23 ديسمبر، 2024 10:24 ص

الرياضة ..فوز وخسارة ..اتقوا الله يا سادة..!!

الرياضة ..فوز وخسارة ..اتقوا الله يا سادة..!!

ما يضحك ان أحدهم يتصل بي فور انتهاء مباراة النصف النهائي بين فريقي العراق وكوريا ويخبرني بخسارة المنتخب العراقي وخروجه من دائرة المنافسة على البطولة بأسلوب لا يدل سوى على مدى العقلية المتخلفة التي يتصف بها هذا الشخص ، وكأن الفريق العراقي هو الفريق الوحيد الذي يخسر و لم يتمكن من مواصلة مشواره الكروي في هذه البطولة ، وان الخسارة الفريق بالنسبة له ولأمثاله من الموتورين مسالة يستحقها الرياضة العراقية بشكل عام ، ولهذا فلا غرابة في القول حين نؤكد لهذه الانواع من البشر ان الالعاب الرياضية عموما وكرة القدم خصوصا هي فوز او خسارة ولا يتوسطهما شيء اخر حين تشتد المنافسه على المراكز المتقدمة ، وان خسارة الفريق كان متوقعا ، ولكن رغم مرارتها عند عموم ابناء الشعب العراقي ليست بكارثة اخلاقية لا سامح الله بل هي نتيجة حتمية ، لهذا النوع من المنافسات الحساسة لكونها قول الفصل ، والفريق الكوري الجنوبي والمشرفين على اعداده قد اعدوا العدة تماما لتلافي الاخطاء ، وجاءوا استراليا من اجل الفوز ، ووضعوا كل خططهم التدريبية والفنية بهذا الاتجاه ، بمعنى آخر ان الفريق وضع في حساباته انه يواجه فريقا ذو ارادة قوية التي تفوق حتى خطط المدربين .. ووصول هذا الفريق لم يتحقق الا بالعزيمة الوطنية النادرة لان الفريق مر بمراحل صعبة بعد بطولة الخليج التي اثرت سلبا على حالة الفريق النفسية خصوصا حين تم الاستغناء عن بعض من اللاعبين النخبة .، وحشر الفريق ولاعبيه في اجتهادات البعض فضلا من عدم الجدية في تهيئته لمنافسات الامم الاسيوية بمستوى الفرق المشاركة في البطولة ، والتي يتحمل وزرها الاتحاد العراقي لكرة القدم الذي انشغل بالانتخابات أكثر من الاهتمام بالفريق دون مراعاة القيمة المعنوية لهذه البطولة الاممية الكبيرة…..
لست مدافعا عن الفريق بل اضع هذه الحقائق امام الرأي العام التي تولدت لدي القناعة بعد الاداء الرجولي للفريق امام ايران ، و انه كيف استطاع ان يقلب كل التوقعات بمهارة لاعبيه واندفاعهم البطولي نحو الفوز ..ولهذا وما اعتقده ان خسارة الفريق هو الفوز بعينه ، فليس من المقبول والمعقول ان نقلل من المركز الذي سيحدده مباراته القادمة مع الفريق الاسترالي او الاماراتي ..وهو مركز على مستوى قارة اسيا ولم يتمكن الصين والفرق العربية القوية الاخرى من الوصول اليها ..
اذن ما اعتقده جزما ان الفريق العراقي يستحق الثناء والتقدير لجهود كل لاعبيه ..فقد اعادوا لنا بعضا من مستوى الكرة العراقية رغم كل العراقيل التي واجهه الفريق ..وانه ليس عيبا وخجلا ان تخسر هكذا مباراة فلكل مباراة ظروفها بل ولكل لاعب ظروفه الخاصة به يبنغي دراستها بعقلية رياضية رصينة بعيدا عن كل تفسير تعيق من عملية تفادي الاخطاء مستقبلا ..لكي نتهيىء من الآن لمنافسات المباراة التمهيدية لنهائيات كاس العالم .. ونغلق باب المزايدات بوجه عملية نهضتنا الكروية ، وننظر الى مشاركتنا في بطولة امم اسيا على انها انتصار رياضي لا تقل شانا عن مشاركتنا في نهائيات كاس العالم عام 1986..