29 سبتمبر، 2024 5:16 ص
Search
Close this search box.

الرّد الوطني المناسب لما حصل في جلسة مجلس النوّاب الأولى

الرّد الوطني المناسب لما حصل في جلسة مجلس النوّاب الأولى

ما حدث اليوم في جلسة مجلس النوّاب الأولى , قد شكّل صدمة عنيفة للملايين من الناخبين العراقيين الذين وضعوا ثقتهم بهؤلاء النوّاب الجدد المنتخبين , وخيبة أمل للآمال والتطلعات المعقودة على هذا المجلس الجديد في تجاوز الأزمة السياسية الخانقة والتوجه نحو تشكيل الحكومة القادمة , فما حدث من مخطط لانسحاب النوّاب السنة والأكراد بعد تردديهم للقسم , يضع التحالف الوطني باعتباره الكتلة الأكبر في البرلمان , أمام مسؤولياته الوطنية والشرعية والأخلاقية , فلا يمكن بعد هذا الذي حصل أن يوضع مصير البلد بيد هذه الحثالات التي تعمّدت إفشال الجلسة , والتي خانت العهد وحنثت بالقسم , فما قام به النوّاب السنّة والأكراد اليوم , كان أمرا مخططا له من أجل عرقلة تشكيل الحكومة القادمة , وإلا فماذا يعني انسحاب هؤلاء النوّاب بعد ترديد القسم مباشرة ؟ وماذا يعني أن يطلب النائب أسامة النجيفي استراحة لمدة نصف ساعة للتشاور ثم يفاجئ المجتمعون بمغادرة جميع النوّاب السنّة والأكراد مبنى مجلس النوّاب ؟ وهل يدرك هؤلاء النوّاب إنّ ما قاموا به هو حنث للقسم الذي رددوه في تأدية مهماتهم ومسؤولياتهم القانونية بتفان وإخلاص ؟ .
إنّ ما قام به النوّاب السنّة والأكراد والمتغيبون عن حضور الجلسة الأولى بدون عذر شرعي , هو خيانة للوطن والدستور والأمانة والشرف الوطني والغيرة العراقية , ويعكس احتقار هؤلاء النوّاب للدستور الذي يوجب عليهم في هذه الجلسة انتخاب رئيس مجلس النوّاب ونائبيه , ويعكس أيضا احتقارهم للمكوّن الشيعي الذي يشّكل الأغلبية المطلقة في مجلس النوّاب , ولو كان هؤلاء المقاطعون لجلسة هذا اليوم يتوقعون أنّ الرد الشيعي سيكون بمستوى ما قاموا به , لما قاموا أصلا بتعطيل جلسة البرلمان الأولى , فما جرى اليوم هو سابقة انفرد بها مجلس النوّاب العراقي من دون برلمانات العالم المنتخبة , فلم نسمع من قبل أنّ برلمانا منتخبا يردد أعضاءه القسم الدستوري وبعد نصف ساعة فقط يحنثون بهذا القسم ويغادرون الجلسة بهذه الطريقة التي لا تنمّ عن أي شعور بالمسؤولية الوطنية والشرعية والأخلاقية والقانونية , إنّ ما قام به هؤلاء النوّاب قد عكس حقيقة مفادها إنّ مكونات الشعب العراقي الرئيسية الثلاث ليست غير متجانسة فحسب , بل أنّها متنافرة ومتعادية , والرهان على توافقها أمر عقيم وميؤس منه .
والمطلوب من التحالف الوطني الشيعي باعتباره الكتلة الأكبر في مجلس النوّاب العراقي , أن يكون أمينا ومخلصا للوطن والشعب والمرجعية الدينية العليا , ويقوم بتوجيه انذار نهائي شديد اللهجة للنواب الأكراد والسنّة , بحضور الجلسة القادمة واستكمال مهام انتخاب رئيس مجلس النوّاب ونائبيه ورئيس الجمهورية , وفي حالة إصرارهم على المقاطعة وعدم حضورهم للجلسة القادمة , ففي هذه الحالة يصبح لزاما على التحالف الوطني الذي يمتلك 180 مقعدا في البرلمان الجديد , الانفراد والاستحواذ على الرئاسات الثلاث , وليضرب الجميع رؤوسهم بالجدار , ولا بدّ أن تكون رسالة التحالف الوطني الشيعي واضحة هذه المرّة ولا لبس فيها , من أجل أن يفهم الآخرون , أنّهم المكوّن الأكبر , وأنّهم أصحاب الكلمة العليا , فلا مجال بعد اليوم للتهاون والتردد في اتخاذ القرارات المصيرية , وليعلم أيضا النوّاب المتخلفين عن حضور جلسة اليوم من الشيعة بدون عذر شرعي , أنّهم قد ارتكبوا خيانة لنخابيهم وللمرجعية الدينية العليا التي دعتهم بضرورة حضور هذه الجلسة , وإنّهم كانوا سببا لنجاح هذه الحثالات التي قاطعت جلسة المجلس هذا اليوم في تعطيل الجلسة وإفشالها , ولو كانوا قد حضروا جميعا لتمّ انتخاب رئيس مجلس النوّاب ونائبيه من دون المقاطعين للجلسة .

أحدث المقالات

أحدث المقالات