22 ديسمبر، 2024 7:29 م

الزبيدي بين الماضي وصراع الامنيات

الزبيدي بين الماضي وصراع الامنيات

“اول إعجاب المرء بنفسه فساد عقله” امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام.
عندما يعتقد الانسان أنه الأنجح في كل شيء, والافهم بكل ما حوله, اعلم انه يعاني من مرض اسمه العُجُب, فضنه انه الرجل الأوحد الذي لا يشابهه احد، دلالةٌ واضحةٌ على ان سقوطه بات قريباً، اكثر مما يتصور, كي يُطوى تاريخه كطي السجلات السنوية التي تنتهي المهام فيها بنهاية العام، لتصبح جليسة الرفوف، لا تحمل فوق أغلفتها غير الغبار المتراكم مع تراكم السنين.

يا سيدي اعلم ان استحواذك على ارث ابيك دون اخوتك وأخواتك لا يشابه سيطرتك على تاريخ سياسي لأُناسٍ كتبوه بدماء نحورهم، شهد لهم القاصي والداني بذلك.

الزعامة ليست كالتجارة، لأن الاولى توفيق, وقناعة من حولك, بصدقك وحنكتك, وحسن تصرفك, ونبل أخلاقك, وهي زعامة قوم او قيادة مجموعة.

اما الثانية فهي ادارة مالية بحتة, وقوة اقتصادية, وتدبير تجاري ناجح, يسلطك على العاملين لديك، من خلال ما تملكه من اموال وما تحويها من تجارة، وهناك فرق كبير بين الأنثيين لا يفهمه طالب السلطة ولا يدرك معانيه من يريد الجمع بين الاثنين، نجاحك الذي تدعيه في التجارة ليس دليلاً كافياً على نجاحك في السياسة.

عندما تجلس مع مقدم برنامج اذاعي وتتحدث عن نفسك وتقول انا وانا وانا… بغرور فارغ وانفعال نفسي مريض، لا يعني انك ناجح في كل شيء، الإنسان الناجح من يتحدث بنجاحاته الآخرين، لا ما يتحدث به هو عن ذاته.

شتمك للآخرين والنيل منهم بلا ذمة ولا ضمير، ولا مراعات للتاريخ المشترك بينك وبينهم وترفعهم عن الرد عليك، لا يعني انهم جبناء، ولا يملكون الرد، وانما هو اُسلوب للتجاهل والترفع عن النزول للمستوى الذي انت فيه، فهم اعرف بحقيقتك وشخصيتك الانتهازية المتلونة، والانا الذي تعاني منه.

ذهابك لدول اخرى لطلب التمكين من السلطة, او حصولك على منصب رفيع في الدولة، دون استشارة شركائك والرجوع اليهم، لا يعني انهم مغفلون، لكنهم يتركوك حتى تشبع رغباتك.

تأسيسك لحزب (البيان) ما هو الا البحث عن السلطة، والجري خلف الزعامة، وها انت تخرج مرةً اخرى بعد الفشل الذي مني به المجلس الاعلى وتراجعه الكبير، في محاولة لإنتشال نفسك من المستنقع الذي وقعتم فيه، وهذه دلالة واضحة على فشلكم انتم، ولا يوجد سبب آخر كما تزعمون.

نعم ستفشل مرةً اخرى كسابقاتها، والبيان سيبين لك ذلك ويثبته، مشكلتك ليست مع من تركوك او من انسلخت منهم، وانما في شخصك الذي اصبح محط استهزاء عند عامة النَّاس.

الوزارة التي وعدوك بها لن تغير شيء من قناعات الناس بك، ولن تمنحك رئاسة الحكومة للفترة القادمة، ولن تعطي حزبك الجديد مقاعد برلمانية اقل من نصف ما تتوقعه انت، ارجع الى نفسك وحاسبها قبل ان تحاسبك الايام، لأن نكران الآخرين سوف يفقد ثقة غيرهم بك، ولن يصفق لك غير المتلونين والوصوليين الذين يبحثون عن مصالحهم الشخصية فوق اَي مصلحة اخرى، فما تأسيس (حزب البيان) الا صراع النفس مع الامنيات، التي باتت مثل السراب الذي يجري خلفه الضمآن.