18 ديسمبر، 2024 5:02 م

الزعامة العربية بين الامس واليوم

الزعامة العربية بين الامس واليوم

لم يك حديثي هذا نقدا لقائد هذا البلد العربي أو تحديا لذلك الزعيم الأبي ، إنما أردت منه أن أذكر الأجيال بما كانت عليه الحال ابان حكم بو مدين أو زعامة جمال ، أو ثورة فيصل وسلاح نفطه الفعال ، وقاسم عندما ساعد في إنشاء منظمة للفلسطينيين الابطال ، أو حديث عن هبة الشعوب من خلفهم طلبا للقتال ، فقد كانت إسرائيل تخشى ردود الأفعال ، وكان لفتح قبل حماس صولات قادها عرفات ، وحروب العرب مع إسرائيل لم تعد ذكريات ، أنها تاريخ سجلته الموسوعات ، تارة في باب الخسارة وتارة في خانة الانتصارات ، لكنها أفعال زعامة الخمسينات والستينات والسبعينات ، وأناس تلك الحقبات شعوبا لا تمل الاستنكار والتظاهرات وتطالب بالالتحاق بالساحات .
 أننا لا نبخس زعامات اليوم ما يصدر عنها من مواقف وتصرفات ، لكنها لا تدخل ابدا في باب التحديات ، كما كانت عليه أفعال تلك الهامات ، وان مواقف اليوم لا ترقى حتى خانة التهديدات ، إنما هي ردود أفعال تشجع العدو للمضي في التخريب والقتال ، أو تهديم المساكن على رؤوس النساء والأطفال ، ورب من يقول لقد تغيرت السياسات والاحوال ، ودخلت عناصر جديدة على المشهد والمأل ، على رسلكم سادتي أصحاب هذه الأقوال ، هل كانت بريطانيا وفرنسا بعيدة عن إسرائيل في عدوان عام 1956 ، هل ننسى جسر امريكا الجوي في عدوان عام .1967، هل فارقت امريكا اسرائيل في حرب اكتوبر عام 1973 ، واليوم رغم قلة مقاومي حماس وبساطة سلاحهم بالقياس إلى سلاح وامكانيات اقوى جيش في المنطقة ، نجد أساطيل امريكا وفرنسا وبريطانيا بوجه مقاومة شعبية ، تحمل المورتر والبندقية ، ما الذي تبدل في سياسة الغرب تجاه حق شعب فلسطين ، السياسة ذات السياسة ، والإسناد لإسرائيل بكل قوة وحماسة ، والمستبدل فقط عندنا نحن العرب في القول وفي السياسة ، مؤتمرات قمة يتبارى فيها القادة والساسة ،  بكل همة ، نشجب ونطلب ، ونرغب ، وندعوا وننستنكر ونقرر تشكيل لجنة للمتابعة وأخرى للمرافعة وثالثة للمقاطعة ، والعدو يفتك بغزة ، ونحن أصحاب المعالي والسمو والجلالة والعزة نطالب بوقف العدوان على شباب الضفة وحدود لبنان وشعب غزة العطشان .
أن التاريخ لا يسير مغمض العينين ، فقد سجل لأولئك الأولين مواقف تملأ الاذن ومقلة العين  ، والأجيال ممتنة لهم على مر السنين ، وتطالب قادة اليوم بمواقف تتخطى السياسة الناعمة واللين ، وإن اسرائيل بحاجة لمن هم مثل السابقين ، رفعة للرأس وشدة في البأس والتلويح بالفأس ولنترك إلى الأبد حالة اليأس……