18 ديسمبر، 2024 9:40 م

الزراعة في ارض قاحلة

الزراعة في ارض قاحلة

الارض الخصبة تستمد خصوبتها من الانهار التي فيها وبقربها  وتستطيع ان تزرع بها ما تشاء من اشجار مثمرة يجني ثمارها الفرد والمجتمع وبسبب هذه الاشجار المثمرة فان  الحشائش والاشواك لا تنبت  فيها

الارض المالحة او البور هي التي لا ماء فيها ولا يمكن ان تزرع بها ما تشاء الا بعد استصلاحها والاستصلاح هو توفير الماء والا الاصرار على الزراعة فيها فان المزروعات تموت ودائما تنبت فيها الاشواك

الى من يوجه نصائح للاخرين ( خطيب ، مفكر ، اعلام ، فيلسوف ) العقول التي تخاطبوهم هم كالارض الخصبة اوالبور،

فمثلما الماء سبب الخصوبة فعندما تتوفر مستلزمات الحياة الضرورية والبسيطة من امان وفرص عمل وتحقيق العدالة بحيث ان الفرد يعيش الامل ويتوقع الجديد مع كل يوم جديد فان العقول تتقبل النصيحة التي توجه له من اتقان التعليمات الالهية والنهوض بالمستوى العلمي المادي والمعنوي وعندما يبدع الفرد في ذلك فان النتائج تكون تصرفات سليمة لعنصر مثقف ترفع من ثقافة المجتمع كالشجرة المثمرة التي ثمرها يستفيد منه الفرد والمجتمع  وهنا على الناصح ان يحسن اختيار النصيحة .

وانعدام الماء هو مثل انعدام فرص العمل وانتشار الفقر والجهل والياس من غدا وعدم تحقيق العدالة بين افراد المجتمع وعدم وجود قانون رادع للمسيء النتيجة يلجا الفرد الى اعمال غير صحيحة لتوفير ما لم توفره له الدولة مثلا اللجوء الى العشيرة والى السلاح لتوفير الامن لنفسه ، اللجوء الى اعمال قد تكون غير شرعية او غير اخلاقية ولا تليق به لتوفير لقمة العيش وقضاء اوقات فراغه بالمقاهي وتناول المحرمات ولعدم قدرته على الزواج يلجا الى الزنا  هذه كالاشواك والادغال والحشائش التي تنبت في الصحراء ، هذه العقول هي كالارض البور فان النصيحة هنا لا تنبت في عقولهم لان في عقولهم غرزت التفاهات .

فمثل هذه العقول هل يصح ان تكون توجيهاتنا الدينية او خطابة الخطيب عن صلاة اول الشهر واعمال منتصف الشهر ؟ فهل يصح ان احذره من جهنم واحثه على الصبر والتحمل وهو يرى بعض الناصحين يركب سيارة اخر موديل وبيته قصر فيقول الفرد عندما لا يشعر بما انا فيه فنصيحته سفاسف .

 فعليكم اولا تهيئة مستلزمات التوعية ومنها تعليم ، فرص عمل ، قانون صارم ، وعلى راسها العدالة حتى تعيش الروح الامل بالمستقبل وتكون العقول قابلة لاستلام النصيحة

المستوى الثقافي في بلدي لا يبشر بخير ويتحمل المسؤولية رجل السلطة ورجل الدين بالاجمال وهمزة الوصل مع المواطن هو الاعلام ، فكيف بالاعلام عندما لا يكون مهني هذا اولا ، وثانيا النصيحة العملية افضل من النصيحة الكلامية وحقيقة هنالك تصرفات يندى لها الجبين .

صورة واحدة من صور بلادي ، الكل يشكون من الدراجات والتكتوكة ، ولا ننكر تهور قيادتها في الشوارع ولكن انظر لها من جانب اخر أليست التكتوكة وسيلة عيش للشباب ؟ من اضطرهم الى ذلك هي الحكومة ، وبالنسبة للدراجات الم تصبح اليوم مصدر معيشة شباب وعوائل من خلال توصيل الطلبات لاصحابها ؟ هؤلاء لجأوا الى العمل بدلا من اللجوء الى الحرام ، وعليه هذه الشريحة كيف يمكن النهوض بها ؟ واعلموا ان اغلبهم لا يقرا ولا يكتب .

الناصحون الان مثلهم مثل الذي يعطي كتابا لأمي ويطلب منه القراءة