يزداد معالم الشعور بالخيبة والاحباط في الأوساط السياسية الحاکمة في طهران وبشکل خاص بعد الموقف الاخير للوکالة الدولية للطاقة الذرية من النظام الايراني ومن کونه لايجيب على أسئلة بخصوص ماقد إکتشفه مفتشوا الوکالة من آثار إشعاعية في ثلاثة مواقع، ويتزايد القلق أکثر بعد المواقف الحازمة للولايات المتحدة الامريکية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا بوجه النظام الايراني دعما وتإييدا لموقف الوکالة الدولية والذي يطالب النظام الايراني بأن يسارع في حسم هذا الموضوع ويجيب على أسئلة الوکالة الدولية بهذا الصدد.
النظام الايراني وهو في خضم الانشغال بکيفية إيجاد ثمة طريقة أو وسيلة لدرء شکوك الوکالة الدولية للطاقة الذرية، فإنه قد إصطدم بتصريح صارم من جانب بوب مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، حيث شدد وبحضور نحو 150 شخصا في نيوجيرسي، على ضرورة وقف وانهاء المفاوضات مع النظام الإيراني في فيينا. وهذا التصريح ومن جانب شخصية سياسية رفيعة المستوى مثل مينينديز، لن يکون أبدا موضع إرتياح وإطمئنان النظام الايراني وخصوصا إن مينينديز، الذي کان يتحدث ن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تجاه النظام الإيراني مساء الثلاثاء الماضي في نيوجرسي، بأن” التفاؤل ليس استراتيجية للأمن القومي” ودعا مرة أخرى الحكومة الأمريكية إلى تبني إستراتيجية جديدة تجاه إيران.
النظام الايراني وفي ضوء الاوضاع الداخلية المتوترة وتزايد الاحتجاجات الشعبية بوجهه ولاسيما وإن أغلبها بسبب الاوضاع المعيشية المتردية، فإن إرتفاع أصوات أمريکية رسمية تطالب بصراحة بوف وإنهاء المحادثات النووية مع النظام الايراني، يضع هذا النظام في موقف حرج جدا وخصوصا وإنه قد إستخدم المحادثات النووية ومايمکن أن يتمخض عنها کوسيلـة من أجل تهدئة شرائح الشعب الايراني المحتجة غير إن سير الامور بسياق يختلف تماما للذي کان النظام يطمح إليه، من شأنه أن يصبح عاملا مٶثرا في دفع الاحتجاجات الشعبية نحو المزيد من الضراوة في رفض النظام ومواجهته.
أکثر مسألة مايمکن لقادة ومسٶولوا النظام الايراني أن يتفقوا عليها وتتطابق وجهات نظرهم بشأنها هي إن الرياح لاتجري بما تشتهي سفن النظام الايراني، وإن ماقد خطط له هذا النظام ولاسيما بعد تنصيب ابراهيم رئيسي على رأس السلطة التنفيذية، يبدو واضحا جدا بأنه يذهب هباءا منثورا، وبشکل خاص بعد فشل المساعي المکثفة التي بذلها النظام من أجل شطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الارهابية وتشکيل جبهة دولية ضد النظام وضد المخططات التي يهدف الى تنفيذها وتحقيقها من وراء محادثات فيينا وخصوصا فيما لو کانت تسير وفق ماکان يريد ويرغب.