالكي !!!   
 باستثناء قلة من كوادر التيار الذين امنوا بصدق بنهج مسيرة السيد الشهيد محمد صادق الصدر وامنوا بفكره الاصلاحي الا ان هؤلاء وللاسف “وانا احد ضحاياهم” اصدموا بجدران النفعيين المتشددين والمستحوذين على قرار السيد مقتدى  وغير قادرين على الانسجام معه في منهج عمل واضح فاصبحوا مهمشين لاتترك لهم سوى خيارات التنفيذ الاجباري للاوامر ينفذوها مكرهين والا فان الكثير من رسائل التهديد والوعيد تأتيهم من صف الاول وكان اخرها هو تحجيم وتشويه صورة السيد الدكتور “قصي السهيل” الذي عرف من بين قادة التيار وجميع القوى السياسية في الساحة العراقية بعتداله ووسطيته وحنكته وحسن تصرفه وعكس الصورة الصحيحة لمستوى قادة التيار لكنه لم يوفق بالانسجام مع مخططات النفعيين في التيار الذين تمكنوا من ان يؤلبوا السيد مقتدى الصدر ضده وصاروا يهددوه ويقرعوه  وينذروه …حتى دفعت ممارساتهم، الرجل مكرها لتقديم استقالته مؤخرا من منصب نائب رئيس البرلمان .
  وعكس هذا الاعتدال ومن بين اشد الشخصيات  اثارة للجدل في التيار هي النائبة  السيدة “مها الدوري”  فعلى الرغم من ضبابية المرحلة التي تسلقت بها الى التيار وخلفيته الا انها لم تستطع ان تخفي والى النهاية بعض من معالم حياة اسرتها الخاصة وخاصة مسيرة والدها الذي قضى وطرا في خدمة النظام السابق ضابطا في جيشة ناهيك عن  كذبة  وخدعة انتمائها للمذهب من اب مخالف ، ولا يختلف اثنان على ذلك …..
 هذه الشخصية النسوية ومنذ ان قدمت الى البرلمان بفعل دعم التزوير الذي يعترف به علنا ابناء التيار قبل غيرهم صارت من اكثر الشخصيات  شهرة في ظهورها الاعلامي المثير للجدل ، فهي عرفت بأجادة فن  الزعيق والتلفيق  والافتراء والكذب على الاخرين و الذي حرضت فيه الشارع ضد “المالكي” وضد ابناء طائفتها وراحت تغازل وتتملق لاعدائهم ومناوئيهم وفي كل مرة كانت تفشل فيها  ولا ترعوي فتصر على التمادى في الظهوربجولة جديدة من خواء افعالها  وتدس انفها في ملفات ومواضيع بائسة وهزيلة لم تجلب للتيار ولا لسمعته  ولا لزعيمه سوى  الانتقاد والردود  السلبية التي تتحول لصالح من تتنتقدهم  فتتوارى عن الانظار منذ ان  فشلت في  نظالها المحموم في مؤامرة “سحب الثقة” الذي خرج فيها ” المالكي” منتصرا ضد جوقته واخرها تفكيك تحالفها مع زمرة البعثيين عبرشاشة البغدادية التي صار”الخشلوك” فيها المثل الاعلى لاعلام الصدريين  وما كنا نامل يوما ان نشتهد رؤية السيد القائد مقتدى وهو يقلد كادرها فيها درع الابداع !! وهو دليل واضح واكيد على مرامي ونوايا النفعيين المقربين منه والذين اقنعوه بمثالية  توجه قناة البغدادية من دون ان يعطوه تاريخ صاحبها “الخشلوك” وخلفيته البعثية التي خدم فيها النظام وكان ولا يزال يدير اموال ابن الطاغية عندما كان شريكا وسمسارا معه في احتكار تجارة السكائر التي لازال يتحكم فيها في العراق الى يومنا هذا  !!
وهو اليوم رجل التيار المزكى يعمل على مساعدته في صفقات تجارية ارضها لبنان لتوظيف اموال التيار وانشاء فضائية ” الاضواء ” ستبث عن قريب باشراف بعثي ومطعمة اداريا بادخال رموز مثقفة عراقية مخلصة سيكون وجودها في هذه القناة وصمة عار على تاريخهم المشرف بعد ان يكتشفون ان المحرك الاساس لهم هو فكر وسياسة “الخشلوك” بامتياز
وسيكون للنائبة “مهى الدوري” سبق الظهور فيها على الهواء مباشرة  وستكون من اكثرها نجومها ضهورا …. لتشنف اذهان المشاهد العراقي وتزكم انوفه بسيل من الاباطيل والكذب ولغة الجهل التي تلفق من خلالها ما تشاء ،على غرار ما فاجئتنا به من زوبعة كان لها الاثر الواضح على سمعة التيار في اوساط المرجعية  وشريحة المثقفين .
 ففي اخر خرافاتها المعلوماتية كشفت بوضح عن حجم تخلفها وجهلها بابسط معايير المعلومات البسيط عن تراث  وحضارة بلدها فراحت تشن حملة اضحكت عليها الجهال والمتعلمين عندما اقامت الدنيا ولم تقعدها  متهمة مكاتب المراجع بالسكوت على  حكومة “المالكي” لسماحه استخدام نجمة اعتقدتها رمزا من رموز الصهيونية  والماسونية والعبرية  مدعية ان النجمة السداسية التي تستخدم في الزخرفة الاسلامية والتي عرفت في الحضارة البابلية والسومرية هي نجمة اسرائلية !!!! متهمة المرجعية  باستخدامها  بالجوامع واضرحة اهل البيت المقدسة وراحت تعطي انطباعا سمجا على ولاء المرجعية وحكومة المالكي لثقافة اسرائيل لانهم سمحوا باستخدام نجمة يهودية!
باي  ساسة جهال نحن نساس ؟ وباي عقلية  افراد يدير السيد القائد تياره ؟
هذه النائبة الجهبذ كشفت  ثقافتها الموسوعية اكتشافا لم تتمكن كل سنوات الحضارة الانسانية وجهود ثلة من العلماء والباحثين والمراجع والمؤرخين  العظام  ومدونوا التاريخ من اكتشافها لتظهر علينا بنبوغها الفريد !
 سحقا لبلد فيه ساسة بهذا المستوى  وحقا نطقها صدقا  بحق اتباعه عندما نعتهم سماحة السيد مقتدى في اكثر خطبه اثارة في جامع الكوفة ” بـ الجهلة جهلة جهلة” يوم كانو لا يصغون الى ارشاداته ويكتفون فقط بلغط التهليل والهتافات ،فحقا هم كذلك طالما كانوا على شاكلة الدكتورة الجاهلة  مها الدوري ممن سيكون على شاكلتها من قيادي التيار النفعيين معالم انهيار خط  التيار الصدري  مالم يتعضو بالحكمة ” جَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ لِئَلاَّ يَكُونَ حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ “ولنتذكر قولة سيد البلغاء الامام علي عليه السلام ”  قطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل” والحكيم من اتعض .

* عضو في التيار الصدري