8 أبريل، 2024 1:29 ص
Search
Close this search box.

الرّد الأمريكي .!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

المشهد الأول الذي جرى عرضه وبأضواءٍ اعلاميةٍ مُركّزة ومكثّفة , كان منذ نحو اسبوع , حين قصفت مقاتلات امريكية مواقعاً عسكرية لفصائلٍ مسلحةٍ عراقية على جانبي الحدود السورية – العراقية  , وتعمّد الأمريكان عدم قصف مواقع تلك الفصائل داخل العراق , ظنّاً بتخفيف وطأة القصف ومحاولةً لتجنّب رد الفعل المفترض .! , وعزز الأمريكان تحسّبهم ومخاوفهم من احتمال قصف قواعدهم في العراق , بالإيعاز الى صحيفة ” واشنطن بوست ” الشهيرة لتنشر خبراً منسوباً  لمسؤولٍ رفيع ومقرّب من الرئيس الأمريكي بقوله : أنّ ” بايدن ” إتّخذ قراراً ستراتيجياً بالرّد عسكرياً على ايّ ضرباتٍ ضدّ المصالح الأمريكية في العراق , حتى لو لم يتعرّض ايّ عسكري امريكي للقتل او الإصابة .! , وبقدر ما تناقلت وسائل الإعلام العالمية والعربية لذلك الخبر او التصريح , فقد اضطررنا بدَورِنا لكتابةِ مقالٍ وتعليق بهذا الشأن ” في 4 تموز ” وكان بعنوان – انعطافة حادّة في سياسة بايدن – , وكان اضطرارنا ذلك للمتطلبات الإعلامية فقط , بالرغم من عدم القناعة النفسية والفكرية وسيّما الإعلامية لخبر الواشنطن بوست .. إرتكزت عدم قناعتنا بصحّة ودقّة ما نشرته الصحيفة الأمريكية الى 3نِقاطٍ في مفاهيمِ عِلم الإعلام : –

\ 1 : أنّ الرئيس بايدن لمْ يصرّح بنفسه او شخصياً بذلك التصريح النارّي .

\ 2 : أنّ جريدة ” الواشنطن بوست ” لمْ تذكر إسم ذلك المسؤول الرفيع والمقرّب من الرئيس الأمريكي

\ 3 : أنَّ هيئة تحرير تلك الجريدة لم تُشر أنّ ذلك المسؤول رفض الإفصاح عن أسمه او عدم نشره .!

   وبذلك فإن خبر ” الرّد العسكري ” الأمريكي فقد كلّ مقوّماته واعتباراته الإعلاميّة .

وجليّاً بدا واتّضح أنَّ قادة الفصيل او الفصائل المسلحة التي قصفت قاعدة ” عين الأسد ” الجوية – الأمريكية ” وفي وضح النهار ! وهي المرّة الأولى من ناحية التوقيت , وعزّزتها بقصف السفارة الأمريكية بِ ” الدرونز ” والتي لم تفلح في استهداف واصابة الهدف , وفي ذات اليوم < 5 \ 7 > , حيثُ بانَ أنّ قادة الفصائل ادركوا واستوعبوا أبعاد ” الرسالة الإعلامية ” للجريدة الأمريكية , والتي لم تكن بحاجةٍ لتفكيكِ رموزها الخالية من الرموز .! , وكان ذلك تحدٍّ صارخٍ بالفعل .

   ثُمَّ , وبالرغم من مرورِ اكثر من 36 ساعةٍ على قصف الأهداف الأمريكية , فبدا ويبدو أنّ الأمريكان عاجزين عن او على الرّد عسكرياً < على الأعمّ الأغلب حسب التعبير الفقهي الجعفري > على الأقلّ .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب