19 ديسمبر، 2024 1:18 ص

الزبير عروس البادية مدينة العطاشى

الزبير عروس البادية مدينة العطاشى

اقصى مدينة في جنوب العراق سميت الزبير على اسم الصحابي الجليل الزبير ابن العوام، وتعتبر عروس البادية في جنوب العراق، يبلغ تعدادها مع القرى والنواحي التابعة لها مليون نسمة، تقع اقصى جنوب البصرة محادية لدولة الكويت من الجنوب ومحافظة ذي قار من الشمال ،
ويذكر التاريخ ان آبار المياه العذبة التي كانت موجودة فيها جعلت منها دار استراحة لكل القوافل من نجد والحجاز عبر البادية،،
ومع ظهور الثروة النفطية في العراق اصبح الانتاج النفطي في الزبير يتجاوز المليون برميل يومياً، اضافة لوجود اكبر ميناء عراقي فيها هو ميناء ام قصر ،،
وفي شمال المدينة تنتشر مزارع كبيرة جدا لمحصول الطماطة والتي تكفي العراق لمدة اربعة اشهر حيث اجواء الشتاء الدافىء يشجع على زراعة المحصول هناك،،
لقد انعم الله على هذه المدينة بالخيرات من زراعة وصناعة وطرق نقل وموانىء اضافة الى منفذها الحدودي مع الكويت في مدينة سفوان الحدودية،
وفوق كل هذا القلوب الطيبة والعادات والتقاليد الاصيلة لاهل هذا القضاء،،
نعم ان المواطن الزبيري يتميز بكرمه واخلاقة العربية البدوية العريقة ،فمازالت اسواقها تتميز بنكهة الاسواق الخليجية ،،،ومازال ابن الزبير يفرح بقدوم الضيوف الى منزله ،،حيث ان العادات والتقاليد موروثه من الاجداد الى الاحفاد ،،،
اليوم ورغم مانقدمه الزبير من ثروة نفطية هائلة وامكانيات زراعية وصناعية اخرى لابناء الوطن الواحد الا انهم يعانون مثل اخوانهم العراقيون نقص الخدمات كافة ،وفي مقدمتها شحة المياه الصالحة للشرب وان مايسد عطشهم هو شراء الماء من سيارات القطاع الخاص ،،
نعم انها عروس البادية مدينة الزبير ابن العوام ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد العشرة المبشرين بالجنة وتعاني من فقدان شربة ماء في اجواء تعبر درجة حرارتها الخمسين درجة احياناً كونها مدينة صحراوية ويكثر فيها انتاج النفط والغاز،وان اهلها يعانون الأمرين من هذه الازمة،،
وهذا ماجعل اغلب الاهالي يتركون بيوتهم ويرحلون باحثين عن اماكن قريبة يتواجد فيها الماء الصالح للشرب،،
وانني اذ اكتب هذه المقاله اطلب من الله ان يدخل الرحمة والانسانية لقلوب ولاة الأمر ويلبو طلب هذه المدينة المنتجة بمشروع اسالة ماء يكفي لتلبية احتياجات اهالي القضاء والنواحي التابعة له من مياه صالحة للشرب وانا واثق ان الخبراء الاقتصاديون يعرفون ان كلفة هكذا مشروع لاتعادل مبيعات يوم او يومين من انتاج النفط في هذا القضاء،،،
فمدينة قضاء الزبير تستحق كل الخدمات التي تقدمها لها الحكومتين المركزية والمحلية في محافظة البصرة ،،كونها مدينة تاريخية وتربط حضارة الماضي بالحاضر وتجمع آثار الفتوحات الاسلامية مع التطور الصناعي النفطي الحديث،،،