22 نوفمبر، 2024 10:13 م
Search
Close this search box.

الزعامة السُنيّة بين الولادة الطبيعية والولادات الاصطناعية .. موت سريري وانبعاث من جديد

الزعامة السُنيّة بين الولادة الطبيعية والولادات الاصطناعية .. موت سريري وانبعاث من جديد

ما ان يلوح نجم احدهم الأفق ويتصدر المشهد ماضياً نحو زعامة متفردة حتى ليخفت وهجه وتنحسر شعبيته ثم ليطاح به غير مأسوف عليه .. تلك جدلية الزعامة السنية .
كثيرة هي الأسماء التي تصدرت المشهد السياسي السني وظهرت كقيادة قوية مثلت في مرحلة ما توجه الشارع المنتمية له , حملت بادئ ذي بدئ لواء الحقوق المستلبة , رافعة صوتها ضد الاقصاء والتهميش وعدم التوازن ، ومن ضيزى التوزيع غير العادل للمناصب , فدافعت بهبة مستميتة واستطاعت ان توصل صوتها الى المجتمع الإقليمي والدولي فجرى ان حظيت بمقبولية بالغة من جماهير المكون , فاستقرّت وقُرّت عينا , لكن ما ان بلغت القمة حتى بدت تتدحرج قهقرياً ثم لتجد نفسها شيئا فشيئا خارج اللعبة السياسية , وبعلل شتى منها ” ما كان بتخطيط خارج عن إرادة المكون ( سلطوي شيعي ) , بكيل التهم اللامنطقية لعدد منها , كتهم الإرهاب والتعاون مع مجرمي داعش او اتهام البعض الآخر بالانتماء للبعث الصدامي ” هذا لا يعفي من اثبتت عليه التهم فعليا ” , بعدما وجدوا انهم باتوا يشكلون خطراً محدقاً على كينونة السلطة الحاكمة فهم غير منصاعين وبشكل تام لما رغبته منهم الجارة لتأتي الأوامر لـ ” ولاة الإدارة المحلية العراقية الأمناء على ما استودعوا ” بإقصائهم !! . ومنها ما كان حاملاً لعلة اصابت ذات القيادة السنية بمقتل , تمثلت بسوء الإدارة وسرقة الأموال ففسد وافسد من حوله , فطارده الخزي وهنا لم يعد بالإمكان ان تطرح جماهير المكون الثقة به فلفظته خارج منظومتها السياسية , وثمة غيره من باع شرف انتمائه الوطني والسياسي والمذهبي لينضم الى قافلة العملاء والتابعين حتى لعلا شأنه وتعاظمت قدرته بتعاظم موارد تمويله ( أموال السحت والسرقات ) فسطع نجمه في سماء السياسة وقبل ان تتغير قواعد اللعبة ليقف الان في طابور من يراد بهم الاطاحة من الجهة التي مكنته واوصلته لإحدى الرئاسات الثلاث العليا يشاركها بذات التوجه هذه المرة قيادات وزعامات من أبناء جلدته وشارع سني ناقم عليه الا من حظي منهم بفتاة موائده ” هو حال من تفرعن على أبناء مكونه ونصب لهم الفخاخ بشباك زعامته والتي بحقيقتها لا تعدو غير زعامة مصطنعة ( مرحلية ) ” .

ولادة طبيعية
ان تخرج من رحم المظلومية حاملاً وبشكل باهض معاناة قومك , متصدياً بإرادة وطنية حَقّة للطغاة , رافعاً السلاح بوجه المحتل والعميل , باعداً بأميال عن الفساد , باذخاً من مالك الخاص لمساعدة مواطنيك , ومطالباً وبإلحاح بالحقوق ” عودة النازحين , تعديل قانون العفو , معرفة مصير المغيبين وانصاف ذويهم , غلق ملف هيئة المسائلة والعدالة بانتفاء الضرورة ولاكتمال قاعدة بيانتها ” , ولأنك تمتلك علاقات متميزة مع فرقاءك من السياسيين ولما انت قوي وصاحب قرار بإرادة متفردة , بمعنى انك ولدت زعيماً بولادة الطبيعية غير المشوهة ولك ان تدعي الزعامة وحال قُلّدت بها من قبل أبناء مكونك , فهل هناك اليوم من يحمل تلكم الصفات الباذخة بالقيادة والمحبة دون تسورها بنفاق او خداع ليعتلي صهوة الزعامة بوطنية تشاهد بعين الحقيقية وراسخة بعقول وقلوب العراقيين .. زعامة يفخر بها العراقيون بشتى انتماءاتهم القومية والعقائدية لا السني فحسب .. انها الزعامة الدائمة لا المرحلية كونها هي من طلبته لا هو طالبها .. ؟؟ .

كمراقبين للمشهد السني وجدنا هناك بات ما يشبه الانزياح العفوي الذي غالب الدوغمائية السياسية ” ترويض لقناعات جمهور المكون ممن كان يثق قبل هذا بقيادات أخرى وقبل ان يستقيم تفكيره بوسمه بقناعة جديدة بشخص رئيس تحالف السيادة الشيخ خميس الخنجر , (( لا يستطيع احد ان يتهم الخنجر بتأليب الرأي العام على بقية قيادات ورموز المكون فلا زال الرجل يمضي معهم بعلاقات طيبة سوسها الثقة والمكاشفة )) , لكن مع هذا وجدناه اخذ يأكل من ” أواني غرمائه السياسيين بعد ان اصبح بمقدوره انضاج الفكرة والرأي وقبل اعلان قراره بمطابخهم السياسية لا مطبخه فحسب ” .. خطاه اخذت تزحف بفيوضات ما قلنا عنها بالولادة الطبيعية للزعامة الغارقة بالمقبولية الجماهيرية والطافحة بالفطرة دونما تصنع فالخنجر كما يصفه الاعم الاغلب من أبناء المناطق الغربية بانه ” يعيش مع الجميع بوجه واحد فقط , يكره لبس الأقنعة ولا يستمري المهادنة ولا يستملح الخداع فجملته مفيدة وهدفه واضح ” .

فرق تسد
على الشيخ الخنجر وبقية القيادات السنية ان يعوا ان هناك من يتربص بهم ومن يريد الوقيعة بينهم , وانه حتى يسود لابد وان يفرق جمعهم . أيضا حذاري والضد النوعي فاطلاق الصقور من اقفاصها وبعد تجويعها , هي انما تصبح كواسر تنقض على فرائسها خصوصاً تلك التي أصابها الوهن والعوق ,وليتها تتوقف عند ذلك وحسب , فما نخشاه ان تتمادى الصقور اكثر لتقوم بافتراس اقرانها , فالمنصب ومن ثم المكانة الاجتماعية واخيراً الزعامة , هنَّ من وجهة نظرها فريسة وجب الانقضاض عليها ليخلوا لها وجه صانعها ” اليد التي فتحت لها أبواب القفص ” .

تذكرة
على الصقر الطليق ان يعي ان اليد التي اطلقته باستطاعتها استدراجه لقفصه مرة اخرى واطلاق عقاب اخر ” سجين متعطش هو الاخر للزعامة ” وحال انتهائه من افتراس الزعامة الحقيقية التي وثقت به وقربته وتحالفت معه , بلحاظها هنا لا ينفع قول ” ولات ساعة مندم ” .

 

أحدث المقالات