22 ديسمبر، 2024 3:16 م

الرياض وخياراتها الخاوية ،،،

الرياض وخياراتها الخاوية ،،،

،،هي نهاية الطريق الذي اختارته ممالك البترودولار يلوح في الافق حينما رهنت اقتصادها وامنها وسيادتها في صفقة البترودولار سيئة الصيت التي عقدتها مع امريكا في منتصف القرن الماضي ..!!!اللعبة شارفت على الانتهاء والسعودية اصبحت عبئا ثقيلا يجب التخلص منه وافراغه من اخر برميل نفط…!!!! من يتابع اداء الرئيس الامريكي في لقاءه مع رئيس كوريا الشمالية وكيفية ادارته للمباحثات مع الدولة الاكثر عداء لواشنطن يشعر ان ترامب سياسي مٌتمرس وامريكا دولة محترفة ،،في التعاطي مع خصومها وحلفاءها على حد سواء ،،

لذلك فان خطاباته الابتزازية الاخيرة للسعودية لاتعبر عن شخصية ( مخبولة ) خارج السياقات كما يعتقد البعض او رغبة تاجر في تحقيق المزيد من المكاسب الاقتصادية لعهده ،،

بل ان ذلك يخضع لقرار الدولة الامريكية العميقة وخبرائها ومستشاريها و يعبر عن تغيير ستراتيجي في طبيعة العلاقة بين واشنطن ومحمياتها في الخليج لمرحلة ما بعد النفط ،،

وقد أشار ترامب في اكثر من خطاب الى امكانية تحول دول الخليج الى السلاح الروسي والصيني ،، خصوصا ان الكويت الاكثر قربا الى واشنطن من الرياض فعلت ذلك عندما أجَّرَتْ جزيرتي وربه وبوبيان للصين لمدة مئة عام وهي بذلك تعلن عن تحولها الى محمية صينية ، بالاضافة الى توقيع قطر التي تتمتع بحماية امريكية لاتفاقيات دفاع مشترك مع ايران وتركيا كلا على حدة بالاضافة لإعطائها إنقرة قواعد عسكرية بعيدة الامد ،،

الرئيس الامريكي الحالي الذي جاء بأصوات اليمين يعتبر هذه الامارات النفطية صناعة امريكية وليس من حق امرائها ان ان يتشاركوا مع اي دولة أُخرى بايراداتهم او استثمارهم ،،

وعلى هذا الاساس وضع نظريته الاقتصادية في كيفية تعامله مع هذه الدول وروَّج لذلك في حملته الانتخابية ،، (( البقرة الحلوب عندما تعجز عن اعطاء الحليب ، يجب ذبحها ))،،

وها هي البقرة السعودية تتهيأ للذبح ،،

ال ٤٥٠ مليار التي اعطتها السعودية لامريكا كمكافئة مقابل حمايتها انتهت قيمتها ، وعلى السعودية ان تدفع مبالغ جديدة ، جمل كررها ترامب خمس مرات في اقل من اسبوع ، وطرحها في لغة استعلائية مهينة لاتقبلها دولة تتمتع بحد ادنى من الكرامة والاستقلال ، حيث اعلن ترامب ان ال ٣٠٪؜ التي تدفعهاالسعودية سنويا من قيمة اسعار النفط لواشنطن لم تعد تكفي ، وعلى السعودية ان تدفع أكثر ، وهي تمتلك ثروات هائلة ويجب ان تدفع ،،

وليس امام السعودية اي خيار آخر ،، اما ان تدفع وهي لم تعد تمتلك السيولة الكافية لمطالب ترامب ، او تُصادر جميع اصولها الاسثمارية في الولايات المتحدة التي تبلغ ٨٠٠ مليار دولار والتي تقع الان تحت طائلة قانون جاستا الذي شرٌَعه الكونكرس باغلبية الجمهوريين والديمقراطيين وأجل تطبيقه لامور ستراتيجية غير معلنة ،،،

وبهذا تكون نهاية السعودية مشابهة لنهاية اي جاسوس او عميل يتم تصفيته بعد انتهاء المهمة ،،

لذلك حتى الخيارات الاخرى التي تُلوِّح بها السلطات السعودية وسَوَقَها كتّاب النظام امثال تركي الدخيل ليس لها اي اهمية تُذكر ، لان الدولة التي تلوِّح بخيارت أخرى يجب ان تكون كاملة السيادة و السعودية بوضعها الحالي منقوصة السيادة ولاتمتلك قرارها ولاتستطيع الدفاع عن نفسها او حماية اموالها ،، لان ترامب كشف وضعها الدفاعي عندما قال انهم بدون واشنطن لا يستطيعوا الصمود امام الغزو الايراني لدقائق والرياض لاذَتْ بالصمت ولم ترد على هذا التصريح المُستَفز و المهين الذي كشف زيفها وخوائها ،

ووفقاً لذلك فإن الوصف الدقيق للحالة ان السعودية تبحث عن محتل آخر غير الامريكان يوفر لها الحماية وليست عن شريك ستراتيجي وهذا الامر يخضع لتوازن القوى في النظام العالمي الجديد الذي بدأت ملامحه بوصول الصين للمياه الدافئة وعودة روسيا القوية لرسم خرائط النفوذ وابتعاد الاوربيين عن المغامرات الامريكية ،،،