خرجنا وضمائرنا تدفعنا نحو الاصلاح وتقودنا الغيرة والحمية الوطنية لنا ولأجيالنا وتحركنا الامانة والتربية التي تربينا عليها وابناءنا معنا تشاركنا وتعبر عن موقفها وهي تطالب بحقوق المستضعفين والفقراء وتطالب بمحاسبة المفسدين والسراق لم يكن هناك مطلب تعجيزي فطلقنا الخنوع وخلعنا لباس الجبن خلف جدران بيوتاتنا المسقوفة بسعف النخيل سلاحنا التظاهر والاعتصام والاضراب لا نمتلك اسلحة المليشيات ولا فكرهم المتطرف لا مصلحة لنا شخصية او فئوية يدفعنا حب العراق ومستقبلنا المجهول وتصدح افواهنا بكلمات التغيير والى الحكم المدني لا حزبي ولا ديني بأصوات الامل المنشود في سوح الحرية البيضاء وبأناشيد الوطنية تعددت الايام وتبقى تظاهراتنا المعتادة في الجمعات المباركة صوت الشعب المحروم وفي المقابل موت ضمير العبادي المنتهية ولايته حيث لم يفكر دولته المشؤومة ولو مرة واحدة ان يستمع لمطالب المتظاهرين او يحقق واحد منها فقد حدث العكس تماما ترك الفاسدين من الوزراء والقضاء ذهب الى تشريع قانون الضوضاء وترك تلك الحيتان ودينصورات الفساد تسرح وتمرح على حساب اموالنا فلم يكنزوا فقط بل ارسلوا اكياسهم المملوء الى بلدانهم الثانية لغرض العيش فيها والتمتع بخيراتنا وعلى المواطن المقهور ان يفترش الرصيف المتفلش وان ياكل الحشائش اليابسة بسبب جفاف المياه فيموت جوعا ويحترق غضبا فهو الان في كلا الحالات ميت وعليه ان يختار اما الموت جوعا او غضبا وسخطا بنزيف دماغي سريع الذي سببه دعاة الدين والمتلبسين باثواب العمائم المتلونين واصحاب السبح الطويلة والجبين المكوي بحرارة التربة الذين احرفوا التظاهرات مرة اخرى بقيادة زعيمهم الروحي صاحب اطول سبحة فيهم وهو السيستاني عندما احرف خطاباته المبطنة بأكياس النايلون فقد احرف مسيرة التظاهرات الشعبية الخدمية الاصلاحية نحو الخطابات المتعددة الوجوه فباع الشعب مرة اخرى كما باعها في الفترات السابقة ومما يوعز ذلك التلون الخطابي الى سببين حسب قراءتي لمواقف السيستاني على مرور 13 سنة …
الاول : وهو الارجح هي خطة منه في الكسب وجني الارباح مثلما تعودنا عليها سابقا ايام دخول الاحتلال عندما قدم رامسفيلد 200 مليون دولار لإسكات الناس وعدم مقاومة الاحتلال فكذلك اليوم ايضا هو نفس العمل ونفس المشاريع و التجارة الخطابية النفعية فكلما تتحدث اكثر تكسب اكثر لغرض معالجة الفساد المستشري في حاشيته والسرقات التي طفحت عن المعقول في دعم الحشد ورواتبهم الا انه لم يستلم منهم احد فذهبت تلك الرواتب الى شركات ومقاولات وعقارات والى مستشفيات بايران وشراء اراضي زراعية لأبناء واحفاد الوكلاء والمعتمدين واليوم العبادي يرسل مصدر ثقته العبيدي ليدفع 2مليار دينار عراقي دعما للحشد وحجة بحجتين تكلم اكثر اربح اكثر فتحول الخطاب نحو (يحتم علينا في ظل المكسورة الظاء وقت كافي لعبودي) ..
الثاني : هو الخوف الذي لازمه على مرور حياته منذ حكومة صدام عندما كان صامت ومتواطئ معهم كذلك خوفه من المالكي وهيمنته وامتلاكه ادلة تدين عبد المهدي الكربلائي واحمد الصافي والبطاط وزعيمهم السيستاني في ملفات فساد وخصوصا في تظاهرات المئة يوم التي خرجت واسكتها السيستاني بمبلغ من المال والان هددهم المالكي فسحبوا خطاباتهم نحو مسار اخر باتجاه الخدمات والرواتب والحشد والحرس الوطني واعطاء الوقت الكافي لعبودي ؟؟؟؟