23 ديسمبر، 2024 7:14 ص

العرب في الغالب يحبون صدام حسين. وقد يكون الساسة العرب كرهوه لأسباب معروفة، وبعضها مخفي في نفوسهم الأحياء منهم، والذين غادروا الحياة. لكن المواطن العربي تستهويه البطولات حتى لو كانت مصطنعة، ويبحث عن فكرة، أو حدث يمثل ذاته المقهورة، ويسليها في أزمنة العجز والهزيمة.. عراقيون كثر كانوا تحت سلطة صدام حسين يجدون متنفسا في مدح القذافي لأنه طرد معلما عراقيا ضرب تلميذا ليبيا،وكانوا يقولون: آه لو أن القذافي يحكمنا بينما كان معمر يبيد الليبيين في سجن ( بو سليم ). وربما تغنوا بطلة من إطلالات الملك الحسين بن طلال الذي كان يبتسم حين يتحدث. مع إن القليلين كانوا يحبون ياسر عرفات لأنه بنظرهم يتحدث، ويتنقل ويتوسل لكنه في النهاية لن يتمكن من تحرير فلسطين، والحق إن عرفات كان مناضلا حقيقيا لأنه يكافح من أجل قضية، وليس مهما أن يصدقك الناس، المهم أن تكون صادقا.

في عام 2018 سافر المنتخب الوطني العراقي لملاقاة شقيقه الفلسطيني في مباراة (حبية) بكسر الحاء كما يلهج بها معلقو الكرة الخلايجة، وهناك رفع الفلسطينيون صور صدام حسين، وهتفوا بإسمه، وإستمرت المباراة حتى النهاية، وفاز العراقيون بالنتيجة.بعدها لعب نادي القوة الجوية مع إتحاد العاصمة الجزائري. وكان الشبان الجزائريون ينادون بإسم صدام حسين، ويهتفون بعبارات مسيئة للشيعة، وكانوا ينادون بكلمات تقدح بالشيعة، وتشير الى إشراكهم، وقد تعمدت متابعة المباراة مسجلة، وتنبهت لأصوات الجماهير طوال 15 دقيقة قضاها الإماراتي الشقيق محمد عبدالله حكم المباراة ليعلن النهاية بعد مغادرة كامل اللاعبين والطاقم الإداري للنادي العراقي.

هذا كله ليس مهما، والمهم دراسة مثل هذه الحوادث والإنتفاع منها للنجاح في إدارة ملفات بناء الدولة العراقية في مجال السياسة والإقتصاد والتجارة والسياحة والرياضة والتبادل البحثي والعلمي مع محيط عربي في غالبه متعاطف مع صدام حسين، ولاتهم الأسباب، المهم هو مايجري على الأرض حيث إن البلدان العربية تتشكل من مكونات قومية ومذهبية واحدة يغلب عليها التدين بالمذهب السني، وإذا كان للشيعة الصدارة في الحكم في العراق فهذا لايعني أنهم يستطيعون فرض شروطهم خاصة وإن الجماهير الرياضية، وجماهير قطاعات أخرى معبأة طائفيا وسياسيا، وكارهة لحكامها، ومتعلقة بقادة كجمال عبد الناصر وصدام حسين، وهذا يعني إننا سنخسر جميع مباريات كرة القدم مع الفرق العربية، وقد يتنبه الجمهور العربي، ويركز على إستفزاز الوفود العراقية بهتافات طائفية وسياسية لينسحب العراقيون وتكون النتيجة هي الخسارة.

الأفضل أن نلعب كرة القدم، وأن نتواصل مع المحيط العربي ببرودة أعصاب متناهية، لأن مانريده لا يتحقق على الدوام، وفي بعض الأحيان( إعمل نفسك مش شايف حاجة. ولاسامع حاجة. ولاداري بحاجة. يعني شاهد ماشافش حاجة.