23 ديسمبر، 2024 5:48 ص

لم يكن ابي الراحل سوى عامل بسيط اذ كانت له مقهى يرتزق منها ويكد علينا منها وان روادها كانوا من عمال السفن واللنجات التي ترسو في منطقة الدوكيارد في العشار
وحين كان يشعر بعدم تمكنه من تشغيل العمال في ادارة المقهى كان يأخذنا انا واخوتي الاكبر مني واولاد عمتي وخالتي لمساعدته وتخفيف الاجور علية بغية صرفها على البيت المكون من اكثر من عشرين شخصا ورغم ذلك كنا نحن (العمال)طلبة تتفاوت اوقات دراستنا في المدارس وحسب المراحل الدراسية وكنت انا الاصغر (المدلل)طالبا في الابتدائية
مع وعي المحدد كان يلفت نظري شغف والدي ورواد مقهانا بحب الزعيم حتى انتقل هذا الحب الينا نحن (نقابة عمال المقهى)
وفي زاوية منها ينتصب راديو فيلبس يذيع خطب الزعيم ونشاطه اليومي واحلى وتحقيق المكاسب بداً من انشاء المعامل وبناء الدور وتوزيع الاراضي وقوانين النفط ومقارعة البريطانيين وقانون الاحوال الشخصية وغيرها من المنجزات الماثلة الان امام انظار قادتنا(الاشاوس)اصحاب الدين والمذهب المتاجرين بالوطن الذي يأن من الموت والفساد والضياع
امام كل ذلك اقول ان الشمس لا تحجب بغربال فالزعيم عبدالكريم قاسم (فلتة)عراقية قتلته ايادي اثمة تشبثت بالدين الشيعي والسني والقومي والعروبي البعثي والناصري والاقطاعي حيث لن يروق لهم انسان ليس له جيب يضم فية سرقات مال الشعب او خزينة يكنز بها الاموال او دور فارهة تشيد من مال الشعب انه فخر النزاهة وهذا هو طريق الزهد طريق الامام علي وابو ذر الغفاري وليس طريق الحالمين بالدور الفارهة والفلل المطله على شطأن دول الغير
مات الزعيم ومات محبوه ومات ابي الذي ترك صور الزعيم مع وصفي طاهر وماجد محمد امين مغطاة بصور الامام علي اكتشفتها حين رحل والدي وباع المقهى مقهى الطيبين الشرفاء الاتقياء الذين كان الوفاء للعراق يعلو جباهم قائلين رحم الله زعيمنا المفدى وعاشت ثورة ١٤تموز المجيدة.