هل سمعتم بسجن الزعفرانية الكبير؟،أنها حقيقة لاخيال، واقع لاافتراض، فالزعفرانية مدينة بملامح معتقل ، أو معتقل بمواصفات مدينة قولوا ماشئتم، المهم أنها من دون أدنى شك تناغم معتقل غونتانمو أو ابو غريب أو بوكا ويصح القول أنها تجمع مواصفات كل هذه السجون ،فلايختلف حال اهالي الزعفرانية كثيرا عن نزلاء السجون الا انهم لايلبسون البدلات الوردية سيئة السمعة والصيت والفرق البسيط أن هذه المدينة بلا قضبان، لكنها سجن برأسين (الرشيد – الرستمية)
مشكلة الزعفرانية ان جمهورها لايأتلف امام القضايا الرئيسة ليشكل قوة ضاغطة باتجاه فك السجن الرسمي المفروض عليه فضلا عن هجران ابنائها الذين يحالفهم الحظ ليصبحوا مسؤولين كبار في الدولة وعلى مقربة من اصحاب القرار .
الحلول ليست معقدة ولامستحيلة ولاخارجة عن المألوف،ولكن تتطلب جهوداً أهلية من قبل الاهالي سواء كانوا مواطنين أم مسؤولين، تقول احصائيات المرور أن اكثر من 750 ألف سيارة تغادر الزعفرانية صباحاً متجهة إلى مركز بغداد عبر منفذ يتم هو منفذ معسكر الرشيد الذي ابتلنا الله به .
إن السبات الذي ينعم به بعض غالبية اعضاء المجلس البلدي وكذلك عجز الوجهاء والشيوخ لمعالجة هذه الأزمة الازلية تستدعي النظر برؤية اخرى نحو مطالبة الجهات الحكومية (الخدمية والامنية ) بافتتاح اكثر من منفذ للزعفرانية يوازي أهميتها الاقتصادية والصناعية والتعليمية.
لاتنفع الدعوات الرقمية عبر الفيسبوك والانتقادات والحديث في المقاهي والاسواق وعلامات الانزاعج من طريق معسكر الرشيد مالم يرافق ذلك جهودا عملية على ارض الواقع تنطلق بمطالبة الجهات الحكومية وضرورة فتح منافذ جديدة وتوسيع شارع الرستمية وتنتهي بتظاهرة كبيرة لاهالي الزعفرانية يفترض أن تستغل انتخابياً لاي جهة كانت.
يراهن مرشحون يطمعون بكرسي نيابي في البرلمان على اصوات اهالي الزعفرانية في الانتخابات المقبلة، ويسطرون الوعود تلو الوعود ، بلا نتائج ملموسة، المشكلة ذاتها والازمة باقية على حالها من دون حل لاجل غير مسمى.
المرحلة تتطلب تفعيل دور الجماهير الزعفرانية للمطالبة بحقوقها بعيدا عن الاعتماد على بعض الوجهاء الذين يفضلون مطالبهم الخاصة على مطالبهم العامة عند لقاءهم باصحاب القرار الحكومي .
عشرة سنوات وفيلم ازدحام معسكر الرشيد الممل لم يتوقف ونحن ننظر فقط ولانحرك ساكن ،والزعفرانية في كل يوم تتحول إلى سجن كبير لكنه بلا قضبان .