17 نوفمبر، 2024 9:55 م
Search
Close this search box.

الزاملي ودبابير الكراهية  .. رسالة ضد من ؟؟

الزاملي ودبابير الكراهية  .. رسالة ضد من ؟؟

لا اعرف  تحديدا  اي تعريف  منهجي في  الفقه الاكاديمي  الوضعي  او الفقه الشرعي  لمفهوم الكراهية  كما يحصل اليوم  بين اهل  الداخل  والخارج في  العراق الجديد ،  اشجان واحزان  واتراح  ثقبت  ذاكرة  الانسان العراقي  بهمومها  اليومية  ، في  وقت  ما زالت  مظاهر عدم العدالة  تنحت هي الاخرى  هموم  متجددة عن  حقوق  موعودة  لمن  خالف  النظام الصدامي ، وهناك من استشهد  سواء في  ساحة المنازلة  او على اعواد المشانق ولم يحصل  على حقوقه حتى اللحظة  .
  ومشكلة هذا الفهم  المجتزأ  لتعريف الكراهية ،  ان ادوات التعبير عنه  شاملة ، تأخذ الوضع  كله بعين  الغضب ، باعتبار ان كل من وافق على البقاء  في وظيفته  الحكومية كان ” يعبد هبل  صدام ” والدبابة الاميركية اسقطته  في  ساحة الفردوس  ، فقط  لكي  ينتقم  الغاضبون  عليه  من  اهل الداخل ، مقابل  مشاعر الغضب  من الاحتلال  وما مر به العراق ، والكثير  يمكن ان يقال فيه ،  فاخذ الجميع  يشحذ  اقلامه  لمجرد الحديث  عن هموم  الامس  واليوم  من دون ان  يكتب اي  منهم  سطرا يبين فيه : كيف يمكن فتح صفحة الغد  ؟؟
وكانت مناسبة الاقتراح الذي نشره الاخ  اياد الزاملي عن التواصل ما بين  مثقفي الداخل  والخارج  من خلال  تكريم رواد ثقافة  العراق  في الحقبة الماضية ، ومشاركتي  لها  نوعا  من اعلان الحرب  الهوجاء   ليس  من الناقمين على نظام صدام  والمعارضين له فحسب بل حتى من اولئك المستفيدين منه سابقا ولاحقا ، وافضل  ما قيل  في  هذا الموضوع  ” لا تتعامل  مع  الحاقدين  والا ..”  ، مقابل  تعليقات وتلميحات   الناقمين على ذلك العهد وصلت الى  القول المباشر كيف ما زالت تعيش في العراق الجديد  ولم تنل  منك  طلقة  كاتم بالف دينار لا غير  ..  وما بين الاثنين  صرخ بوجهي اهلي  وعشريتي  لا  تتدخل  فيما  لا يعنيك  فانت لست  من اصحاب  المصالح العليا  ولم تحصل  من ذلك الزمن  على  شيء  ولم  ولن تحصل  من هذا الزمن  على اي شيء  فعش ايامك بسلام  ودع عائلتك لا تفجع بك  مرميا على الارض بطلقة  كاتم  او وشاية  مخبر سري  ، حتى بات ما ينشر في الفيس بوك  نوعا  من  التحريض على القتل  وليس  الحوار بين  اشخاص يطلقون  على انفسهم لقب  ” مثقف “!!
 اقول  لدبابير الكراهية  ايا  كانوا ،  العراق  فوق الجميع ، ومن لا يعجبه فليشرب  من ماء البحر المالح وليس من زلال  دجلة والفرات ، والتهديد ايا كان شكله ، لن يمنع  اطفالنا  ان يتفاهموا  في المقبل من الايام والسنوات بانهم ابناء  الرافدين ، وليس ابناء الكراهية  والاحقاد    .
مرة اخرى استعيد  كلمات علامة القانون الدستوري المرحوم  الاستاذ الدكتور حامد ربيع  ان مهمة المثقف ان يكون محور تأثر الدولة وليس  ضمن  محاور تأثيرها، هكذا  كنا وهكذا نكون ،  واكدت في اكثر من مقال  ومناسبة ان الدبابة الاميركية  قد محت حقبة  صدام ، ومن يسعى  لبناء العراق عليه ان يفتح صفحة  جديدة ،  بعقلية  التسامح  والحوار  البناء  ،وبناء الدولة بعقلية الكراهية  تخلق  ما تخلق  من ادارة فاشلة  تكون نتيجتها اي  تقييم  موضوعي  لعقد  كامل ما بعد سقوط  هبل  صدام في ساحة الفردوس  وهذه ليست  مهمة المثقف  بل  مهمة  التخريب الثقافي  القادم  من وراء الحدود  فهل استبدل اهل العراق ثقافة هبل  بثقافة  الكراهية والتدمير ..  ما وصلني من  اشعارات  ومن  مكالمات  وحوارات مباشرة يؤكد  ان اي  حديث  عن  طي صفحة الكراهية غير  ممكن اليوم ، وربما بعد حتى بعد عقد اخر ، مادامت فكرة الانتقام  هي المسيطرة على الاخر الذي  تقوى  بالدبابة الاميركية   فقط لكي  يمتلك  في  يمينه  ما سبق  وان جاهد  اقرانه  وصعدوا  المشانق ليرفضوه  وهي مفارقة  واضحة في  تقنين  قدرات السلطة والحكم  من المعطف الاميركي   فقط  لا اكثر  ولا اقل ، ربما نحتاج الى  شخصيات  كبرى في تاريخ العراق  لتقوده الى بر الامان  وتنزع عنه  معطف الكراهية المقيت  ..  دعوة  للجميع  التفكير  مرتين قبل  نبش  عش  دبابير الكراهية  فالجميع  يصابون  به  سواء  اكانوا  من اهل الداخل  ام  اهل الخارج ولله في  خلقه  شؤون .

أحدث المقالات