A/ على مدى السنوات القلائل الماضية نلاحظ جميعاً او معظمنا النشر والأنتشار شبه المتدرج وبطرقٍ عفويةٍ او سواها لصورٍ ومشاهد لشهيدات وشهداء العائلة المالكة في وسائل التواصل الأجتماعي , ويتصدّرها مواقف وحكايا ومقاطع من فترة حكم الباشا نوري السعيد ” رئيساً للوزارة ل 14 مرّة ” ’ ممّا كانت مخفية او مبعدة عن رؤى الجمهور ولعدة اجيال , والتي استطاعت من تغيير اتجاهات الرأي العام وتغيير النظرة الثورية الزائفة بحقّ الباشا وسواه من كبار ساسة العهد الملكي والذين لا ينتمون للعائلة المالكة , وذلك عبر حركة 14 تموزوالرئيس الراحل عبد الكريم قاسم , وكذلك انظمة الحكم التي اعقبته .. وعلى الرغم من أنّ التأريخ والتوقيت ليسا مناسبين للتعرّض عن تلك الحقبة الأنتقالية من الملكية الى الجمهورية ومداخلاتها , وبالأضافة الى العشرات من الكتب والمقالات والدراسات بذلك الخصوص , فما اثارني لإعادة الكتابة من زاويةٍ محددة ” الآن ” هو رأيٌ او وجهة نظرٍ حديثة وخاصة للمؤرخ د. سيار الجميل حول النهاية التي انتهى بها قاسم , فقد عبّر المؤرّخ عن دهشته واستغرابه عن الأستسلام المُذل لقاسم أمام ثوّار او ضباط 8 شباط وكيف خلعوا عنه رتبته العسكرية وتعرّضه لبعض الأهانات في مدخل اذاعة بغداد قبل اعدامه , ويتساءل د. الجميل لماذا لم يواصل قاسم المقاومة داخل اروقة وزارة الدفاع حتى ولو بمفرده او مع مجموعته الذين اُعدموا معه, وبذلك يجعل نهايته نهاية الأبطال ويكون قد حافظ على هيبته وشخصيته العسكرية المتميزة بكلّ شموخ .! < انتهت الفقرة >
B \ على الرغم من مرور نحو 60 عاماً على حركة 14 تموز 1958 , إلاّ أنّ الكثيرين جداً ومن مختلف الأجيال والفئات العمرية التي اعقبت تلك الفترة , فأنهم لا يدركون الضرورات الحتمية التي دعت الى القضاء والتخلّص من نظام حكم قاسم , فالى جانب تمرّده على توجهات رفاقه من الضباط الأحرار ووقوفه بالضد من التيار القومي – العربي السائد آنذاك في العراق والوطن العربي , وبجانب تأسيس الزعيم قاسم لثقافة الدم والأعدامات ومنحه الضوء الأخضر الساطع لأول ميليشيا مسلحة ” المقاومة الشعبية ” , لكنّ الواقع الستراتيجي كان اكبر من ذلك , فكافة جنرالات الجيش العراقي آنذاك وبمن فيهم جنرالات العهد الملكي السابق , وكذلك عموم هيأة الأركان العراقية وقادة الفرق والألوية إستبقوا النظر وادركوا أبعاد البُعد الزمني للأستنزاف العسكري والكارثة الستراتيجية التي تسبب بها قاسم للجيش العراقي عبر إعادته للملاّ مصطفى البرزاني وطاقمه من منفاه في موسكو , واستضافته ببذخ في بغداد , ليعود الملاّ بشنّ حرب عصابات انهكت الجيش العراقي لعقودٍ وعهود , بل أنّ العراق يدفع ثمن غلطة قاسم المجنونة او غير المحسوبة الى غاية الآن , وتشعبّت تلك الغلطة او اللطخة الى اقليم وميزانية وبيشمركة تدفع رواتبها الحكومة العراقية , ومنذ ذلك الحين تحديداً وما اعقبه بالتوالي والتوازي فأنّ المؤسسة العسكرية العراقية ” وحتى عبر ضباط الصف القدامى والعريقين ” , فالكل كانوا على إجماعٍ بضرورة أن يدفع قاسم ثمن توريطه للجيش العراقي في معاركٍ غير قابلةٍ للحسم , وهو ما يثلج افئدة القادة الأسرائيليين على الأقل .!
C \ على الرغم ممّا تسبّب به ” السيد الزعيم ” للعراق وللجيش العراقي < وفق ما مختزلاً ومضغوطاً في الفقرة السابقة > , لكنّ قاسم المتهم تأريخياً وانسانياً وعربيا وبتجاوزٍ لشرف العسكرية العراقية في حرمة اطلاق النار على اية نساء ٍ وفتياتٍ وسيما من المستسلمات طوعاً ويرفعن القرآن الكريم على رؤوسهنّ ” من اعضاء العائلة المالكة ” , والذي يؤاخذ على قاسم وعارف عدم اتخاذ خطىً استباقية تحول دون اعدامهن وتصون سمعة العسكرية العراقية , فعبد الكريم قاسم ” ولشدّة غبائه السياسي المفرط ” , لم يحاول ولم يفكّر ولم تخالج افكاره اية افكار ! بأن يحيل النقيب عبد الستار العبوسي ومعه بالدرجة الثانية النقيب عبد الحميد السراج والملازم اول ” كاكا مصطفى ” الذين امطروا العائلة المالكة بالرصاص صلياً , الى القضاء او الحكم عليهم بالأعدام < وما اسهل الأعدامات عند قاسم > , كي يُبعِد عن نفسه تهمة وجريمة اعدام النساء والملك والوصي , وكذلك خادمات وسواق وحشم القصر .! وهنا ومن زاوية نظر يتأتّى قُصر وضعف وحتى انعدام النظر السياسي وغير السياسي .!
يؤسفني الطيبة المفرطة والمسرفة للكثير من المواطنين الفضلاء الذين ما برحوا يعتبرون عبد الكريم قاسم من أهم الرموز الوطنية .! , واستثني من هؤلاء كافة منتسبي الحزب الشيوعي العراقي وبمختلف اجنحته , والذين فشلوا في استغلال او استثمار كلّ الفرص التي اتيحت اليهم , وحتى بمواجهة تطرف احزاب الأسلام السياسي , فعلامَ بقاؤهم ! حلّ وانحلال الشيوعية في موسكو , فهل نخب رحيل الرفيق الشهيد لينين .!