23 نوفمبر، 2024 12:10 ص
Search
Close this search box.

الرياضة تجارة سياسيّة في بلداننا وليست الصناديق الانتخابيّة وحدها !

الرياضة تجارة سياسيّة في بلداننا وليست الصناديق الانتخابيّة وحدها !

نحن أكثر الناس في العالم ثقةً بالرياضة أنّها ستحلّ مشاكلنا الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة بديلاً عن دهاليز المؤسّسات السياسيّة الدوليّة “لأنّ الرياضة تقرّب بين الشعوب” في حين السياسة تباعد بينها !  ..

وتهذّب النفوس , وتجمع الناس على “أهداف سامية” ..

“فالبطولات” الرياضيّة , وكما دأبت الآلة الاعلاميّة السلطويّة العربيّة على التفنّن في مخاطبتنا بها , “ساحات للتفاهم بين الشعوب واتّفاق بين شباب الأمم يذيب جبال الجليد من الخلافات”  لذلك يغدق على إعلاء مهامّها شكليّاً , “ملاعب ومؤسّسات” الدول الميسورة من بين دولنا وأكثرها تهريجاً بعشق الرياضة ! ..

فهي “أدب وطاعة واحترام” .. وهي وسيلة “للتثقيف” ..

وهي “صواريخ وقذائف” في مرمى الخصوم تعلّمهم فنون التأدب مع شعوبنا المؤدّبة !

ومع كلّ ذلك .. يرى المرء منّا احياناً نحن ضحايا إعلام السلطة , فقط نحن من نؤمن بكلّ طروحات الدعايات الرياضيّة وأكثر أمم الأرض التزاماً بها بل ونعتبرها أحياناً من المقدّسات ..

نؤمن بأن الشعلة الأولمبيّة شعلة مقدّسة أكثر قداسةً من شعلة منطقة الشعلة ببغداد! ..

 ترتعش أوصالنا لافتتاحيّات البطولات الأولمبيّة توقظنا احياناً على مكتشفات حقيقة تعلن تخلّفنا التقني والمهني والإداري والثقافي والسياسي فنبدو في المشهد الدولي العام وكأنّنا جمهور تصفيق فقط تأخذنا نشوة التصفيق تنسينا أنفسنا بينما جمهور العالم المتواجد “في القاعة” توقّف عن التصفيق ! نلمس فشلنا بعد إعلان حصاد نتائج “الأوسمة” لكلّ بلد مشارك في البطولة عندها نصطدم بمرارة واقعنا ! أو لنقل صراحةً ولو على حساب زيادة “جلد الذات” قد مضى فينا عميقاً نصل التعوّد المسبق على مهازل نتائجنا في البطولات الدوليّة , ما عدى المحلّيّة , فقد تعوّدنا على تحطيم الأرقام القياسيّة فيما بيننا وصولاً إلى مستويات الأرقام الدوليّة ! لكنّها “غير مُعترف بها أولمبيّاً” ! ..

 نبدو أناس مثرثرون في البطولات أكثر من مشاركون أو “منافسون” لا سامح الله ! .. بينما نجد الغرب لا يؤمن بجميع ما نؤمن به من هذه “القيم السامية” فنجد أنفسنا نثرثر بها نحن فقط في اللقاءات الرياضيّة الدوليّة , فنتائج اللقاءات بنظر جماهير الغرب هي المقدّسة لا الشعلة الأولمبيّة أو غيرها من طقوس ! , فقط نحن نؤمن بمركز “أفضل الفرق المشاركة في البطولة في مسيرات الافتتاح” ! ..

كان جمهور السبعينيّات وقبله الستّينيّات عندنا أكثر ذكاءً من جمهور اليوم , فعندما تعلن النتائج النهائيّة لبطولة ما من بطولاتنا المحلّيّة الرسميّة , تأخذ “لجان تنظيم البطولات” بعين الرأفةً بالفرق الّتي تأتي في مؤخّرة أسفل قائمة الفرق الفائزة فيضعون جائزة “أفضل الفرق التزاماً بالسلوك وبالمسير من أمام “المنصّة”! أو جائزة ل “أفضل خُلق رياضي” ! فيغرق الجمهور بالضحك لمثل هذا النوع من الجوائز “المعنويّة” وهو يستمع لهذا النوع من التصنيف يذاع ! .. وهذا ما يحصل لنا عادةً في مؤسّسات الأمم المتّحدة أيضاً , فلا فرق بين مسافات العطاء فقط “آلة التنفيذ” ! فإن لم تكن رياضة , فسياسة ! , طالما كليهما له منظّمة دوليّة ! , فنحن من أكثر الأمم التزاماً بآداب ووصايا مؤسّسة الأمم المتّحدة والأكثر التزاماً بقراراتها حتّى لو كانت تهدّد مصيرنا ووجودنا في هذه الحياة نفسها ! بل ونصطفّ مع الدول الّتي تلزمنا بتلك القرارات لتدمير بلداننا ونهجم على من تعصي تلك الأوامر منها ! وتحاربها ميدانيّاً وتقف “جيوشنا” في مقدّمة جيوش البلدان الّتي تقرّر العدوان على بلداننا “لعدم إطاعتها القرارات الدوليّة !” وكالمعتاد ونصطف منذ الصباح الباكر في ساحات اصطفاف الجيوش “الصديقة” لتحيّة العلم قبل وصول جيوش الأصدقاء , مقلّمو الأظافر حلوين الهندام وحلوي الجهامة ! أمّا على صعيد تطويع دولنا وشعوبنا أكثر فأكثر لوصايا “المجتمع الدولي” أو “الأخ الكبير” ! ولمداراة شعورنا “بالذيليّة” في قائمة العطاء من ضمن دول الأمم المتّحدة يخصّصون لنا جوائز “معنويّة” تحت مسمّيات مختلفة تابعة لنفس هذه المنظّمة كجوائز اليونيسيف وغيرها مع تخصيص مقاعد وظيفيّة مظهرها رائع بدرجة “سفير” ! لكنّها في حقيقتها لا تعدو تابعة لإحدى المنظّمات التجسّسيّة التابعة لكبير قوم المنظّمة الدوليّة أو لأحد وصيفاته من الّتي اعتدنا سماعها من الاعلام كمنظّمة حقوق الانسان مثلاً ! في حين تخلو جميع الدول الغربيّة من أيّ من هذه المنظّمات فيما عدا “سفرائها” الّذين يُنتقون من بينهم على شكل “مشاهير” يجولون بلداننا وعيونهم تذرف الدموع على “أحوالنا البائسة التعيسة” ! أمّا ما ينتقونه من بلداننا “سفراء” لأحدى تلك المنظّمات فأيضاً من “مشاهيرنا” ! نعم فنحن أيضاً لدينا مشاهير ! لكنّ شهرتهم “عله كدنه” ! أي ليست عالميّة كمشاهيرهم , وعادة تخلو عيونهم من الدموع حتّى لو سقطت على أبشع الجرائم الدمويّة , إذ حتّى مشاهيرنا “اللي بيهم مكفّيهم” !  ..    

أحدث المقالات

أحدث المقالات