أُستخدمت الريشة في الكتابة منذُ العصور القديمة، تُأخذ من جناح أحد الطيور، وبما أن الطيور أُستخدمت كرمز للسلام، بالرغم من أن بعضها لا يدل عليه، كذلك فإن إستخدام الكتابة، وطدد السلام وحث عليه، مع مراعاة أن بعض الكتابات، حملة شعار العنف والحرب.
بالمقابل دل السوط على العقوبة والعنف، لأن إستخدامهُ بالغالب يكون لذلك، كما دلت الريشة على المحبة والسلام، وكلاهما لم يختر عملهُ هذا، ولكن مستخدمهُ أدى إلى هذه الرمزية.
ما بين الريشة والسوط، سارت عملية التربية والتعليم، عبر قرون من الزمن، تسلكُ طريقاً وعراً مليئاً بالمخاطر، فإن الإفراط في إستخدامهما أو التفريط، تكون عواقبه وخيمة، ولذلك كانت الدعوات الدينية، وهي نوع من التربية الإجتماعية النفسية، تعتمد عليهما ولكن بتسميةٍ أُخرى هي(الترغيب والترهيب).
إن منع الضرب في العملية التربوية، أي في المدارس ولا سيما الإبتدائية، أدى في الظاهر اليوم، إلى ظاهرة مُريبة، فقد تسرب العديد من التلاميذ من المدرسة، وتنصل الآخرين عن التحضير اليومي، بالأضافة إلى التجاوز على الهيئة التعليمية ومضايقتهم، مما أدى إلى إنخفاض المستوى التعليمي، وقلة أعداد الناجحين، لأن أغلب المعلمين لم يَعُد يستطيع ضبط التلاميذ داخل الصف، فيؤثر المُشاغب على بقية التلاميذ، وإن كان فرداً، فما ترى هذا الفرد إلا وتحول إلى مجموعة!
نحن مع رفع الضرب عن التلاميذ، لأن مضاره أكثر من نفعه، لكن هذا لا يعني رفع العقوبات عن التلاميذ نهائياً، لذا يجب أن تكون العقوبات تساهم في بناء العملية التربوية، وتعديل سلوك التلميذ المشاغب، مثل حرمانهِ من الذهاب والمشاركة في السفرة المدرسية، أو منعهِ من ممارسة هواية يحبها، تكون من ضمن النشاطات المدرسية، كمارسة بعض الفنون والرياضة.
العملية التربوية عملية صعبة، لذلك يجب إختيار الكفوئين من المتقدمين إلى الوظيفة التربوية، وكذلك من الذين يمتازون بوسامة المنظر، وسلامة النطق، وجمالية الكتابة والخط، لإن التلميذ يتأثر بهيئة وتصرفات معلمهِ، ويقلده في أغلب أشياءه، كما يجب إدخال المعلمين، دورات تربوية خاصة، في كيفية التعامل مع التلاميذ، ويجب طرد بعض العناصر غير الكفوءة.
بقي شئ…
المعلم مَنْ يخرج الناس من ظلمات الجهالةِ، إلى نور المعرفة وليس العكس.